تقرير عن الأوضاع في غزة 10-11 كانون الثاني 2009 لغاية الساعة الخامسة مساء

-

تقرير عن الأوضاع في غزة 10-11 كانون الثاني 2009 لغاية الساعة الخامسة مساء
دخلت العملية العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة اسبوعها الثالث، فيما تستمر الطائرات الاسرائيلية بالقاء
المناشير على مدينة غزة بتاريخ 10 كانون الثاني محذرة ومهددة بالتصعيد. واستمرت القوات الجوية والبحرية والبرية الإسرائيلية بمحاصرة المناطق المأهولة بالسكان في قطاع غز ة، وما زالت محافظتا غزة وشمالي غزة معزولتين عن بقية القطاع. و تتصاعد الأزمة الانسانية مع تزايد في اعداد الخسائر البشرية وتزايد الدمار والاضرار الذي اصاب المنازل والبنية التحتية العامة وخدمات المياه والصرف الصحي
والكهرباء التي تتهددها المخاطر.

هناك ضغط متزايد على غرف الطوارئ ووحدات العناية المكثفة يصاحبه ارهاق للطواقم الطبية. وهناك قلق خاص فيما يتعلق بالآثار النفسية بعيدة المدى على الأطفال نتيجة للنزاع، حيث يشكل الأطفال ما نسبته 56 % من سكان القطاع.

وبعد "ضمانات مؤكدة انه سيتم احترام أمن موظفي الأمم المتحدة والمنشآت والعمليات الانسانية التابعة للأمم
المتحدة" بما يتضمن تواصل أفضل وتنسيق داخلي أكثر فعالية داخل القوات الاسرائيلية، أعلنت الأونروا بتاريخ 10 كانون الثاني انها سترفع القيود على حركة طواقمها. وقد فرضت القيود بتاريخ الثامن من كانون الثاني بسبب غياب الأمن.

حماية المدنيين

استمرت القصف الجوي خلال ساعات النهار، بالاضافة الى القصف المدفعي والبحري. هناك تواجد عسكري اسرائيلي في المنطقة الشمالية ومنطقة الحدود الشرقية ومنطقة حدود رفح. بتاريخ 10 كانون الثاني، ضربت قذيفة مدفعية اسرائيلية منزل عائلة عبد ربه في جبا ليا مما أدى الى مقتل ثمانية قاطنين.

وفي صباح يوم 11 كانون الثاني، دخلت القوات الارضية والدبابات منطقة الشيخ عجلين في ضواحي مدينة غزة حيث شهدت تلك المنطقة اشتباكات ضارية مع سقوط عدد كبير من الخسائر البشرية الفلسطينية.

بتاريخ 11 كانون الثاني، تم تفعيل "الهدوء" لأغراض انسانية ما بين الساعة الحادية عشرة صباحا لغاية الساعة الثانية ظهرا للسماح للسكان المدنيين بالوصول الى اللوازم الأساسية والخدمات الطبية.

ارقام الخسائر البشرية من وزارة الصحة لغاية 11 كانون الثاني الساعة الثالثة عصرا وصلت الى 884 قتيلا، منهم 275 طفلا و 93 امرأ ة. ومن ضمن القتلى، هناك 12 عاملا في الطواقم الطبية.

على صعيد الجرحى، يوجد ما لا يقل عن 3,860 جريح، منهم 1,333 طفل و 587 امرأة. ويوجد 413 حالة تصنف على انها حالات حرجة. الخطر الذي تتعرض له الطواقم الطبية وصعوبة الوصول الى الجرحى من تحت المباني
المدمرة يجعل من عملية الاخلاء الصحيحة وتقدير الخسائر البشرية أمرا بالغ الصعوبة. من غير الممكن في
هذه المرحلة تحديد عدد الخسائر البشرية من ناحية تصنيف المدنيين مقابل المقاتلين.

استمر المسلحون الفلسطينيون باطلاق الصواريخ وقذائف الهاون من قطاع غزة على اسرائيل. طبقا لوزارة
الخارجية الاسرائيلية، قتل اربعة اسرائيليين وجرح أكثر من 220 شخص بفعل الصواريخ منذ 27 كانون الأول.

الملاجئ

أعداد المواطنين النازحين من منازلهم والمقيمين مع عائلات مضيفة لا زالت غير معروفة الا ان التقارير تشير الى وصول هذه الارقام الى عشرات الآلاف. طبقا لمركز الميزان لحقوق الانسان، نزح ما بين 80,000 - 90,000 شخص، بما يتضمن 50,000 طفل. فتحت الاونروا اربعة ملاجئ جديدة بتاريخ 10كانون الثاني كاستجابة للطلب المتزايد في مدينة غزة وجباليا ودير البلح.

