بلعين ونعلين حقلا تجريب أسلحة جيش الاحتلال على المواطنين فيها..

مياه المجاري سلاح جديد لقمع المتظاهرين * إصابة العشرات بحالات التقيوء * أسلحة جديدة أخرى مثل الغاز بانواعه والمطاط بانواعه والصاعق والأسفنج وكرات الملح وأكياس الفاصوليا..

بلعين ونعلين حقلا تجريب أسلحة جيش الاحتلال على المواطنين فيها..
أصيب العشرات من المتظاهرين بحالات التقيؤ والاختناق وذلك لدى مشاركتهم في مسيرة بلعين الأسبوعية، حيث قامت قوات الاحتلال باستخدام خراطيم المياه العادمة والملوثة، بالإضافة إلى استخدام الغاز والرصاص المغلف بالمطاط والاسفنج وكراس الملح وأكياس الفاصوليا ووسائل أخرى لقمع المتظاهرين..

وكان خرج أهالي قرية بلعين بعد صلاة الجمعة في مسيرة شارك فيها مجموعة من المتضامنين الدوليين والإسرائيليين، رفعوا خلالها الأعلام الفلسطينية واليافطات المنددة بسياسة الاحتلال من بناء للجدار ومصادرة للأراضي وبناء المستوطنات، واغلاق للطرق، وحصار للمدن، ومن قتل للمدنيين وخصوصا الأطفال منهم، بالاضافة إلى شعارات تدين الاعتداء على المعتقلين، من خلال اطلاق النار عليهم وهم مقيدو الأيدي ومعصبو العينين .

وقد انطلقت المسيرة من مركز القرية وجاب المتظاهرون شوارعها، وهم يرددون هتافات بنفس المضمون، وأخرى تدعو إلى الوحدة الوطنية، واتجهوا بعد ذلك نحو الجدار محاولين العبور إلى أرضهم، وقد رفعوا صور الشهيدين يوسف أحمد عميرة والطفل أحمد حسام يوسف موسى كإشارة إلى الانتهاكات الوحشية التي يتعرض إليها المدنيين وخصوصا الأطفال منهم، حيث أستشهد أحمد قبل أسبوع ويوسف قبل ثلاثة أيام اثناء مشاركتهم في مسيرة سلمية ضد بناء الجدار العنصري في نعلين على أيدي جنود الاحتلال.

وقد تمكن المتظاهرون من الوصول إلى منطقة الجدار، وساروا بمحاذاته وهم يرددون الهتافات ضد جنود الاحتلال وضباطهم الذين يأمرونهم باطلاق الرصاص على المدنيين العزل.

وخلال ذلك حصلت مشادات بين المتظاهرين والجنود، حيث بدأ الجنود برش المتظاهرين بخراطيم المياه العادمة الملوثة بروث البقر والدجاج مع وضع بعض المواد الكيماوية عليها، مما أدى إلى إصابة العشرات بحالات التقيوء، حيث تفاجأ المتظاهرون بلون المياه الأخضر ورائحتها النتنة، والتي التصقت بثيابهم لعدة ساعات.

وقد قامت اللجنة الشعبية بأخذ عينات من تلك المواد لتحليلها في المختبرات لمعرفة مكوناتها، ويأتي ذلك ضمن سلسلة من الأسلحة التي يجربها الجيش لقمع المتظاهرين في بلعين، فقد استخدم قبل ذلك المياه العادية ومن ثم المياه الملونة الممزوجة بالغاز واليوم المياه العادمة، بالاضافة إلى أسلحة جديدة أخرى مثل الغاز بانواعه والمطاط بانواعه والصاعق والأسفنج وكرات الملح وأكياس الفاصوليا وهي جميعها مسميات لأسلحة خطيرة، إلا أن جميع هذه الأسلحة لم تثن المتظاهرين عن مواصلة طريقهم في مقاومة الاحتلال.

من ناحية أخرى أمهلت المحكمة العليا الإسرائيلية الحكومة 45 يوما، لتعديل مسار جدار الفصل والتوسع العنصري، الذي يمر من أراض قرية بلعين، وقد انتقدت رئيسة المحكمة دوريث بينيش والقاضيان اليعيزر ريفلين وإيالا بروكاشيا، الحكومة لتجاهلها قرارها قبل عام، والقاضي بتعديل مسار الجدار.

