د. قاسم: خضر عدنان أراد الحياة الحرة الكريمة ولم يسع للموت

قالت رئيسة جمعية أطباء لحقوق الإنسان، د. لينا قاسم: "سألته صراحة ماذا تتوقع من الطاقم الطبي في حالة أغمي عليك، فأجابني إنني أتوقع من الطاقم الطبي أن يسعى لإنقاذي بأقل تدخل طبي ممكن لإعادتي إلى الوعي".

د. قاسم: خضر عدنان أراد الحياة الحرة الكريمة ولم يسع للموت

الشهيد خضر عدنان (الأناضول)

أكدت رئيسة جمعية أطباء لحقوق الإنسان، د. لينا قاسم، أنها زارت الأسير الشيخ خضر عدنان في زنزانته قبل استشهاده بأيام، وأنه شدد على تمسكه بالحياة وحقه بالانتقال إلى مستشفى مدني للرعاية الصحية اللازمة عند الحاجة دون أن تؤدي لكسر إضرابه المفتوح عن الطعام سعيا لحريته.

"عرب 48": متى كانت زيارتكم للأسير خضر عدنان؟

د. قاسم: زرته في اليوم الـ80 من إضرابه عن الطعام، وذلك بعد شهر من تقديم طلب لإدارة السجون لإجراء الزيارة، حيث قدمنا الطلب منذ 20 آذار/ مارس 2023 لزيارة الأسير خضر عدنان في عيادة سجن الرملة، وبعد تأخير طويل زرناه يوم 23 نيسان/ أبريل 2023، وكان الشهيد قد رفض التعاون بوجود أي ممثل لسلطة السجون داخل العيادة، وبعد أخذ ورد تم التوافق على أن يبقى ممثل السجن خارجا ينظر إلينا دون أن يسمعنا، علما أنه كان عاجزا عن الوقوف وكان بحالة هزيلة جدا ووضع صحي سيئ جدا، وكان قد أغمي عليه قبلها خلال جلسة محكمة عبر الزوم، وكان مصمما على الاستمرار في الإضراب ويرفض أي مدعمات لجسده كما يرفض التغذية القسرية، وكان جسده هزيلا جدا مع خسارة حوالي 40 كغم من وزنه، ويعاني من دوار دائم وفقدان للوعي.

"عرب 48": لماذا لم ينقل من عيادة السجن إلى مستشفى مدني؟

د. لينا قاسم

د. قاسم: قامت عيادة سجن الرملة بتحويله إلى مستشفيي "مئير" و"كابلان" وفي كل مرة كانوا يعيدونه إلى عيادة السجن بسبب عدم التعاون، وهذه كانت حجة إعادته لعيادة سجن الرملة، وهنا يتحمل هؤلاء الأطباء في هذين المستشفيين جانبا من المسؤولية عن وفاة خضر عدنان، فهو نفسه كان يريد البقاء في مستشفى مدني، كما قدمنا نحن أيضا التماسا لإبقائه في مستشفى مدني لأن عيادة السجن لا توفر أي رعاية صحية لمضرب عن الطعام، وقلنا إنها ليست حجة بأنه غير متعاون لإعادته إلى عيادة السجن، فظروف عيادة سجن الرملة غير ملائمة، وكل ما توفره هذه العيادة بأنه يبقى في غرفة لوحده، ويتم مراقبته كل نصف ساعة من خلال سجان لفحص إن كان على قيد الحياة، وهناك زر الطوارئ المتواجد في الحمام، أي أنه على المريض الزحف إلى الحمام لاستخدامه، وهذه ظروف غير ملائمة أبدا لإبقائه في عيادة السجن، وهو طلب بأن يتم الضغط لنقله إلى مستشفى مدني لأنه لا يسعى إلى الموت، على الرغم من أنه أكد بأنه مستمر في إضرابه إلى النهاية، مؤكدا بأن رغبته أن يعيش حرا ويعود إلى عائلته وأبنائه، لذلك رغب بالبقاء في مستشفى مدني.

"عرب 48": هذا يعني أنه لم يرفض كما نفهم علاجه في حالة الإغماء لإنقاذ حياته؟

د. قاسم: أنا سألته صراحة ماذا تتوقع من الطاقم الطبي في حالة أغمي عليك، فأجابني إنني أتوقع من الطاقم الطبي أن يسعى لإنقاذي بأقل تدخل طبي ممكن لإعادتي إلى الوعي لئلا يُكسر إضرابي عن الطعام وسعيي إلى الحرية، وكان الشهيد خضر عدنان قد حدثني أيضا بأنه يشعر هذه المرة بشعور مختلف عن الإضرابات السابقة له عن الطعام، فهو كان يشعر بخطر الوفاة، وكان أصابه قبل أيام من فحصي له حالة تقيؤ بدون توقف وأغمي عليه وتراءت له صورة والديه وهما متوفيان وحدثاه ونطق بالشهادة، ووصف لي مشاعر الموت. للأسف لم نستطع منع هذه الكارثة، وأنا ألقي بالذنب على مصلحة السجون، ولكن ليس فقط عليها بل أيضا على جميع الأطباء في المستشفيات المدنية التي وصلها خضر عدنان وقرروا إعادته إلى عيادة السجن، هؤلاء الأطباء الذين قرروا إعادته يعرفوا جيدا بأن عيادة السجن لا توفر الرعاية الصحية، حتى مدير عيادة السجن نفسه د. سلوتسكي اعترف بنفسه بأن العيادة غير معدة لإنسان مضرب عن الطعام منذ 80 يوما، وأمنتيه أن يقبله أحد المستشفيات المدنية، وهنا أتساءل كيف يمكن لطبيب قرر إعادة مضرب عن الطعام بهذا الوضع النوم، أين ضميره المهني، أين قسم شرف المهنة؟ هؤلاء يتحملون جانبا من المسؤولية عن وفاة خضر عدنان.

التعليقات