08/03/2016 - 14:43

فلسطيني محتجز بـ"أتاتورك" منذ شهور

يدخل باسل عزام الفلسطيني السوري، يومه العاشر من الإضراب عن الطعام في مركز الاحتجاز بمطار أتاتورك الدولي في إسطنبول، بعد أن أمضى أكثر من ثلاثة أشهر حتى الآن في المطار، بصفة مجهول الجنسية

فلسطيني محتجز بـ"أتاتورك" منذ شهور

يدخل باسل عزام الفلسطيني السوري، يومه العاشر من الإضراب عن الطعام في مركز الاحتجاز بمطار أتاتورك الدولي في إسطنبول، بعد أن أمضى أكثر من ثلاثة أشهر حتى الآن في المطار، بصفة مجهول الجنسية، ويتوقع أن تضطر السلطات التركية للتعامل مع طلب لجوئه الذي رُفض سابقاً في حال الاستمرار في إضرابه.

يقول عزام لـ'عرب 48' إن قصته بدأت عام 2012، حين كان مجنداً في جيش التحرير الفلسطيني الموالي للنظام السوري. كان يخدم في فرقة عسكرية في مدينة جرمانا شرق العاصمة السورية. إلا أن وتيرة الأحداث في البلاد، ورفضه القتال مع جيش التحرير، جعله يدخل مخيم اليرموك ويعلن انشقاقه بعد شهرين من ذلك، قبل أن يتمكن من دخول لبنان بطريقة غير شرعية، وبعد تنقل بين مناطق سورية خاضعة لسيطرة المعارضة السورية.

في لبنان، عاش عزام ثلاث سنوات، لكنه كان بلا عمل وبلا أي أوراق رسمية. 'كنت أخاف كل شيء، أي حركة أقوم بها من الممكن أن تؤدي لترحيلي إلى سوريا وبالتالي اعتقالي. كنت أتجنب الحواجز ونقاط التفتيش. لثلاث سنوات ظلت حياتي على هذا المنوال، لم يكن الأمن العام اللبناني يقبل أن يستصدر لي الإقامة لأني دخلت لبنان بطريقة غير شرعية'.

بعد عناء، حصل عزام على جواز سفر فلسطيني من السفارة الفلسطينية في بيروت، وتمكن من الحصول على تأشيرة دخول إلى روسيا، فاستقل الطائرة نحو اسطنبول وكان من المفترض أن يتابع منها إلى موسكو، لكن ما حدث له بعد ذلك غيّر مسار رحلته كليا.

يشرح عزام أنه 'وصلت عند الثالثة فجراً إلى مطار اسطنبول، في الثامن والعشرين من تشرين الثاني 2015، وكانت طائرتي نحو موسكو ستنطلق عند العاشرة صباحاً. كنت في منطقة الترانزيت، فنمت حتى موعد الرحلة، حين استيقظت ولم أجد جواز سفري ولا مالي ولا تذكرة الطائرة'. ويرجح أن تكون أوراقه وماله قد ضاع منه أو سرق، لكنه لا يحسم واحداً من الأمرين.

توجه عزام إلى أمن المطار وشرح لهم ما حدث معه، وبعد ساعات، عند الثالثة فجراً، أجبرت السلطات عزام على استقلال طائرة متجهة إلى بيروت برفقة عناصر من الأمن العام اللبناني. ووصل بيروت بالفعل، ليستقبله الأمن اللبناني ويفتح تحقيقاً معه حول سبب إعادته من اسطنبول.

مجددا، في الثلاثين من تشرين الثاني، أعيد عزام إلى اسطنبول على متن الطائرة، حيث احتجز في مطار أتاتورك منذ ذلك التاريخ.

اللجوء أو باب الهوى

طلب عزام من السلطات التركية أن تنقله إلى داخل سوريا عن طريق معبر باب الهوى الحدودي في الشمال السوري، لكن السلطات التركية رفضت طلبه. فطلب اللجوء إلى تركيا، ليأتيه الجواب من أنقرة بالرفض التام، قبل أن يقابل محامية تركية وعدته باستئناف قضية اللجوء.

يقول عزام إن المحامية أخبرته أن القضية قد تستغرق عاماً كاملاً، ووعدها أن يصبر. إلا أن صبره بدء ينفذ. غرفة احتجاز لا تتجاوز مساحتها العشرين متراً، مع عشرات الغرباء، هو أمر مرهق ومتعب.

'منذ اربعة أشهر لم أعرف الظلام. النور لا يطفأ في الغرفة أبداً، وكاميرات المراقبة تشاهدنا ليل نهار. الهواء الذي نتنفسه يصلنا عبر أجهزة التكييف. كل صباح أستيقظ لأجد حلقي مرهق، عيناي مجهدتان من الضوء الدائم. أحياناً يصل عدد المحتجزين معي لأكثر من 100 شخص'.

السفارة على الخط

أخيراً وصل الخبر للسفير الفلسطيني في تركيا، يقول عزام إن السفير علم بقصته منذ يومين. 'كنت أتصل بالسفارة فيقول لي موظف فيها إنهم لا يستطيعون أن يفعلوا شيئاً لي لأنني في الترانزيت. منذ يومين عرفت أن السفير بات على علم تام بمشكلتي، وأنتظر منه أن يساعدني'.

أخبر عزام السلطات التركية بأنه انشق عن جيش التحرير الفلسطيني، وطلب عدم إعادته إلى سوريا لأن ذلك يشكل خطراً على حياته، لكنه في ذات الوقت يخشى أن يبقى لفترة أطول في مركز الاحتجاز في المطار.

اقرأ/ي أيضًا | الإفراج عن محمد حيادرة بعد شهر اعتقال في تركيا

منذ اليوم الرابع لإضرابه عن الطعام، تسمح السطات في المطار بدخول طبيب إلى عزام لفحصه والاطمئنان على صحته، فيما لا تزال المحاولات قائمة لثنيه عن إضرابه وتناول الطعام. يقول اليوم إن الله يلهمه الصبر على إضرابه، لعل السلطات أو المنظمات أو المعنيين بأمره يلتفتون إليه ويقدمون المساعدة له.

 

التعليقات