تفاصيل جديدة تعزز رواية تسميم الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات

بشارة:" لماذا في حالة ياسر عرفات لم يفكر احد بلجنة تحقيق دولية ؟" * البرغوثي:" المؤكد هو ان الرئيس توفي جراء تسميمه" * يساسخاروف:" حصلنا على التقرير الطبي الفرنسي والمصدر سري"

تفاصيل جديدة تعزز رواية تسميم الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات
فتح تقرير صحفي اسرائيلي نشرته صحيفة هآرتس الاسرائيلية امس الخميس من جديد ملف الاسباب الكامنة وراء وفاة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في 11 تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2004 ليعزز الرواية حول احتمالات وفاة عرفات نتيجة تسميمه.

ويشار الى ان التقرير الصحفي عبارة عن تلخيص لفصل جديد في كتاب "الحرب السابعة" من تأليف الصحفيين عاموس هرئيل وهو المراسل العسكري لصحيفة هآرتس وآفي يساسخاروف مراسل الاذاعة الاسرائيلية العامة للشؤون العربية.

ويأتي النشر عن الفصل الجديد في الكتاب عشية صدور نسخة جديدة ومنقحة منه في نهاية شهر ايلول/سبتمبر الجاري تتضمن فصلا عن الايام الاخيرة لحياة الرئيس الفلسطيني الراحل في مستشفى بيرسي العسكري قرب باريس واسباب وفاته.

والامر الجديد والمثير في الفصل الجديد من الكتاب عن عرفات انه يستند الى نسخة عن التقرير الطبي الذي اعده اطباء عرفات في المستشفى الفرنسي بعد وفاته.

ويذكر ان التقرير الطبي وما جاء فيه لم ينشر على الملأ كما ان الحديث عنه من جانب المسؤولين الفلسطينيين وعائلة عرفات والاطباء الفرنسيين كان مغلفا بالضبابية ما زاد الغموض حول اسباب الوفاة.

وأكد احد مؤلفي الكتاب آفي يساسخاروف ل"عرب 48" انه وشريكه في تأليف الكتاب حصلا على نسخة من التقرير الطبي الذي اعده الاطباء الفرنسيون بعد وفاة عرفات.

ورفض يساسخاروف الافصاح عن المصدر الذي سرب له التقرير الطبي الفرنسي قائلا "هذا امر سري للغاية".

واضاف انه بعد الحصول على التقرير الطبي تم عرضه على اطباء اخصائيين في اسرائيل.

وقال يساسخاروف ان "النتيجة التي توصلت اليها في اعقاب تقييمات الاطباء الاخصائيين هي ان هناك ثلاث امكانيات لوفاة عرفات وهي اولا حدوث تلوث عادي في الدم سببه طعام فاسد والامكانية الثانية هي التسميم والامكانية الثالثة والاقل احتمالا اصابته بالايدز".

وقد اثار النشر في هآرتس اليوم عن احتمال وفاة عرفات جراء اصابته بمرض الايدز استياء عارما في اوساط الفلسطينيين.

وقال النائب د. عزمي بشارة لـ"عرب 48" ان "موضوع الايدز لا يستحق التعليق لانه عبارة عن تكهنات أشك ان لها علاقة بترويج كتاب دعائيا بعناوين مثيرة في الصحف كما اعتدنا من دور النشر.

"فعندما تفحص تحت العناوين الكبيرة تجد ان هذه الاثارة ليس لها اي اساس جدي سوى ان هذا احتمال واحد من بين الف احتمال وبالتالي فهو ليس احتمالا حقيقيا".

ورأى بشارة ان الرئيس عرفات قد اغتيل.

وقال ان "موضوع اغتيال عرفات يستند الى العديد من الوقائع، فهناك التكتم والسرية التي تلف وفاته من جهة ووجود دوافع لاغتياله من جهة اخرى ووجود تهديدات اسرائيلية حقيقية ومتوالية ومستمرة في موضوع قتل عرفات.

"بالعكس كانت هناك توقعات اسرائيلية رسمية انه لن يكمل العام 2004 وهو على قيد الحياة.

"كل هذه كانت تؤكد ان هنالك من لديه مصلحة وربما من لديه نية وربما هنالك من خطط لاغتيال ياسر عرفات وهذا وارد ولا يمكن نفي هذا الاحتمال".

ولفت بشارة الى انه "لم يصدر تقريرا طبيا واضحا يشير الى سبب واضح للموت ينفي حالة الاغتيال بالتسميم".

واستذكر ان "هنالك سوابق معروفة في المنطقة منها محاولة اسرائيل اغتيال خالد مشعل القيادي في حركة حماس بواسطة تسميمه ولذلك نحن لم نستثن احتمال تسميم عرفات.

"لا نتهم بشكل واضح ولكن باعتقادي انه من الحماقة والغباء استثناء هذا الاحتمال او اعتباره غير وارد".

واضاف ان "ما هو جدي ان ياسر عرفات توفي وثانيا ان ياسر عرفات توفي على اثر اعراض شبيهة بالتسمم وثالثا ان امكانية الاغتيال لم يتم نفيها".

