انطلاق فعاليات مؤتمر "هنا باقون" في الجامعة العربية الأمريكية

-

انطلاق فعاليات مؤتمر

أعلن الدكتور خالد عليوي نائب رئيس الجامعة العربية الأمريكية للشؤون الأكاديمية القائم بأعمال رئيسها عن انطلاق فعاليات مؤتمر هنا "باقون" الذي تنظمه دائرة العلاقات الدولية والعامة في الجامعة بالتعاون مع مركز واصل لتنمية الشباب، وذلك تحت رعاية رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس أبو مازن.

وبدأت فعاليات المؤتمر بقيام الدكتور عليوي ومحافظ جنين قدورة موسى ممثلاً للرئيس وعضو مجلس الإدارة مدير عام شركة الجامعة المهندس عبد الباري مسلم ومحمد سلامة مدير مركز واصل وعميدي الكليات ومديري الدوائر في الجامعة والطلبة وممثلين عن المؤسسات الرسمية والأهلية بافتتاح المعارض المرافقة للمؤتمر وهي معرض كاريكاتير لرسام الكاريكاتير الفلسطيني محمد سباعنة، ومعرض تراثي يضم عددا من المؤسسات والمشاركات النسوية التراثية وأعمال الأسرى الفلسطينيين.

ومن ثم توجهوا إلى قاعة المؤتمر حيث رحب الدكتور حماد حسين أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العربية الأمريكية عريف المؤتمر بالضيوف في محافظة جنين الشهداء والأسرى والأبطال، ووجه تحياته للأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي الذين يقام المؤتمر في ذكرى يومهم ويوم الأرض التي تشكل محور الصراع العربي الإسرائيلي، وقال إن الجامعة حريصة على إحياء كافة المناسبات الوطنية من خلال تخصيص أيام لدراستها، وأكد على أهمية هذه الأيام الدراسية "لأن تحررنا من الاحتلال لن يأتي إلا بالعلم".


وفي كلمة الرئيس محمود عباس أبو مازن نقل محافظ جنين قدورة موسى تحياته للمؤتمر والقائمين على تنظيمه، وقال "لقد ارتبطت الأرض بالأسير أي الأرض بالإنسان تعني الوطن"، مستحضراً عددا من الأدباء والشعراء الذي أكدوا دائماً على انتمائهم وانتماء الإنسان الفلسطيني للوطن والأرض، وأكد بدوره على أن أهلنا داخل فلسطين وفي الشتات "متمسكون بأرضهم ويعلنون دائماً أنهم باقون هنا، ومتمسكون بمقاومة الاحتلال الذي يسعى إلى تفريغ الأرض من أهلها، وهذا الشعب الذي يقاوم بإرادته الدبابات والطائرات والأسلحة المتطورة لا بد له أن ينتصر".

وفي كلمته قال الدكتور خالد عليوي إن هذا المؤتمر يمثل نوعاً من أنواع الرد المناسب على الجرائم الإسرائيلية المتواصلة بحق أبناء شعبنا من قتل وخطف وتشريد، وأضاف لا يقتصر دور الجامعات على التعليم الأكاديمي فقط، ولكن يمتد دورها لتساهم في تطوير المجتمع المحلي والتفاعل مع أحداثه، وهذا ما تحمله رسالة الجامعة العربية الأمريكية كمؤسسة وطنية حيث تعمل على استنهاض المجتمع المحلي والحفاظ على ثقافته، لا سيما أن الحياة الثقافية ترتبط ارتباطاً مباشراً برسالة وأهداف الجامعة، حيث تعمل على نشر التراث الوطني والاهتمام بالقيم الأخلاقية وتنمية الشعور بالانتماء للوطن وتنمية روح المسؤولية.

وحيّى محمد سلامة مدير مركز واصل في كلمته شهداء جنين ونابلس الذين سقطوا خلال اليوم وأمس، وقال "نحن الفلسطينيون كجذر الزيتون وحجر الوادي باقون رغم القتل والجوع والحصار وقيد الأسر، فلنا الماضي وهوية فلسطينية نتمسك بها، ولنا الحاضر والمستقبل ما دام فينا من يقاوم ويرسم بدمه خارطة فلسطين"، وأشار إلى أن الهدف من هذا المؤتمر هو تعزيز الوعي الطلابي والمجتمعي بقضيتنا ولنوجه رسالة للأسرى بأننا معهم ولن يهدأ لنا بال حتى إطلاق سراحهم.

وفي الجلسة الأولى التي تناولت محور "أسرى الحرية" وأدارها الدكتور محمود أبو مويس عميد كلية طب الأسنان في الجامعة تحدث وزير الدولة مسؤول ملف الجدار والاستيطان وزير الأسرى السابق وصفي قبها قائلاً "إن هناك تضاربا في البيانات حول أعداد الأسرى الفلسطينيين وهذا ناتج عن تقديم الاحتلال لمعلومات دقيقة حولها، وأشار إلى الرقم الذي وصلت إليه وزارة الأسرى هو 11500، وأضاف بغض النظر عن الرقم تبقى قضية الأسرى هي الجرح النازف في خاصرة الشعب الفلسطيني، وهم الذين كان لهم الدور الأبرز من خلف القضبان خلال مرورنا بالصفحة السوداء من تاريخنا لتوحيد الشعب الفلسطيني من خلال وثيقة الأسرى التي شكلت أساس وثيقة الوفاق الوطني وكتاب التكليف للحكومة، وتحدث عن الأساليب الهمجية والقمعية التي يستخدمها الاحتلال أثناء الاعتقالات ومخالفتهم لكافة القوانين الدولية التي تكفل حقوق الأسرى. وأضاف "لا يعقل أن تقوم الدنيا من أجل إطلاق سراح الجندي شاليط والعالم يتناسى الأسرى الفلسطينيين الذين يعيشون أسوأ حالات القمع والتنكيل والإهمال الطبي".

