10/12/2015 - 18:43

"داعش" يستعد لمغادرة مخيم اليرموك باتجاه الشمال السوري

ويأتي ذلك في وقت يخشى فيه المدنيون في اليرموك، من تبعات انسحاب التنظيم من المخيم، وطبيعة القوة العسكرية التي ستسيطر عليه في الأيام القادمة

"داعش" يستعد لمغادرة مخيم اليرموك باتجاه الشمال السوري

أكد ناشطون من داخل مخيم اليرموك، استعداد عناصر تنظيم 'الدولة الإسلامية' (داعش) لمغادرة المخيم في إطار صفقة لم تتضح تفاصيلها بعد. كذلك أكد ناشطون في دمشق خروج دفعة من عناصر التنظيم من المخيم، فجر الأربعاء، ضمت أكثر من 150 شخصاً بينهم أطفال ونساء من عوائل عناصر التنظيم. ويأتي ذلك في وقت يخشى فيه المدنيون في اليرموك، من تبعات انسحاب التنظيم من المخيم، وطبيعة القوة العسكرية التي ستسيطر عليه في الأيام القادمة.

لوائح وقوائم

في داخل اليرموك، يؤكد ناشطون إعلاميون لعرب 48، صحة المعلومات حول استعداد التنظيم لمغادرة المخيم، ضمن صفقة عقدها مع النظام. ويقول أحد ناشطي المخيم، طالبا عدم ذكر اسمه، إن المدنيين اليوم في اليرموك يعيشون قلقاً مضاعفاَ من الخبر 'الجميع متوتر، نحن في أيام مفصلية، بالفعل هناك عناصر بدأوا ببيع ممتلكاتهم منذ أكثر من شهر، والحديث بات علنياً خلال الأيام الماضية، من يود المغادرة مع عناصر الدولة، عليه أن يسجل اسمه ضمن قوائم لدى مكاتب التنظيم'.

بعد ساعات من حديث هذا الناشط، بدأت فعلاُ عملية تسجيل أسماء من يودون الخروج من المخيم مع عناصر التنظيم، فيما ظهر قلق جديد من قوائم الأسماء، التي ستصل إلى عدد من الجهات الأمنية التابعة للنظام، ومنها أجهزة استخبارات عربية وأجنبية بحسب ناشطين تحدثوا لعرب 48 من بيروت، وحذروا من اضطرار ناشطين إعلاميين وحتى مدنين إلى تسجيل أسمائهم والخروج مع التنظيم كونهم لا يملكون طريقاً آمناً آخر، فيما تشمل القوائم عائلات العناصر من نساء وأطفال.

وتفيد تفاصيل الصفقة التي يشارك فيها النظام السوري، وأطراف روسية وإيرانية، بحسب ناشطين، بأن وجهة عناصر 'داعش' ستكون نحو الرقة في شمال شرق سوريا، التي أعلنها التنظيم عاصمة له، أو باتجاه مارع في ريف حلب الشمالي، والتي تقع تحت سيطرة التنظيم أيضا.

وكتب الناشط الإغاثي محمد جلبوط من دمشق عبر صفحته على موقع 'فيسبوك'، فجر اليوم، معلناً خروج الدفعة الأولى من عناصر التنظيم. وقال جلبوط: 'خرجت فعلا الدفعة الأولى للوائح تنظيم داعش وتضم قرابة 150 امرأة وطفل من عوائلهم وبعض الجرحى، على أمل استكمال خروج التنظيم من الحجر الأسود، والعديد من أنصارها في مخيم اليرموك. لم يصل من خرج حتى اللحظة إلى وجهته التي لم يتم تحديدها بالنسبة لي'.

وعلم عرب 48 أن الخروج تم من المخيم عن طريق حاجز السبينة حيث ترابط ميليشيات لبنانية وعراقية.

الأكناف: قادمون

منذ يوم الجمعة الماضي، عاد 'أكناف بيت المقدس'، الفصيل الفلسطيني الذي كان يفرض سيطرته على المخيم قبل اجتياح 'داعش'، إلى الواجهة من جديد، إذ سجلت اشتباكات على محور دوار فلسطين بين الأكناف وبين جماعة مبايعة ل'داعش'. وبحسب ما بثته الأكناف ليل الجمعة، فقد تمكنت من صد هجوم للجماعة التي تسمى 'الأنصار'، واغتنمت منها أسلحة وذخيرة.

وبدأت 'الأكناف' بالترويج منذ ذات الليلة لقرب عودتها للمخيم. وقال القيادي فيها نضال أبو العلا، عبر 'فيسبوك' إن زعيم 'داعش' أبو بكر البغدادي، وافق على اتفاق الخروج من المخيم وقال 'لقد انتهت مهمتهم في هذه المنطقة'.

يبدو المشهد أكثر وضوحاً مع خروج التنظيم الأكثر تطرفاً في سوريا، ليس من المخيم وحسب، بل أيضاَ من مناطق الحجر الأسود والتضامن المجاورة لليرموك، والتي يبسط التنظيم سيطرة كاملة عليها، فيما كان قد وقع وقفاً لإطلاق النار في منطقة القدم، بعد قتال دام لأيام مع فصائل 'أجناد الشام' هناك.

أين 'جبهة النصرة'؟

يقول الناشط قيس سعيد لعرب 48، إن التنظيم قد أدى مهمته بالفعل. فقد دمر المخيم وأنهى الوجود الفلسطيني فيه من خلال عمليات اغتيال مستمرة قبل الاجتياح وبعده، ومن خلال إقصائه لكتائب 'أكناف بيت المقدس' بشكل تام عن ساحة اليرموك. لكن المهمة الأكثر غرابة، هي إنهاء شبه كامل ل'جبهة النصرة' في اليرموك، والتي بايع عدد كبير من عناصرها 'داعش'، ومن ثم اغتيل أميرها، ليتسلم التنظيم حتى محاورها القتالية مع النظام، على الجبهة الشمالية من المخيم، خلال الأسابيع الأخيرة.

لكن أين هي بقايا 'النصرة' في المخيم اليوم؟ يقول ناشط إعلامي مقرب من 'النصرة' لعرب 48، إن عناصرها المتبقين في المخيم، سيقاتلون حتى الرجل الأخير فيهم، ولن يغادروا اليرموك مع عناصر التنظيم. ويرى ذات الناشط أن المخيم ذاهب نحو التدمير المطلق من قبل النظام السوري، بعد إتمام الصفقة التي بدأت ملامحها بالظهور.

لايزال محاصراً

استعداداً للوضع العسكري والأمني الجديد في المخيم، أطلق ناشطون حملة جديدة للتذكير بأن أزمة المخيم ليست احتلاله من قبل تنظيم 'داعش'، بل هي أصلاً في الحصار المطبق عليه من قبل النظام السوري، فيما تكثر التحليلات حول الشكل العسكري الجديد الذي سيعرفه المخيم. ويرجح ناشطون في المخيم ومن مناطق بجواره، أن 'أكناف بيت المقدس' أو من تبقى من عناصرها ستعود إلى المخيم، بمشاركة من فصائل المعارضة السورية المسلحة، من بينها فصائل 'يلدا' و'بيت سحم' التي وقعت هدنة مع النظام السوري.

 

التعليقات