وتساءل بشارة "لماذا في حالة ياسر عرفات لم يفكر احد بلجنة تحقيق دولية وربما آن الاوان للمطالبة باقامة لجنة تحقيق في اسباب وفاة عرفات او على الاقل نشر اسباب الوفاة او صدور بيان رسمي فلسطيني واضح يؤكد او ينفي امكانية الاغتيال.

"فاذا كان الجميع (من الفلسطينيين) يشكّ في الاغتيال فعلا كما نسمع لماذا لا يكون تحقيق حقيقي في الموضوع ولا يجوز ان تبقى الامور هكذا".

من جانبه اكد رئيس الاغاثة الطبية الفلسطينية د. مصطفى البرغوثي ان التقارير الطبية لم تذكر شيئا عن وجود جرثومة الايدز.

وقال د. البرغوثي لـ"عرب 48" ان "هذه المرة الاولى التي تنشر فيها مثل هذه الشائعة وارى انها شائعة مضللة جدا من الجانب الاسرائيلي لتلويث سمعة الرئيس الراحل".

واضاف البرغوثي ان "المؤكد هو ان الرئيس توفي جراء تسميمه لان الاعراض التي رأيتها وقد شاهدت عرفات شخصيا قبل سفره (الى فرنسا) باربع ساعات وسمعتها لاحقا اضافة الى تدهور حالته الصحية والمعطيات الاخرى خصوصا ما يتعلق بالانخفاض الحاد في الصفائح الدموية وكل هذا خلال فترة زمنية قصيرة جدا واعراض التسمم المعوي كل هذه مجتمعة وبناء على معلوماتي الطبية كطبيب تؤكد على امر واحد وهو ان الرجل قد تعرض للتسميم".

ولفت د. البرغوثي الى ان "نوع السم الذي دسّ هو نوع غير معروف على غرار تسميم خالد مشعل".

من جهة اخرى انتقد البرغوثي القيادة الفلسطينية ورأى ان "هناك تقصيرا كبيرا في هذه الناحية من جانب الفلسطينيين".

واضاف "ارى انه كان يتوجب ان يتم تشريح الجثة لانه كان من شأن ذلك ان يساعد على توفير معلومات اكثر عن اسباب الوفاة".

من جانبه قال يساسخاروف ان "المشكلة في التقرير الطبي للمستشفى الفرنسي تكمن في انه لا يضع استنتاجات واضحة وكأن احدا ما لا يريد تحديد سبب الوفاة.

"ورغم ان التقرير يشير الى ان سبب الوفاة الفوري هو حدوث نزيف دموي في الدماغ ادى الى تخثر في الدم لكنهم لم يقولوا ما الذي سبب ذلك".

واضاف انه "من جهة اخرى قال الاطباء في التقرير الطبي امرا غريبا للغاية وهو ان هناك مؤشرات لتلوث صعب جدا لكنهم لم يجدوا في المقابل اي نوع من الجراثيم ولذلك فان احتمال التلوث يبقى مفتوحا.

"وهناك تكهنات حول ان المضادات الحيوية ازالت الجراثيم لكنها لم تؤد الى ازالة المرض وهذا الامر يضع علامات سؤال كثيرة".

وتابع يساسخاروف ان "الاحتمال الاخر هو ان يكون عرفات قد تعرض للتسميم وذلك بسبب الاعراض المتعلقة بتدهور حالته الصحية بشكل سريع وحالات الاسهال والتقيوء ومشاكل تخثر الدم وتوقف الكبد عن القيام بوظائفه".

واشار الى ان طبيبا متخصصا اسرائيليا اطلع على التقرير الطبي الذي اعده المستشفى الفرنسي بعد وفاة عرفات "وتحدث عن احتمال وفاة عرفات نتيجة ادخال سم من نوع ريسين الذي استخدم في الماضي كسلاح بيولوجي".

وقال يساسخاروف انه لم يتم الكشف عن هوية هذا الطبيب لكنه طبيب اسرائيلي خبير في مرض الايدز ويعمل في مستشفى اسرائيلي وان المستشفى ارغمه على عدم نشر اسمه في الكتاب.

واضاف ان "هذا الطبيب قال ان احتمال اصابة عرفات بمرض الايدز ضئيل للغاية لان تدهور صحته حدث بسرعة كبيرة للغاية فلو حدث التدهور في صحته خلال شهرين مثلا لكان بالامكان عدم استبعاد ان سبب الوفاة هو الايدز ولكن لان تدهور صحته حدث خلال اسبوعين فانه من غير المعقول ان يكون الايدز هو سبب الوفاة.

"وقال الطبيب ان الاحتمال الاكبر هو ان الوفاة ناجمة عن تسميم.

"اذ رغم وجود ثلاثة معاهد متخصصة في انواع السموم في فرنسا فان ايا منها لم تكشف وجود سم.

"من جهة اخرى قال الطبيب ذاته ان هناك انواع سموم غير معروفة للفرنسيين مثل سم ريسين الذي لم يتم فحصه لانه غير معروف للفرنسيين اصلا ويمكن ادخاله للجسم عن طريق الطعام ويسبب الاعراض ذاتها التي كانت لدى عرفات مثل التسبب في تخثر الدم والمشاكل التي اصابت كبده وغيرها".


التعليقات