غزة تتحدى الحصار ... بمنازل من طين

مل جهاد الشاعر من انتظار السماح بدخول الأسمنت والحديد الى قطاع غزة وبدأ يدبر أموره بنفسه ليبني بيتا بالطوب اللبن.

غزة تتحدى الحصار ... بمنازل من طين
أعلنت الحكومة الفلسطينية المقالة، أمس، أنها تسعى لتطوير فكرة إنشاء مبانٍ طينية لتلبية احتياجات سكان القطاع إلى منازل جديدة بعد هدم إسرائيل آلاف المــنازل ومنعها مواد البناء من الدخــول إلى غزة منذ نحو عامــين ونــصف العام.

وقال وزير الأشغال العامة والإسكان في الحكومة المقالة يوسف المنسي إنّ الحكومة شكلت لجنة لإجراء دراسات عملية لإنشاء نماذج من الأبنية والمنشآت الطينــية والاســتفادة من ركام وأنقــاض المنازل والمباني المدمرة، موضحاً انه ستجري إقامة نمــاذج من هذه المباني، بينها مسجد ومدرسة وعيادة، وسيتم تقييمها كتجربة، ومن ثم البدء في التوسـع بتنفيذ هذه المشروعات.
وأضاف «بإمكانياتنا المحدودة نستطيع إنشاء مبانٍ ذات طوابق محدودة قد تفي بالغرض»، مشيراً إلى أن المشكلة تبقى في التشطيبات النهائية للمباني والمنشآت التي يتم بناؤها من الطين، مثل الأبواب والنوافذ والتركيبات الكهربائية والصحية».

وشدّد المنسي على «قدرة الشعب الفلسطيني على تجاوز هذه المرحلة وتحديه الصعاب»، لافتاً إلى أن حكومته تبذل جهودا كبيرة في التواصل مع الحكومات والمؤسسات العربية والدولية لفتح المعابر وإدخال الأسمنت ومواد البناء للقطاع، وبدء تنفيذ مشاريع الإعمار وإعادة الحياة لقطاع غزة.

لا أمل في رفع الحصار في الأفق المنظور

مل جهاد الشاعر من انتظار السماح بدخول الأسمنت والحديد الى قطاع غزة وبدأ يدبر أموره بنفسه ليبني بيتا بالطوب اللبن.

فبعد أكثر من ثلاثة أشهر على نهاية الحرب العدوانية الذي قتل مئات الفلسطينيين ودمر أو ألحق أضرارا بآلاف المنازل لا يزال سكان القطاع الفلسطيني بانتظار المواد اللازمة لإعادة بنائه. لكن الشاعر يقول ان فكرته بدأت تنتشر.
فالطين متوفر على العكس من الأسمنت والحديد.

وزار سكان من غزة بيته المكون من غرفتين بغرض معاينته وقال العديد منهم انهم سيطبقون الفكرة ويبدأون في بناء منازل من الطين لتأويهم. وقال الشاعر "لا يوجد بديل .. الأسمنت لا يدخل وفصائلنا لا تتصالح".
وأضاف الشاعر الذي استخدم الالواح الخشبية لتسقيف منزله "الناس تريد أن تتزوج وآخرون يريدون أن يبنوا بيوتهم. أنا أنصح الناس أن يبدأوا في بناء مساكنهم وألا ينتظروا."

وبدا الشاعر سعيدا باكتشافه هذا. فقد تكلف بناء منزله 3000 دولار فقط. وقال "هذا بيت من الطين .. يعني بارد في الصيف دافيء في الشتاء."

وفي شمال قطاع غزة حيث دمرت مئات المنازل في الحرب الإسرائيلية التي استمرت نحو ثلاثة أسابيع في يناير كانون الثاني الماضيين اضطر كثير من السكان للعيش وسط ما تبقى من منازلهم الخرسانية في خيام تبرعت بها منظمات إغاثة.

وتعهدت دول مانحة بأربعة مليارات دولار لإعادة إعمار القطاع في يناير كانون الثاني لكن مسؤولين في غزة قالوا انه لا يمكن بدء العمل قبل أن تفتح المعابر الحدودية.

وقال نبيل عبد ربه الذي شردت أسرته المكونة من 34 فردا "لا يوجد إعادة إعمار.. هذا كله كذب."
وأضاف أن الجميع قطعوا عهودا فحسب مشيرا الى أنهم يعيشون منذ أربعة أشهر بلا مأوى ودون أن يشاهدوا أي أنشطة لاعادة الاعمار.
وقال ان الاسر كبيرة العدد والتي كانت في السابق تعيش معا في منازلها الخرسانية المكونة من ثلاثة أو أربعة طوابق باتت مشردة ومتفرقة الآن حيث يعيش البعض مع أقارب وآخرون في منازل مستأجرة.

وقالت عائشة عبد ربه (65 عاما) انها فقدت 15 فردا من أسرتها في العدوان الاسرائيلي. وأضافت "لا أحد يساعدنا .. لا عرب ولا أجانب.. المعابر مغلقة ولا يوجد أسمنت ولا حديد."

وفي مدينة رفح القريبة ساعد نضال عيد العمال في بناء بيته بالطوب اللبن. ويستخدم البناء الطين بدلا من الأسمنت.
وقال عيد "أنا أبني بيت من غرفتين ومطبخ وصالون ودورة مياه وموقد تدفئة. عندما أنتهي من بناء بيتي سوف أبدأ في بناء عشرة مساكن لعائلات طلبت مني ذلك."

التعليقات