والدة الأسيرة منار شويكي: ابنتي ظُلمت

ابنتي الكبيرة ونوارة البيت وياسمينة الدار، هي وردة المنزل، وعلاقتنا ليست أم وابنتها فهي أختي وصديقتي، علاقتنا مميزة، لكن بعد اعتقالها تغيرت الدنيا، ولم أعد أجد أي شيء جميل

والدة الأسيرة منار شويكي: ابنتي ظُلمت

بصوتٍ حزين تحدثت والدة الأسيرة منار شويكي، حياة شويكي، وهي من سكان سلوان بالقدس المحتلة، متهمة الاحتلال بالقسوة والظلم، تقول الأم في حديثٍ خاص لموقع 'عرب 48' إن 'القرار ظالم بحق ابنتي التي تمت ملاحقتها وهي طفلة (15 عامًا) كانت عندما اتُهمت بمحاولة طعن مستوطِن، لكن كما أعرف ابنتي، هي فتاة تُحب الحياة والعلاقات الاجتماعية، ولن يخطر ببالي وبال الوالد أن تقوم ابنتنا بمحاولة طعن المستوطن، لكن في حينه كانت الأحداث في تسارُع، وكان لدى الاحتلال شكوك في كل فتاة محجبة'.

وتابعت أنه 'على عكس ما حاولوا فعله لتشويه لشخصية منار، إلا أن الحقيقة يعرفها المعلمون والمعلمات والصديقات والجيران، منار طفلة متفائلة، مقبلة على الحياة'.

وتضيف أن منار 'ابنتي الكبيرة ونوارة البيت وياسمينة الدار، هي وردة المنزل، وعلاقتنا ليست أم وابنتها فهي أختي وصديقتي، علاقتنا مميزة، لكن بعد اعتقالها تغيرت الدنيا، ولم أعد أجد أي شيء جميل، نفتقدها جميعًا، وفي كل الأوقات'.

وتأمل الأم حدوث صفقة تبادل أسرى قريبًا، لعل ابنتها الأسيرة تكون من بين المُفرج عنهم. كما تمنت أن يُسمح لابنتها برؤية أشقائها عبد وأحمد وريماس وميار، منار كانت مجتهدة وملتزمة بدورات تدريبية في الجامعات واجتماعية.

وتواصل الأم قائلة إن 'كان اليوم صعبًا جدًا علينا، لا زلتُ مصدومة وكأنني في عالمٍ آخر، وحين جاء الصحافيون للتصوير، صرخ المسؤولون في المحكمة، لا تصوروا إنها قاصر'. وهنا تتساءل الأم 'ما دامت ابنتي قاصرًا، فلماذا هي الآن في السجن؟ ابنتي مصدومة مما عاشته، وما يسمى بالبوسطة، والوجع الكبير في نفسها، وأحلامها التي ذهبت هدرًا، إنها طفلتي الصغيرة التي يزيد قلقي عليها بسبب الأحكام الجائرة ابنتي ببساطة تم تدمير مستقبلها، لكنها رغم كل شيء قوية وجبارة'.

وتابعت الأم قائلة إن 'منار، ليس لأنها ابنتي، بل لأنها تضفي الأمل والحيوية في البيت، حصلت قبل اعتقالها بيوم واحد على شهادة تفوق ومنحة مالية من مدرستها، أذكر أنها قالت لي أنا لا أريد إلا الاهتمام بدراستي يا أمي، أريد أن أكون صحافية'. لافتة إلى أنها اعتقلت وهي بالصف العاشر.

لا نتأمل خيرًا من المحكمة الإسرائيلية

وكانت المحكمة قد فرضت اليوم الأحد السجن لست سنوات على الطفلة منار الشويكي (16 عامًا)، بعد إدانتها بمحاولة طعن جندي. واعتُقلت الشويكي في حي وادي حلوة، في بلدة سلوان قرب المسجد الأقصى، عقب مغادرتها المدرسة، بتاريخ 6 كانون الثاني/ ديسمبر2015، بذريعة العثور على سكين في حقيبتها المدرسية، وأنها كانت تنوي تنفيذ عملية طعن.