تشرف الأونروا حاليا على 31 ملجأ يوفر ملاذا الى 25,696 شخصا، وهو ارتفاع برقم 4,000 منذ التاسع من كانون الثاني. الملاجئ في جباليا مكتظة وهناك مدرسة واحدة تستضيف ما يزيد عن 1,700 شخص ومدرسة أخرى تأوي 1,900 شخص. لكن لا يمكن فتح ملاجئ جديدة في المنطقة بسبب غياب الأمن. مياه الشرب والخبز واللحوم المعلبة وفرت الى كافة الملاجئ لكن الأونروا تواجه نقص في الأغطية والفرشات والحقائب النظافة الشخصية والمولدات للملاجئ.

الكهرباء

بعد اصلاح الخط المتضرر غرب نيتساريم، بالاضافة الى أجزاء من الشبكة المحلية، استأنفت محطة غزة للطاقة العمل جزئيا بتاريخ 10 كانو ن الثاني، منتجة 30 ميغاواط من كامل طاقة انتاجها البالغة 80 ميغاواط.

ومع ذلك 30 % فقط من مدينة غزة تصلها امدادات الكهرباء وذلك بسبب أضرار محلية وهناك تقطع في ايصال التيار في المناطق الأخرى. يوجد خمسة شاحنات من الوقود التي تنتظر مرافقة للوصول الى محطة غزة للطاقة الأمر الذي سيسمح بتشغيل التوربين الثاني. حصلت أضرار لثلاثة خطوط طاقة من اسرائيل بتاريخ 11 كانون الثاني: خطان (خط الى الشرق من جباليا وخط الى الشرق من خان يون س) بتاريخ 10 كانون الثاني في حين الخط الى الغرب من بيت لاهيا ما زال معطلا.

الصحة

ما زالت المستشفيات تعتاني من ضغط شديد بسبب الاعداد المرتفعة من الجرحى الذين يأتون للعلا ج. طبقا لمنظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر، المشكلة الرئيسية التي تواجه القطاع الصحي هي قدرة وصول الطواقم الطبية الى الادوية المستوردة والمعدات الى المستشفيات وتحو يل المرضى الى خارج القطاع.

توفر وزارة الصحة الفلسطينية الى الجهات المانحة الدولية ومنظمات المساعدات الانسانية بقوائم مفصلة للاحتياجات من ناحية المعدات الطبية واللوزام من أجل ضمان أن تلبي التبرعات الاحتياجات الحقيقية.

ومنذ اندلاع الأعمال العدائية بتاريخ 27 كانون الأول، حصل تشويش على الرعاية الصحية المنتظمة. وأفادت وزارة الصحة أن ما يقارب من 70 % من المرضى الذين يعانون من الأمراض المزمنة والذين يحتاجون الى الحصول على العلاج الطبي المنتظم اضطروا الى الاستغناء عن هذا العلاج بسبب الأوضاع الامنية.

طبقا لمنظمة الصحة العالمية، يتوفر لكافة المستشفيات الآن ما بين 3 الى 4 ساعات من الكهرباء في اليوم ومعظم هذه المستشفيات لديها وقود كاف لتشغيل المولدات الاحتياطية لمدة خمسة أيام بعد حصولها على الوقود. لدى مستشفى غزة للاطفال احتياطي وقود لمدة يومين فقط. ولغاية عصر يوم 11 كانون الثاني، نفذ الوقود في مستشفى كمال عدوان.

في الفترة ما بين 9 و 10 كانون الثاني، تضرر مستشفى غزة الاوروبي ومستشفى الناصر للأطفال ومركزي الرعاية الصحية الأساسية في سبحة الحرازين وهالة الشوا بسبب القصف ونيران المدفعية. مستشفى الدرة للأطفال اغلق (باستثناء الخدمات الطارئة) بعد أن تكبدت أضرارا كبيرة.

طبقا لمنظمة الصحة العالمية، تم تحويل 189 مريضا، معظمهم من جرحى الحرب لكن هناك أيضا المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة، الى مصر عبر معبر رفح لغاية 10 كانون الثاني.

