الاحتلال يشيد تحت جنح الظلام مقطعا من جدار الفصل العنصري في القدس

شيدت اسرائيل القطاعات الاولى من جدار خرساني شاهق وسط شارع رئيسي بين القدس والضفة الغربية اليوم الخميس فيما يزيد من مشاعر الفلسطينيين المتنامية بالعزلة والاحباط.

وقال شهود ان العمال جاءوا ليلا تحت حماية الجنود والحرس المسلحين وبدأوا في تشييد الحوائط التي يبلغ ارتفاعها ستة امتار عند منتصف الشارع في حين وقف السكان والتجار يتابعون في صمت.

وسيعزل الجدار الفلسطينيين، الذين يعيشون على احد جانبي الطريق في القدس الشرقية المحتلة، عن جيرانهم على الجانب الاخر من الطريق في الضفة الغربية.

وقال المحامي محمد دحلان الذي يمثل سكان الرام امام المحكمة العليا الاسرائيلية "لا شك انهم فعلوا ذلك اليوم بسبب عملية بئر السبع. اسرائيل تعتقد الان ان المجتمع الدولي لن ينتقد بشدة هذا الجدار الذي يقام وسط تجمع فلسطيني."

وقال الفلسطينيون الذين يعيشون ويعملون على الجانب الواقع في الضفة الغربية من الشارع والذين كانوا يشاهدون على مدار الاشهر الثلاثة الماضية الجرافات وهي تقوم باعمال الحفر والعمال في التمهيد لاقامة الجدار انهم يشعرون باليأس.

وقال نبيل، وهو تاجر اطارات سيارات في الرام، "انهم يدفنون الناس احياء. الناس هنا واعون .. انهم يضعوننا في الارض. انهم يقتلوننا ببطء."

ويقول الفلسطينيون ان الجدار في الرام سيعزل عن القدس عشرات الالوف من الفلسطينيين الذين يتمتع كثير منهم بوضع اقامة قانوني في المدينة وانتقلوا للسكن في الضواحي مع نمو اسرهم.

وقالت اسرائيل في يوليو انها ستعيد رسم مسار الجدار ليكون اقرب الى حدودها مع الاراضي المحتلة بناء على امر المحكمة العليا الاسرائيلية أنه يتعين عدم عزل الفلسطينيين عن اراضيهم.

الا ان المحكمة قالت ان اسرائيل لها ان تشيد الجدار على ارض تعتبرها موضع "نزاع". ولم يتضح على الفور كيف سيؤثر الحكم على الجدار حول القدس الشرقية.

وقال الفلسطينيون انهم يتوقعون اكتمال جدار الرام خلال ايام اذا جرى كل ليلة استئناف العمل في تشييده الذي توقف في وقت مبكر من الصباح.

وقال طالب ابو عيشة وهو يحتسي الشاي في متجر الجزارة الخاص به على الجانب الواقع في الضفة الغربية من الشارع "اصبت بصدمة. كأن العالم كله تغير."

ويخشى طالب من انه قد يتعين عليه ان يغلق متجره بسبب نقص العملاء. وقال ان "هذا الجدار يقتل الناس اقتصاديا ومعنويا".

(عن رويترز)