التعذيب مرَّ على مليون فلسطيني في سجون الاحتلال

يستدل من التقرير أن جميع من مّر بتجربة الاعتقال، ويُقدر عددهم بمليون فلسطيني، ذكورا واناثا، صغارا وكبارا، تعرض لشكل أو أكثر من اشكال التعذيب، فيما تعرضت الغالبية منهم لأكثر من شكل من أشكال التعذيب والتي تجاوزت الـ 80 شكلاً.

التعذيب مرَّ على مليون فلسطيني في سجون الاحتلال

كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين أن تعذيب الأسرى في السجون الإسرائيلية، قد تضاعف في السنوات الأخيرة، وسُجل بعام 2016 زيادة قدرها (100%)عن العام 2015، وبنسبة (400%) عن العام 2014، وذلك من حيث قسوة التعذيب وبشاعة أساليب المُعذبِين، وتنوع أساليب التعذيب 'النفسية والجسدية'، وتعدد الأشكال المتبعة وكثرتها مع الشخص الواحد، ومن مختلف الفئات العمرية. فضلا عن إطالة فترة التعذيب والعزل الانفرادي والضغط النفسي. وذلك تحت ذريعة الحصول على معلومات أو اعترافات أو أن الأسير المذكور يشكل 'قنبلة موقوتة'.

جاء ذلك في تقرير أصدرته بمناسبة اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب الذي يوافق 26 حزيران/يونيو من كل عام.

ويستدل من التقرير أن جميع من مّر بتجربة الاعتقال، ويُقدر عددهم بمليون فلسطيني، ذكورا واناثا، صغارا وكبارا، تعرض لشكل أو أكثر من اشكال التعذيب، فيما تعرضت الغالبية منهم لأكثر من شكل من أشكال التعذيب والتي تجاوزت الـ 80 شكلاً.

وذكرت الهيئة أن 'قوات الاحتلال الإسرائيلي لجأت للاعتقالات التعسفية كأداة للقمع والتنكيل وبث الرعب والخوف لدى الفلسطينيين، وانتهجتها وسيلة للعقاب الجماعي وإلحاق الخراب بالمجتمع الفلسطيني، وجعلت من سجونها ومعتقلاتها أمكنة لقمع المعتقلين وردعهم وأداة لقتلهم معنويّا وتصفيتهم جسديّا'.

وكذلك إلحاق الأذى المتعمّد بأوضاعهم الصّحّية وتحويلهم إلى جثث مؤجّلة الدّفن، ومارست التعذيب بحقهم في اطار سياسة رسمية وممارسة ممنهجة في كل الأوقات والأزمنة، وبحق المعتقلين كافة وبنسبة (100%)، على اختلاف أجناسهم وفئاتهم العمرية.

ويوافق 26 حزيران/يونيو من كل عام 'اليوم العالمي لمناهضة التعذيب ومساندة ضحاياه'، وهو الذي أقرته الجمعية العمومية للأمم المتحدة بتاريخ 12 كانون الأول/ديسمبر من عام1997، باعتباره يومًا لتفعيل اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب التي بدأت بالتنفيذ الفعلي بتاريخ 26 حزيران/يونيو عام 1987.

ويحظى المحققون الإسرائيليون بحصانه في ممارسة التعذيب تحت غطاء قانون (اعفاء المخابرات من توثيق التعذيب بالصوت والصورة) ولم يقدم أي محقق للمحاكمة حول جرائم تعذيب مما شجع على استمراره بحق المعتقلين الفلسطينيين.

وقالت الهيئة وفقا لمصادر مؤسسات حقوق الإنسان إن أغلبية الشكاوي المرفوعة للجهاز القضائي الإسرائيلي بخصوص استخدام التعذيب لم يتم البت فيها، مما دفع منظمة 'بيتسليم' الحقوقية الإسرائيلية إلى مقاطعة رفع الشكاوي إلى الجهاز القضائي الإسرائيلي بسبب عدم إجراء أي تحقيق جنائي حول هذه الشكاوي.

وقالت إن التعذيب كان سببا في استشهاد 71 أسيرا داخل المعتقلات منذ العام 1967، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر يوسف الجبالي، قاسم أبو عكر، إبراهيم الراعي، عبد الصمد حريزات، عطية الزعانين، مصطفى عكاوي، وعرفات جرادات وغيرهم. هذا بالإضافة إلى عشرات الأسرى الذين استشهدوا بعد تحررهم متأثرين بما لحق بهم من تعذيب، فضلا عن أن عشرات آخرين من الأسرى والأسرى المحررين لا يزالوا يعانون من اعاقات جسدية ونفسية جراء ما مُورس بحقهم من تعذيب.

ويعتبر التعذيب جريمة حرب وجريمة ضد الانسانية وفق القوانين الدولية والإنسانية وخاصة وفق ميثاق روما للمحكمة الجنائية الدولية واتفاقيات جنيف الرابعة.

التعليقات