المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان يدين الاعتداء على الصحافيين ووسائل الإعلام..

-

المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان يدين الاعتداء على الصحافيين ووسائل الإعلام..
أدان المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بشدة الاعتداءات المتزايدة التي تتعرض لها وسائل الإعلام في الأراضي الفلسطينية المحتلة من قبل عناصر مسلحة في ظل النزاع القائم بين حركتي فتح وحماس. ودعا المركز السلطة الوطنية وحركتي فتح وحماس إلى اتخاذ خطوات جادة لوقف هذه الاعتداءات التي تشكل مساً خطيراً بحرية الرأي والتعبير وبالحق في تداول وتناقل المعلومات. ويشدد المركز على أن الحق في حرية الرأي والتعبير والحق في تداول المعلومات وتناقلها هي دعامة أساسية لأي نظام ديمقراطي.

ووفقاً لتوثيق المركز خلال الأحداث الأخيرة، فقد استهدف عدد من وسائل الإعلام والمؤسسات الإعلامية، المحسوبة على طرفي النزاع وغيرها، من قبل مسلحي الطرف الآخر أو من قبل مجهولين في مناطق تخضع لسيطرته الميدانية. وشملت الاعتداءات اقتحام مكاتب إعلامية وتدمير محتوياتها ونهبها، إغلاق محطات تلفزة وإذاعات محلية وتدمير محتوياتها ونهبها، ومنع توزيع صحف تخص الطرف الآخر، وغير ذلك من الأعمال التي تمس بالحريات الصحفية.

في قطاع غزة، اقتحم مسلحون العديد من المؤسسات الإعلامية المحسوبة على حركة فتح وغيرها، وقاموا بالعبث فيها وتدمير أو نهب محتوياتها. ففجر يوم الاثنين الموافق 11 يونيو، اقتحم مسلحون مبنى محطة إرسال تلفزيون فلسطين في بناية أبو رحمة، الواقعة في شارع عمر المختار بمدينة غزة، وقاموا بإحراقه.

وبتاريخ 13 يونيو اقتحم عدد من المسلحين مقر مركز وطننا للإعلام، التابع لحركة فتح، الواقع قبالة مركز الشرطة في مخيم جباليا، في محافظة شمال غزة، وقاموا بنهب محتوياته.

وبتاريخ 14 يونيو، تعرض مقر إذاعة صوت الحرية الكائن في برج الشروق، في مدينة غزة، والتابع لحركة فتح إلى الاقتحام من قبل مسلحين، وتم حرق بعض الأثاث والممتلكات. جدير بالذكر أن الإذاعة كانت قد توقفت عن البث وفر جميع العاملين فيها قبل عملية الاقتحام وذلك بعد أن بدأت حركة حماس بالسيطرة على المنطقة التي تقع فيها المحطة. كما توقفت عن البث في الوقت ذاته أيضاً إذاعة الشباب المحسوبة على حركة فتح أيضاً والتي تقع في مكان قريب (برج فلسطين).

وفي نفس اليوم، اقتحم مسلحون مقر تلفزيون فلسطين – قسم الأخبار-، في حي تل الهوا، وقاموا بسرقة محتوياته، وتحطيم نوافذه.

كما اقتحم مسلحون في نفس اليوم مقر المجموعة الفلسطينية للإعلام، وهي مؤسسة إعلامية محسوبة على حركة فتح تقع في محيط مجمع السرايا وسط مدينة غزة، وتملك موقعاً إلكترونياً إخبارياً (بال ميديا)، إضافة إلى ملكيتها لإذاعة صوت الشباب المذكورة أعلاه. وقام المسلحون بنهب جميع المعدات والأجهزة، وتم حرق الأثاث والممتلكات. وما يزال موقع بال ميديا معطلاً حتى الآن.

وبتاريخ 15 يونيو، اقتحم مسلحون مقر نقابة الصحافيين الفلسطينيين، الواقع في شارع الوحدة بمدينة غزة، وقاموا بنهب جميع الأجهزة الكهربائية والأثاث.

وبتاريخ 17 يونيو، اقتحم مسلحون إذاعة صوت الشعب، التابعة للجبهة الشعبية، وتقع في برج الباشا بشارع جمال عبد الناصر في مدينة غزة، ونهبوا جميع المعدات والأجهزة والأثاث من داخل المقر. جدير بالذكر أن إذاعة صوت الشعب كانت متوقفة عن البث قبل أسبوعين من الحادث بسبب عطل فني طرأ لجهاز الإرسال.

وفي الضفة الغربية، نفذ مسلحون سلسلة من الاعتداءات على مؤسسات إعلامية ووسائل إعلام إما محسوبة على حركة حماس، أو متهمة بانحيازها للحركة، وذلك في إطار أعمال ثأرية رداً على أحداث القطاع.

ففي مساء يوم الأربعاء الموافق 13 يونيو، اقتحم عدد من الملثمين مجمع دعباس مول، شمالي مدينة طولكرم، وداهموا الطابق الثاني منه، وفتحوا نيران أسلحتهم تجاه مكتب (ماس برس) للصحافة والإعلام، مما أدى إلى إلحاق أضرار مادية متفاوتة بمحتويات المكتب الذي يعود للصحفي محمد اشتيوي المحسوب على حركة حماس، وهو بذات الوقت مدير قناة سراج الأقصى في الشمال.

وفي مساء يوم الخميس الموافق 14 يونيو، حاصرت مجموعة مكتب النجاح للصحافة والإعلام في الطابق السادس في عمارة كميل سعد الدين في شارع العدل، وسط مدينة نابلس. اقتحم أفرادها المكتب، وأضرموا النار فيه. الجدير ذكره أن المكتب تعود ملكيته للدكتور فريد أبو ظهير، المحاضر في قسم الإعلام في جامعة النجاح الوطنية، والمحسوب على حركة حماس.