كما تحدث حلمي الأعرج مدير مركز الدفاع عن الحريات قائلاً "إنه على مدى عمر الاحتلال دخلت أجيال لسجونه وخرجت أجيال وصل مجموعهم إلى ما يزيد عن الربع مليون فلسطيني، وقد حان الوقت لنقيم دورنا كشعب بكل مكوناته تجاه قضية الأسرى التي تمثل قضية كل الشعب وهي قضية وطنية وسياسية عليها يتوقف مفتاح السلام في المنطقة، وأضاف، إن ما ينقصنا حتى اللحظة أنه لا يوجد إستراتيجية وطنية فلسطينية تتعاطى مع قضية الأسرى بشكل واضح وشفاف، ونحن بحاجة إلى توحيد الكلمة والموقف والمفاهيم".

وقالت النائبة في المجلس التشريعي نجاة أبو بكر في مداخلتها إن قضية الأسرى هي قضية سياسية بامتياز وأي محاولة لإبعادها عن هذا المفهوم هي خطأ كبير، وزادت "إن أسرانا مخطوفون ووجودهم في المعتقلات داخل أراضي 48 مخالف للقوانين والشرائع الدولية التي شرعت مقاومة الاحتلال"، وأشارت إلى أنه كان يجب إغلاق ملف الأسرى منذ أن وقعت اتفاقية أوسلو وهذا خطأ وقع به المفاوض الفلسطيني، وأضافت أنه يجب الكف عن التعامل مع قضية الأسرى وكأنها قضية خدماتية.

وترأس الدكتور نظام ذياب عميد كلية العلوم والآداب في الجامعة الجلسة الثانية التي تناولت محور الأرض والدولة في الفكر الصهيوني، حيث تحدث عبد الرحيم غانم عن الترانسفير، وقال إن القسم الأكبر من الفلسطينيين بلا وطن بسبب تهجيرهم في حربي 48 و67، وقد أثبتت الوثائق أن الصهاينة وضعوا خططاً لتهجير الفلسطينيين قسراً عن أرضهم قبل هذه الحروب بعشرات السنين، وقد برزت المؤشرات على ذلك منذ حملة نابليون بونابرت حيث بدأ يهود باريس بالطلب من الحكومة الفرنسية وإمبراطور النمسا لمساعدتهم للذهاب إلى أرض الأجداد، واستعرض عدداً من الخطط الكثيرة التي وضعها الصهاينة لتهجير السكان الفلسطينيين عن أرضهم باستخدام وسائل مختلفة.

كما تحدث الدكتور عبد الستار قاسم عن الأرض في الفكر الصهيوني قائلاً "إن اليهود في الفكر التوراتي والعبري يقومون على نظرية شعب الله المختار الوحيد وباقي شعوب العالم حيوانات بصورة بشر وغير ذلك تجاوز لتعاليم الله، والشعوب الأخرى في التوراة لها وظيفتان وهما أن ينتصر اليهود عليهم باستمرار والثانية إذا عصى اليهود الرب فسيسلط عليهم هذه الشعوب، وانه يجب التعامل معها بثلاثة مستويات أولها القتل للبشر والحيوان والشجر، والثاني طردهم من بين اليهود والثالث استعبادهم، واليهود منذ 48 قتلونا وطردونا واستعبدونا، وإذا أردنا تحرير أسرانا يجب أن نفهم كيف يفكرون بنا حتى نضع الاستراتيجيات الصحيحة لتحرير الأرض والإنسان من خلال التخطيط العلمي السليم".

وتحدث عبد الفتاح القلقيلي عن الأرض في الثقافة الفلسطينية حيث تناول مفهوم الأرض في الأدب العربي واللغة العربية، وقال إن الأرض لم تكن للفلسطينيين على رأس أولويتهم إلا مؤخراً فقبل الحركة الصهيونية لم يكن هناك داع للاهتمام بالأرض وملكيتها، وبعد الحركة الصهيونية برزت قدسية الأرض وسقط من أجلها الشهداء وبذلوا الغالي والنفيس لحمايتها، وقد برز ذلك أيضاً من خلال عدد من المواقف الرسمية الفلسطينية في أوائل القرن الماضي، وحتى نحرر الأرض لا بد من معرفة ما يؤلم العدو أكثر من غيره.

كما تحدث عبد الله أبو رحمة عن تجربة بلعين في مقاومة الجدار حيث قدم نبذة عن قرية بلعين من حيث الموقع والسكان وعمليات الاستيطان في محيطها وعلى أرضها، واستعرض الإجراءات التي اتخذها الجيش الإسرائيلي لبناء الجدار على أرض بلعين، والخيارات التي كانت متاحة أمام أهلها تحت ظروف الجدار، الذين أصروا على اختيار المقاومة بالتعاون مع المنظمات المحلية والأجنبية، واستعرض الأشكال المختلفة للمقاومة التي ابتدعت أشكالاً سلمية جديدة من أشكال المقاومة.

التعليقات