تقرير لـ"بتسيليم" يؤكد سقوط 773 شهيدا من المدنيين خلال الحرب العدوانية على قطاع غزة..

" 320 شهيدا دون سن 18 عاما، و 109 نساء. أما باقي الشهداء فهم 330 مقاتلا، و 245 شرطيا، بالإضافة إلى 38 شهيدا آخر لم يعرف إذا ما كانوا قد شاركوا في القتال أم لا"

تقرير لـ
بين تقرير جديد لمنظمة "بتسيليم"، نشر صباح اليوم، الأربعاء، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قد قتل 1387 فلسطينيا، خلال الحرب العدوانية الأخيرة على قطاع غزة، وأن 773 شهيدا من بينهم، أكثر من النصف، لم يشاركوا في القتال.

وبحسب التقرير فقد كان بين الشهداء 320 شهيدا دون سن 18 عاما، ولم يكونوا مسلحين، بالإضافة إلى 109 نساء. أما باقي الشهداء فهم 330 مسلحا شاركوا في القتال، و 245 شرطيا فلسطينيا في مراكز الشرطة، بالإضافة إلى 38 شهيدا آخر لم يعرف إذا ما كانوا قد شاركوا في القتال أم لا.

في المقابل، ادعى ما يسمى بـ"المعهد للسياسة ضد الإرهاب في المركز المتعدد المجالات – هرتسليا" أن هناك ما لا يقل عن 1000 شهيد هم من مقاتلي حركة حماس، في حين ادعت المعطيات الرسمية للجيش، والتي نشرت بعد الحرب، أن عدد الشهداء قد بلغ 1166 شهيدا، وأن 295 شهيدا فقط كانوا من المدنيين. وبحسب الاستخبارات العسكرية (أمان) فإن عدد الشهداء الذين شاركوا في القتال كان 709، وأن هناك 162 شهيدا تتراوح أعمارهم ما بين 16-50 عاما لم يكن بالإمكان تحديد انتمائهم.

وبحسب "بتسيليم" فإن هناك 60 شهيدا من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات، وأنه بين الشهداء الذين يقل جيلهم عن 18 عاما، والبالغ عددهم 320 شهيدا، هناك 224 شهيدا و 96 شهيدة.

ويتضمن التقرير الأسماء الكاملة للشهداء، أكبرهم شهيد يدعى نمر أموم حيث بلغ من العمر 101 عاما، وهو لاجئ من مواليد مدينة اللد في العام 1907، واستشهد في مخيم البريج للاجئين. كما يشير التقرير إلى استشهاد 11 مسنا آخرين تزيد أعمارهم عن 80 عاما.

ويشير التقرير إلى أنه خلال أسابيع الحرب العدوانية الثلاثة فإن جيش الاحتلال قد أعمل القتل والتدمير على نطاق واسع، حيث قتلت عائلات بأكملها، وأطلق النيران على الأطفال أمام ذويهم، وآخرون اضطروا لمشاهدة أبناء عائلاتهم ينزفون حتى الموت، وأحياء دمرت بالكامل وسويت بالأرض.

تجدر الإشارة إلى أن "بتسيليم" تنطلق من الأرضية الإسرائيلية التي تسعى إلى جعل إسرائيل دولة سوية، ولا تتردد في وصف عمليات المقاومة بأنها "غير قانونية وغير أخلاقية"، كما تتبنى الادعاءات الإسرائيلية التي تصف فصائل المقاومة بأنها تعتمد الاحتماء في وسط المدنيين. ومن هذا الباب تكتب المنظمة في تقريرها "أن استشهاد عدد كبير من المدنيين يلزم المجتمع الإسرائيلي بإجراء حساب للنفس. وتدعي "بتسيليم" أنها على علم بالصعوبات المكتنفة في الحرب في مناطق مأهولة بكثافة مقابل منظمات مسلحة تجد مأوى لها في وسط السكان المدنيين.. ولكن العمليات غير القانونية وغير الأخلاقية من قبل المنظمات الفلسطينية لا تشرعن المس بالمدنيين بهذا الشكل الواسع النطاق من قبل دولة تعرف نفسها على أنها ديمقراطية".

ويوافق معدو تقرير "بتسيليم" على أن مجرد المس بالمدنيين بهذا النطاق الواسع ليس دليلا بحد ذاته على خرق القانون، وتشير في هذا السياق إلى شهادات جنود وفلسطينيين خلال الحرب العدوانية والتي تثير الشبهات، بحسب التقرير، تؤكد بأن إسرائيل خرقت مبادئ القانون الإنساني الدولي.

ويتناول التقرير أيضا قصف مراكز الشرطة في قطاع غزة، الأمر الذي أدى إلى استشهاد أكثر من 245 شرطيا. وفي هذا السياق يشير التقرير إلى تصريحات المصادر الإسرائيلية الرسمية لوسائل الإعلام، والتي جاء فيها أن الهجوم على مراكز الشرطة كان مشروعا، بادعاء أن أفراد الشرطة سوف يشاركون في القتال، وأن أي هدف تابع لحركة حماس هو هدف مشروع.

وتوافق "بتسيليم" على الادعاء بأن كثيرين من أفراد الشرطة أعضاء في الذراع العسكري لحركة حماس، وأنه من الممكن أن يشاركوا مستقبلا في القتال، إلا أنها تشير إلى أن عدم وجود معلومات موثوقة تؤكد دمج الشرطة في القوة القتالية لحركة حماس، ومع الأخذ بعين الاعتبار أن الناس يعتبرون مدنيين طالما لم يثبت العكس، فإن ذلك لا يتيح الجزم بشكل جارف بأن هدف الهجوم كان مشروعا.

ولفت تقرير "بتسيليم" أيضا إلى أن جنود الاحتلال قاموا باستخدام مدنيين فلسطينيين كدروع بشرية، ولم تحصل المنظمة على جواب موضوعي واحد من النيابة العامة سوى في حالة واحدة تقول فيها إن الشرطة العسكرية تحقق فيها.

وكان ما يسمى بـ"المعهد للسياسة ضد الإرهاب في المركز المتعدد المجالات – هرتسليا" قد نشر معطيات مختلفة تؤكد الأرقام التي صرح بها جيش الاحتلال. وتستند المعطيات إلى تقرير أصدره المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في قطاع غزة، والذي نشر في آذار/ مارس، جاء فيه أن عدد الشهداء قد بلغ 1434 شهيدا. وبحسب التقرير فإن 235 شهيدا هم من المقاتلين، و 239 شهيدا من أفراد الشرطة، و 960 شهيدا من المدنيين، بينهم 551 رجلا و121 امرأة و 288 شهيدا تحت سن 18 عاما.

ويدعي المركز المتعدد المجالات في هرتسليا أن 518 شهيدا من بين المصنفين كـ"مدنيين" هم من المقاتلين. كما يدعي أنه لم يتم تنفيذ هجمات عشوائية بدون التمييز بين المقاتلين والمدنيين.

التعليقات