وفي ذات التوقيت، اقتحمت مجموعة مسلحة مكتب الرواد، وهو مكتب جريدة القدس للصحفي سهيل خلف في الطابق الخامس في عمارة عنتر في شارع سفيان، وسط مدينة نابلس، وقامت المجموعة بتحطيم أجهزة الحاسوب ونوافذ وأبواب مكاتب مكتب مدار للصحافة.

وفي فجر يوم الجمعة الموافق 15 يونيو، اقتحم مسلحون مقر تلفزيون (سنا) المحسوب على حماس، والواقع في الطابق الأول من عمارة العالم، نهاية شارع عصيرة الشمالية، في الجبل الشمالي بمدينة نابلس، وقاموا بتحطيم كافة أجهزة البث والحاسوب وصادروا بعض محتوياته.

وبعد حوالي الساعة، اقتحم عدد من المسلحين المجهولين مقر إذاعة السلام لرعاية الطفل، المحسوبة على حركة حماس وسط مدينة قلقيلية، ودمروا وأتلفوا أجهزة البث وبعض محتويات المقر.

وفي صباح اليوم نفسه، اقتحمت مجموعة مسلحة مطبعة الإسراء، في نهاية شارع أبو بكر، مقابل النمر مول وسط مدينة جنين، والتي تعود ملكيتها للمواطن إبراهيم صعابنه، وحطموا محتوياتها من أجهزة حاسوب وطابعات وأتلفوا المواد داخلها.

وفي وقت متزامن، اقتحمت مجموعة مقر إذاعة جبل النار، في الطابق الثامن في عمارة عالول وأبو صالحة وسط مدينة نابلس، وحطموا أجهزة البث وصادروا بعض محتوياتها.

وفي ساعات فجر يوم السبت الموافق 16/6/2007، اعترض مسلحون مقنعون في مدينة رام الله سيارة التوزيع التابعة لصحيفة (الأيام) التي توزع صحيفة (فلسطين) اليومية التي تصدر في غزة والمقربة من حماس، وصادروا نسخ العدد رقم (45) من صحيفة فلسطين، فضلاً عن مصادرة نسخ صحيفة (الرسالة) التي تصدر في غزة، وقاموا بإحراق النسخ المصادرة. ومنذ ذلك التاريخ اعتذرت مطابع الأيام عن طباعة أعداد صحيفة فلسطين دون إبداء الأسباب.

وقد أفاد الصحفي مصطفى الصواف، رئيس تحرير صحيفة فلسطين للمركز، بأن مطبعة صحيفة الأيام في مدينة رام الله، كانت قد تلقت بتاريخ 12 يونيو تهديداً من مجهولين، يحذرها من طبع صحيفة فلسطين في مطابعها في رام الله. يشار إلى أن الصحيفة المذكورة تطبع الأعداد الخاصة بالضفة الغربية في مطابع جريدة الأيام في مدينة رام الله.

وفي مساء يوم الأحد 17 يونيو، اقتحم عدد من المسلحين المقنعين منزل المصور الصحفي حسن التيتي، وأضرموا النار في الطابق الأول للمنزل، مما أدى إلى اشتعال النيران فيه واحتراق محتوياته. المنزل مكون من ثلاثة طوابق يحتوي الطابق المستهدف على كاميرات وأجهزة تصوير وإرسال خاصة بمركز الإعلام الفلسطيني، وهو مركز مستقل ضمن مجموعة الاتصالات الفلسطينية.

وفي إفادته للمركز، ذكر الصحفي التيتي "أن مكتبي لا يمت بصلة لاي فضائية ويؤدي خدمات إعلامية لكافة الوكالات والفضائيات. وجاءت عملية إضرام النار جراء التحريض على قناة الجزيرة وسياساتها واتهامها بالتحيز في تحريرها وسياستها إلى حركة حماس، مع العلم أنني لست مراسلاً أو مصوراً للجزيرة، وإنما أغطي الأحداث في نابلس أحياناً لقناة الجزيرة."

وفي ساعة مبكرة من فجر يوم الاثنين الموافق 18 يونيو، أقدم عدد من الأشخاص الملثمين على إشعال النيران في مكتب الصحفي عبد الفتاح عزام محمد شريم، 27 عاماً، الواقع وسط مدينة قلقيلية، مما أدى إلى احتراقه. ويعمل الصحفي المذكور مراسلاً لصحيفة فلسطين اليومية. وبعد حوالي ساعة توجه الصحفي المذكور لتفقد الأضرار التي لحقت بالمكتب، وأثناء قيادته لمركبته تعرض لوابل من الأعيرة النارية مما أدى إلى إصابته بشظايا في الرأس، وتم نقله إلى مستشفى الوكالة في قلقيلية ومن ثم إلى مستشفى رفيديا في مدينة نابلس. وفي حوالي الساعة 9:00 صباحاً، أقدم عدد من أفراد الشرطة الفلسطينية على اعتقال المواطن شريم من مستشفى رفيديا.

المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان إذ يدين بشدة هذه الأعمال، فإنه:

1) يحذر من خطورة هذه الاعتداءات التي تشكل مساسً خطيراً بحرية الرأي والتعبير والحق في تداول ونقل المعلومات.

2) يدعو السلطة الوطنية الفلسطينية وكافة الأطراف المعنية باتخاذ خطوات جادة لوقف هذه الاعتداءات، وتحييد الصحفيين ووسائل الإعلام من إطار الصراع.

التعليقات