حسام خضر لـ عــ48ـرب: ما كنا لننتخب هكذا قيادة لو كانت فتح بخير وبوضع تنظيمي صحي

"يعتصرني الألم لوصول البعض إلى اللجنة المركزية.. القيادة التنظيمية تركت الحركة مشاعا تعبث فيه الوحوش.. فتح الجميلة انتهت للأبد.. أسجل غياب الصوت الجريء الناقد في المؤتمر"..

حسام خضر لـ عــ48ـرب: ما كنا لننتخب هكذا قيادة لو كانت فتح بخير وبوضع تنظيمي صحي
عُرف بحدته وجرأته ونقديته غير المساومة، كان حضوره في المؤتمر بارزا، إلى درجة وصفه بالـ«مشاكس». يمثل جيل الشباب المتمرد. أسير سابق وقائد لا يزايد أحد عليه، كان مرشحا للجنة المركزية لكن لم تسعفه خصاله في خضم لعبة الاصطفافات والمعسكرات والتصفيات والكولسة.

ما كان يقوله حسام خضر قبل المؤتمر يواصل قوله بعده بالحدة ذاتها.

ينبع إحباطه مما آلت إليه حركة فتح، ولكنه يؤكد أنه لا يعرف الإحباط. وصفه صديق له بأنه «صوت ناصع البياض في تركيبة يطغى عليها التلون والمصالح. وطالت انتقاداته اللاذعة كل اعوجاج بكثير من الاستقامة».

ويقول حسام خضر في حديث خاص لموقع عرب48، «أسجل غياب الصوت الجريء الناقد من أول جلسة حتى نهاية المؤتمر». ويؤكد أن «فتح الجميلة انتهت» ولكنه يعتقد أنه بالإمكان إعادة بعض القيم المفقودة إذا ما توفرت الإرادة لدى اللجنة المركزية، وإذا ما وضعت جل اهتمامها في إعادة بناء الحركة على أسس سليمة.

ووصف خضر عملية التصويت بأنها «نزيهة وغير شفافة». وأضاف: "يعتصرني الأمل بوصول البعض إلى اللجنة المركزية. ما كنا لننتخب هكذا قيادة لو كانت فتح بخير وبوضع تنظيمي صحي». وحمل مسؤولية الحالة غير الصحية في الحركة للقيادة التنظيمية في الحركة، وقال إن «القيادة التنظيمية تركت الحركة مشاعا تعبث فيه الوحوش التي نهشت لحم حركة فتح وشوهت صورتها، وأخرجتها من محدداتها الأخلاقية والقيمية التي سادت طوال السنوات السابقة والتي قادت الفلسطينيين من حالة الضياع والشتات لتصنع منهم ثورة».

ويقول إن ما آلمه أيضا «الارتجالية في الأداء، وافتقار التخطيط، والفوضى العارمة في عضوية المؤتمر والإجراءات الإدارية». ولكن ما آلمه أكثر هو نهج الإقصاء والتصفية والكولسة في الانتخابات. وأكد خضر أنه كان شاهدا على «عمليات الإقصاء والتصفيات والشطب من قبل مرافقين ومرشحين وأعضاء في لجنة الانتخابات». إلا أنه رغم ذلك يعتبر المؤتمر «محطة فارقة بين زمنين وبين جيلين». وتمنى أن تؤخذ نقاشات المؤتمر وقراراته كأساس لعمل اللجنة المركزية.

ويؤكد أن «فتح الجميلة انتهت وللأبد». ويشير إلى أن الحركة بحاجة إلى من يستطيع إعادة القيم إليها. ويضيف: أتمنى من كل قلبي أن تعمل اللجنة المركزية كمؤسسة وأن تنأى بنفسها عن الخلافات الجانبية والمصالح الضيقة وأن تهتم بالحركة وبمستقبل فتح والشعب الفلسطيني لا أن يكون اهتمام أعضائها مُنصبا على الرفاهية والسيارات والمكاتب والسكرتيرات.

وقال: في هذه اللجنة عدد كبير من خيرة أبناء فتح وقادتها. قيادة تمثل تجربة الأرض المحتلة التي بنيت تحت الاحتلال. ولكنه أشار إلى أن هناك أيضا من يحاولون دفع اللجنة إلى اشتراطات عملية التسوية الأمر الذي سيكون له تأثير على هوية فتح وحضورها.

وقال إن في اللجنة المركزية هناك قوى ممانعة، ولو تواضعت قليلا ونزلت للقواعد سيكون ممكنا إعادة جزء من مكانة فتح، وسيتعين عليهم القيام بلملمة شتات الكوادر ليستبدلوا من لا يستحقون من مرافقين ومقربين لمسؤولين وسكرتيرات جميلات لاستقطاب الأصوات في المؤتمر.

"سكرتيرات جميلات؟" أسأله. وأضيف: هل أنقل عنك ذلك؟ فيجيب بلهجة "محكية" ساخرة: "لكان عن أبوي".

وأضاف خضر قائلا: "أتمنى أن يتمخض المجلس الثوري عن قيادة شابة مجربة مارست العمل الوطني والنضالي والنقابي وأن تأتي مسلحة بتجربة ورؤية. واختتم بالقول: "يمكن لأداء المجلس الثوري واللجنة المركزية تجاوز خطايا اللجنة المركزية السابقة وإفرازات اللجنة التحضيرية التي شابها الكثير من الشبهات".

التعليقات