والطفلة منار هي 'أصغر أسيرة فلسطينية'، وأنكرت الطفلة منار وعائلتها حملها سكينًا في حقيبتها، وأكدت العائلة أنها كانت تغادر المدرسة وترتدي الزي المدرسي الخاص بها وتحمل حقيبتها المدرسية حين أوقفها جنود الاحتلال وفتشوها أمام المارة، واقتادوها إلى بؤرة استيطانية في الحي، دون سبب.

ووصف والد الطفلة منار، مجدي شويكي، عملية اعتقالها بـ'الانتقامية'، حيث اعتقلت قبل شهرين ثم أُطلق سراحها، لكن المحققين قالوا إنها 'ستعود إلى السجن مرة أخرى'، وبالفعل قام الاحتلال باعتقالها، وقال ضابط المخابرات لوالدتها خلال أول زيارة لها أن ابنتها لن تفلت هذه المرة من السجن'، بحجة محاولة طعن مستوطن وأن 'الإدانة لها واضحة'. وقال والد الطفلة إن ابنته حوكمت للمرة الأولى بشكلٍ سري.

وأفاد بأن الاحتلال يمنعه من زيارتها كونه أسيرًا محررًا، فيما طالبت المؤسسات المعنية بشئون الأطفال التدخل لإطلاق سراحها كونها صغيرة السن، ولا يوجد مبرر قانوني لاستمرار اعتقالها.

يُشار إلى أن المحكمة أجلت محاكمة الطفلة الشويكي 10 مرات متتالية، بحُجة استكمال الإجراءات القضائية.

وعن تأثُر منار بسبب الحكم الذي فُرض عليها، تقول حياة شويكي إن ابنتها بدت 'مصدومة ومريضة وغير قادرة على التعبير، بسبب الظلم الذي وقع عليها، الحكم صعب جدًا جدًا، ولا أعرف كيف سأتمكن من استيعاب هذا الواقع، إن صدمتي كبيرة'.

هل تعرضتم لمضايقات بسبب التُهم التي وُجهت لمنار؟

تجيب والدة أصغر أسيرة فلسطينية 'نعم تعرضنا لمضايقات طوال فترة المحكمة، وخلال الشهر الماضي كنت في المحكمة كما كل مرة يتم محاكمة ابنتي منار، خلال الشهر الماضي، كانت ابنتي تقف قبالتي، ولم أجرؤ على الحديث معها كونه ممنوعًا أصلًا، لكن المؤلم أن تمنعني المجندة من الابتسام والنظر إلى منار، تبادلنا الابتسامة، فطلبت المجندة حضور الأمن، وإذا بهم يسحبون بطاقة هويتي ويخرجوني من الغرفة. وعندما خرجت ابنتي من المحكمة ذهبتُ لرؤيتها فقام الأمن بمنعي من البقاء، أما المجندة فقامت بدفع ابنتي وهي مكبلة اليدين، وجرها على الدرج'.

  هل تتوقعون التعرض للأذى أو الإبعاد بسبب اعتقال ابنتكم؟

 لا نستبعد شيئًا، فكل شيء متوقع من المؤسسة الإسرائيلية بعد محاكمة طفلة عندما لم يتجاوز عمرها الـ15 عامًا، أين هي حقوقها كطفلة؟ كيف يتم الحكم عليها بست سنوات؟ أين المؤسسات التي تهتم بحق الطفل ولماذا تكون ابنتي الضحية؟'.

 كيف هي معنوياتكم كوالدين ومعنويات ابنتكم؟

- لا أحد يهون عليه ابنه أو ابنته، وأحاول أن أكون جبارة أمام أبنائي كي لا يشعروا بضعفي ويحزنوا لحزني وحزن والدهم، نحن متعبون بسبب مرض ابنتنا والمضايقات التي تتعرض لها في السجن، منار بكت بشدة بسبب الحكم الصادر بحقها، وها هي تعيش تجربة مرة ستستمر لست سنوات، ابنتي حوكِمَت ظلمًا، هذا الأمر يخنقنا، لكننا صامدون وصابرون، وسننتصر على الظلم.

التعليقات