"حقوق المواطن" تلتمس للعليا لهدم جدار الفصل العنصري في القدس

أهالي خربة الواطا لا ينالون أدنى الخدمات ويمنعون من التنقل رغم دفعهم رسوم الأرنونا لبلدية القدس* احد السكان اجبر على الذهاب مشيًا على الاقدام الى المستشفى اثناء اصابته بنوبة قلبية

التمست "جمعيّة حقوق المواطن" الى المحكمة العليا نهاية الأسبوع الماضي بإسم عائلة جادو الفلسطينيّة التي تقطن في خربة واطا الواقعة في جنوب شرق حي "غيلو" جنوبي القدس. وطالبت بإصدار أمر بهدم الجدار الفاصل الذي بني بجانب بيوت العائلة، وأدى إلى عزل العائلة كليًا عن الضفّة الغربيّة وعن إسرائيل (بواسطة شارع رقم 60 الذي يمنع الفلسطينيين من السفر فيه).

وقدّم الإلتماس المحامي عوديد فيلر من جمعيّة حقوق المواطن الذي ادعى، أنّ حياة أفراد العائلة أصبحت لا تطاق، وعلى الدولة تمكينهم من السفر الحر إلى بيت لحم أو منحهم تصاريح لإقامة دائمة في إسرائيل، والسماح لهم بالتنقل الحر في المناطق التابعة لاسرائيل.

ويسكن أفراد عائلة جادو في خربة الواطا منذ منذ ما يزيد عن 150 عامًا ويعيش بجوارهم ثلاث عائلات مكونة من 35 فردًا 12 منهم حصلوا على مكانة دائمة في إسرائيل.

بعد الاحتلال الاسرائيلي عام 1967 تمّ ضم أراضي الواطا لمسطح القدس. على الرغم من ذلك فإنّ أفراد العائلة لم يحصلوا على مكانة دائمة في إسرائيل، ولم تُمنح لهم أي من الخدمات التي توفرها بلديّة القدس، بالرغم من أنّهم دفعوا رسوم الأرنونا على مدار السنوات. واعتمد أفراد العائلة على الخدمات التي توفرها مدينة بيت لحم.

وقد فصل "شارع إلتفافي القدس" سكان خربة الواطا عن بيت لحم، ومنع دخولهم إلى القدس.وفي أعقاب تدخلات جمعيّة حقوق المواطن منحت الدولة تصاريح مؤقتة للسكان لدخول القدس، فيها كُتب أنهم يسكنون في بيت لحم.

وألحق عزل أفراد عائلة جادو في داخل هذا المعزل إلى مس خطير في جميع مجالات حياتهم، فعدا عن تعلقهم بالتصاريح التي كان عليهم تجديدها كل ثلاثة أشهر، اضطر أفراد العائلة إلى صرف مبالغ طائلة نيتجة للتأخيرات وللمماطلة في منح التصاريح. هذا عدا عن المعاملة القاسية والذل الذي تعرّض له أفراد العائلة من جنود حرس الحدود على الحواجز.

وأحيانًا منعتهم الدولة من دخول مدينة بيت لحم كليًا، ومنعت أقرباءهم من المناطق المحتلّة من زيارتهم. والأخطر من كل هذا هو عدم توفّر الخدمات الطبيّة في خربة الواطا، فأفراد العائلة لا يتمتعون بالتأمين الطبي، ولا تسمح الدولة لسيارات الإسعاف الفلسطينيّة بالدخول من بيت لحم إلى القدس حتى في الحالات الطارئة، إلا بالحصول على تصريح مسبق، عليه اضطر أحد الملتمسين الذي أصيب بنوبة قلبيّة إلى الذهاب سيرًا على الأقدام إلى المستشفى في بيت لحم، وهناك أصيب بنوبة قلبيّة أخرى، وتمّ إنقاذ حياته بأعجوبة وفي نيسان 2005 أصيبت أم هذا الشخص بنوبة قلبيّة حادة، نقلها على إثرها إبنها الذي يعاني من مرض القلب وحفيدها سيرًا على الأقدام إلى بيت لحم ولكنّها ماتت، واضطرا إلى متابعة السير إلى المستشفى حاملين جثتها.

وكانت الجمعيّة تلقّت ردًا بعد أن توجهت للسلطات الإسرائليّة في تمّوز 2004، مفاده أنّ الجدار الفاصل سيمر على حدود القدس وأنّ مشكلة عائلة جادو هي عدم حيازتهم على الهويّة الإسرائليّة. واقترح الجيش أن يتوجه أفراد العائلة إلى وزارة الداخليّة للحصول على بطاقات هويّة إسرائيليّة، إلا أنّ وزارة الداخليّة وبعد توجهات كثيرة منحت أفراد العائلة تصاريح دخول مؤقتة للقدس، يجب تجديدها كل ثلاثة أشهر.

وشدد المحامي فيلر في الإلتماس أنّ مسار الجدار الحالي حوّل مكان سكنى العائلة إلى "غيتو" وأصبحت حياتهم لا تطاق.
وأضاف أنّ هذا المس الخطير بحقوق الإنسان ممنوعة حسب القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان الدولي والقانون الإسرائيلي، فالجدار الفاصل يمس مسًا خطيرًا في حريّة التنقل وفي حقهم بالعمل وبالعيش بكرامة وفي حقهم في التعليم وحقهم في الصحة وفي إقامة العلاقات العائليّة مع عوائلهم التي تسكن في المناطق المحتلّة.
وشدد المحامي فيلر أنّ ظاهرة عزل الفلسطينيين في "غيتوهات" تتكرر كثيرًا، وأنّ سلطات الدولة لا تفعل شيئًا حيال هذه الظاهرة الخطيرة. وطالب المحامي فيلر بهدم الجدار الفاصل في تلك المنطقة وإيصال مكان سكنى العائلة مع مدينة بيت لحم.

التعليقات