وأبلغت بينيش، ممثل الحكومة آفي ليشت خلال جلسة الاستماع، بحكمها القاضي بتغيير مسار الجدار بقولها: 'لقد حكمنا بأن المسار لا يمكن أن يبقى كما هو عليه الآن' .
وقد قام أهالي القرية بتقديم التماس للمحكمة ذاتها عام 2005 ضد مصادرة أراضيهم من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي لصالح جدار الضم والتوسع، ولصالح إقامة البؤرة الاستعمارية 'ميتاتياهو شرق" غربية القرية.

وفي الرابع من أيلول/ 2007، أصدرت المحكمة قرارها بعدم شرعية إقامة الجدار على هذه الأراضي، وأمرت الحكومة بإيجاد مسار آخر للجدار أقل ضررا على أهالي المنطقة.

وقد قام أهالي القرية بتوجيه كتاب من خلال محاميهم ميخائيل سفارد للمحكمة الإسرائيلية، أوضحوا فيه عدم تقديم الحكومة الإسرائيلية مسارا بديلا للجدار لغاية الآن، وأنها استمرت في أعمال التجريف في أراضيهم الأمر الذي يفرغ قرار المحكمة من مضمونه.
انطلقت مسيرة حاشده في بلدة نعلين، بعد أداء صلاة الجمعة، في الأراضي المهددة بالمصادرة رغم محاولة إغلاق البلدة وإقامة الحواجز على مداخلها ومنع المتضامنين الدوليين والمشاركين والأهالي من القرى المجاورة، حيث حاصر الاحتلال وقوات حرس الحدود، وهم مدججون بأسلحة متطورة لقمع المسيرات والتحركات الشعبية، حيث رافق الجيش كلاب مفترسة آخرون من قوات الاحتلال من يحملون بالونات من الماء الملوثة وفيها سوائل كريهة.

وقد أصيب العشرات بالتقيؤ نتيجة مياه المجاري التي قاموا برشها على المتظاهرين، إضافة لاستخدام قنابل الغاز والصوت والمطاط الذي استخدم لقمع المسيرة السلمية.
وكان أهالي القرية وبمشاركة المتضامنين ينوون الاعتصام بالقرب من الأسلاك التي وضعت عند جدار الفصل العنصري، إلا جيش الاحتلال منع تقدم المسيرة كخطوة قمعية أخرى بعد تعديهم على حرمة صلاة الجمعة وفرض حصار في المكان..

ورغم كل وسائل القمع والتهديد، استمرت المسيرة وسط هتافات وطنية ضد بناء الجدار وضد سياسة الاحتلال، وتفرقت المسيرة السلمية بعد مواجهات تخللها إطلاق قنابل الغاز والصوت، الذي ملأ سماء نعلين بسحب الغازات التي ملأت البلدة وبيوت المواطنين، حيث لم يسلم بيت من البيوت على طول المنطقة الجنوبية دون إصابة بالاختناق الشديد من الغاز. كما أصيب 3 شبان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط.

ويأتي هذا التصعيد المستمر واليومي كجزء من سياسة ممنهجة يستخدمها الاحتلال خلال أكثر من ثلاثة شهور.

وأكد منسق اللجنة عاهد الخواجا بأن الاحتلال منذ الأيام الأولى يحاول تنفيذ حملة اعتقالات أثناء المسيرة ومن البيوت، كما أنه في الأسبوع الأخير يستخدم سياسة الاعتقال من البيت ليلا، والإفراج في صباح اليوم التالي، وذلك بهدف التخويف والتهديد وبهدف توقيع تعهد بعدم المشاركة في الكفاح الشعبي السلمي ولمنع المزارعين من حقهم في التعبير عن رفض سياسة الاحتلال لسرقه أراضيهم.

وقد استمرت المواجهات حتى ساعات ما بعد عصر الجمعة، وتم تطويق البلدة من كل الجهات وفرض حصار على مدخل القرية طبلة وقت الأحداث وعزز الاحتلال من قواته على مدخل القرية.

ومن الجدير ذكره بان الأخ سعيد عطا الله عميره أصيب أمس بعيار معدني في الفك واستمرت حالته الصعبة حتى اليوم في المستشفى وما زال حتى اليوم يعاني جراء إصابته أمس.

التعليقات