المياه والصرف الصحي

طبقا لمصلحة مياه البلديات الساحلية، لا يوجد مياه لما يقرب من 500,000 شخص، وهناك 500,000
شخص آخر ممن يحصلون على المياه لمدة 4 الى 6 ساعات يوميا، وبقية السكان يتسلمون مياه لمدة 4 الى 6
ساعات كل 2 - 3 أيام.

تم توزيع خمسين من حقائب المياه الطارئة من اليونيسيف (ما يكفي الى 500 عائلة) بتاريخ 9 كانون الثاني عبر جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية. كانت هناك خطط اليوم لتوزيع قوارير المياه الى 4,000 -6000 شخص بتاريخ 11 كانون الثاني.

يوجد خطط لجلب خزانات مياه ومضخات ومحولات لصالح مصلحة مياه البلديات الساحلية لكن لا يمكن الوصول اليها بسبب الوضع الأمني أو لانه لم يتم السماح لها بالدخول الى غزة من قبل السلطات الاسرائيلية.

وفي بيان صحفي صدر بتاريخ 10 كانون الثاني، أعلنت مصلحة مياه البلديات الساحلية عن عدم قدرتها بالابقاء على خدمات المياه و الصرف الصحي بسبب الاضرار الكبيرة التي اصابت الشبكة والمصاعب التي تواجهها في اصلاح الأضرار وعدم قدرتها على الحصول على قطع الغيار. حصلت اضرار في خط المياه في مخيم النصيرات للاجئين، وبئر الى الشرق من مدينة جباليا، وبئر الى الجنوب من تل الهوا، وخط مياه الى مدينة غزة، وخط الصرف الصحي في بيت حانون ومولد الطاقة الرئيسي في محطة معالجة المياه العادمة
في بيت لاهيا.

تم تدمير ثلاث خطوط تحويل: خط في منطقة التفاح الى الشرق من مدينة غزة (الذي يوفر المياه الى ما يقرب من 100,000 نسمة)، وخط في بير النجا الى الشمال من غزة ( 150,000 نسمة) وخط في المغراقة في المنطقة الوسطى ( 30,000 ). السكان لا يحصلون على المياه.

قصفت محطة معالجة المياه العادمة في مدينة غزة الليلة الماضية، مما ادى الى اصابة اطراف الحوض مسببا سيلان، أما حجم الضرر، فلم يكن بالامكان التحقق منه. الحوض يحتوي على 250,000 - 300,000 متر مكعب من المياه العادمة.

بتاريخ 10 كانون الثاني، قامت الأونروا بايصال 25,000 لتر من الوقود (من أصل 75,000 لتر تم التعهد بها) الى مصلحة مياه البلديات الساحلية. كمية اضافية تصل الى 4,000 لتر تم ايصالها الى بلديتي خان يونس ورفح لجمع النفايات ا لصلبة. تخطط الأونروا لايصال الوقود الى البلديات في المنطقة الوسطى وغزة وشمالي غزة.

الغذاء

ما زالت المنظمات تواجه مصاعب في توزيع المساعدات من احتياطي بدأ بالنفاذ بسبب الاوضاع الامنية. لقد منع الحصار لمدة 18 شهرا على غزة المنظمات الانسانية من الاعداد المسبق للبضائع. بالرغم من السماح بادخال بعض البضائع الى غزة، فان تناقص عدد الشاحنات المسموح بادخالها يعني أن المنظمات لا تتسلم كميات البضائع المطلوبة لتلبية احتياجات السكان.

قامت الأونروا بايصال الغذاء الى 4,451 مستفيد من الحالات الاجتماعية الخاصة بتاريخ 10 كانون الثاني، وقامت باعادة تعبئة 7 الى 10 مراكز توزيع الغذاء التي لم تفتح للتوزيع بتاريخ 10 كانون الثاني بسبب نقص الطحين في تلك المواقع. بتاريخ 11 كانون الثاني، قامت الأونروا بتشغيل 6 من أصل 10 مراكز توزيع بالاضافة الى نقطة توزيع للحالات الاجتماعية الصعبة في رفح.

بتاريخ 9 كانون الثاني، قام برنامج الأغذية العالمي بتوزيع 4,400 طن من رزم الغذاء الى 770 عائلة في خان يونس بالتعاون مع منظمة CHF. وقام البرنامج ايضا بتوزيع 1,700 كيلوغرام من الخبز في بيت حانون و 2,450 كيلوغراما من الخبز في بيت لاهيا.

بتاريخ 10 كانون الثاني، قام برنامج الأغذية العالمي بتوزيع 89 طنا من الرزم الغذائية الى 1,046 عائلة في محافظتي خان يونس وغز ة. تم توزيع 1,180 طنا من البسكويت عالي السعرات الى ما يقرب من 6,000 شخص في ملاجئ الأونروا.

بتاريخ 11 كانون الثاني، اطلق برنامج الأغذية العالمي مناشدة عالمية "عملية خط الحياة لغزة" من اجل زيادة وتيرة توزيع الغذاء الى غزة.

حرية التحرك الداخلية

عملية الوصول من شمالي غزة الى بقية أنحاء غزة ممكنة فقط عبر الطريق الشاطئ غرب مستوطنة نيتساريم الاسرائيلية السابقة حيث اقتصرت على المساعدات الانسانية (بما فيها سيارات الاسعاف) بعد التنسيق مع السلطات الاسرائيلية.

المعابر

فتح معبر كيريم شالو م بتاريخ 11 كانون الثاني حيث يتوقع ادخال 80 شاحنة الى غز ة. تم ادخال اجراءات جديدة على المعبر منذ 11 كانون الثاني: لن يسمح للشاحنات بالدخول الى الجانب الاسرائيلي من المعبر الا في حال وجود شاحنات جاهزة لتحميل الحمولة على الجانب الفلسطيني من المعبر.

معبر رفح فتح اليوم للحالات الطبية وادخال المساعدات بتاريخ 11 كانون الثاني.

ناحال عو ز: لحين افراغ الأنابيب، لم يتضح بعد اذا كان سيتم ضخ وقود اضافي عبر الخط الى غز ة. يتوقع جلب 400,000 لتر من الوقود الصناعي الى غزة بتاريخ 11 كانون الثاني.

بتاريخ 10 كانون الثاني، اغلقت المعابر بمناسبة العطلة اليهودية. دخل الى غزة ما مجموعه 4 شاحنات من
اللوازم الطبية عبر معبر رفح. تم اخلاء 19 حالة طبية عبر معبر رفح للعلاج الطبي خارج قطاع غزة.

الاحتياجات ذات الأولوية

حماية المدنيين: يعاني السكان المدنيون، خاصة الأطفال الذين يشكلون ما يزيد عن نصف السكان في القطاع الذي يبلغ تعداد سكانه 1,5 مليون نسمة، تحت وطأة العنف. وبما أن القطاع يعتبر من أكثر المناطق اكتظاظا في العالم، فانه من الو اضح أن مزيدا من المدنيين سيقتلون وسيتم تدمير مزيد من المنازل والمباني والبنى التحتية في حال استمر النزا ع. يجب على اسرائيل احترام معايير القانون الإنساني الدولي، خاصة مبادئ التمييز بين المدنيين والمسلحين والتناسب في استخدام القوة.

حرية حركة سيارات الإسعاف وطواقم الإنقاذ: يوجد عدد غير محدد من القتلى والجرحى والناس العالقين في منازلهم التي قصفت وفي المناطق التي تشهد الأعمال العدائية.
هوجمت مركبات الإسعاف والإطفاء من قبل وتخشى الآن من الذهاب إلى تلك المناطق.

الكهرباء: ضروري لتشغيل الخدمات داخل قطاع غزة، خاصة الخدمات الصحية وخدمات المياه والصرف الصحي. وهذا يتضمن إصلاح خطوط الكهرباء المعطلة وجلب المحولات الضرورية والسماح بإصلاح خمسة محولات. لم يتم تصميم المحولات للعمل أكثر من 8 ساعات في اليوم ويجب عدم الاعتماد عليها للاستخدام المطول.

الوقود: الوقود الصناعي ضروري لتشغيل محطة غزة للطاقة التي أغلقت منذ 31 كانون الأو ل لكنه اعيد تشغيلها بتاريخ 10 كانون الثاني. يجب إبقاء معبر ناحال عوز مفتوحا لأنه المعبر الوحيد الذي يمكن أن يسهل نقل كميات كافية من الوقود من أجل إعادة تشغيل عمليات محطة الطاقة وإعادة تخزين كميات احتياطية من الوقود في قطاع غزة. يجب تسهيل عملية ايصال الوقود الى الاماكن المخصصة.

السيولة النقدية: قضية السيولة النقدية ما زالت تشكل أولوية عليا. بالرغم من اقرار تحويل كمية قليلة من النقد من قبل حكومة اسرائيل، هناك الكثير من العمل الذي يتوجب ويجب اقامة آلية لتحويل هذه الأموال.

التعليقات