رغم صرف الرواتب أحوال معيشية صعبة يعيشها الفلسطينيون عشية عيد الفطر

رغم صرف الرواتب أحوال معيشية صعبة يعيشها الفلسطينيون عشية عيد الفطر
كما في كل بقاع العالم استعدادا للاحتفال بالعيد فان الأسواق التجارية تكون في حالة ازدحام شديد والحركة التجارية تكون نشطة نوعا ما مقارنة بالأيام الأخرى إلا أن الوضع العام في فلسطين يختلف تماما عن ذلك فحالة الازدحام المعهودة والتي تسبق العيد موجودة وبكثافة في كافة أسواق المدن الرئيسية الفلسطينية إلا أن هذا الازدحام لا يقترن بالحركة التجارية النشطة إلا في بعض الحالات أو الأسواق والسبب ما يعانيه الشعب الفلسطيني من حصار ظالم وحالة اقتصادية صعبة للغاية رغم صرف الرواتب لمساعدة المواطنين على توفير مستلزمات العيد لعائلاتهم.

نبيل عواد وهو صاحب محل أحذية مستوردة يقول أن الوضع الاقتصادي له تأثير سلبي على عمله فحركة البيع لديهم تختلف كثيرا بسبب استعداد المواطنين للعيد مع العلم أن حركة دخول المرتادين إلى محله كبيرة ولكن دون قوة شرائية لان أسعار بضائعه مرتفعة بالمقارنة مع بدائلها من البضائع الأخرى.

في حين يؤكد أبو الوليد والذي يعمل موزعا متجولا لبضائعه انه واجه أوضاعا سيئة بالسابق ولكن هذا العيد لم يواجه مثله حيث من المفروض أن يكون في مثل هذه الأيام في حركة لولبية لتوفير مستلزمات زبائنه في البلدات المختلفة إلا أن ذلك هذا العام لم يتحقق وانه يقصد عمله منذ ساعات الصباح الباكر ويبقى إلى أوقات متأخرة ولكن دون تحقيق الحد الأدنى من توقعاته اليومية حيث يبحث المواطنين عن توفير الحد الأدنى فقط من مستلزمات العيد ليس إلا.

من جانبه يؤكد مواطن آخر انه يخرج من البيت باكرا ويعود منتصف الليل حتى لا يصطدم بأفراد أسرته من اجل طلبهم المتكرر لشراء حاجيات العيد لأنه لا يستطيع توفير كامل ما يريدون مع انه قد حصل على راتبه والذي إن قدمه كما يقول لهم لا يلبي الحد المتوسط لطلباتهم.

أما يزن وهو في الثلاثينيات فيؤكد انه إذا أراد شراء أي شيء فانه يتوجه نحو سوق المستعمل لأنه لا يستطيع شراء بعض الاحتياجات بأسعار زهيدة مع علمه أنها مستخدمة سابقا أولا تستخدم كثيرا هذه الأيام لان الوضع الاقتصادي السيء يمنعه من التجول في الأسواق والتحسر على ما لا يستطيع القيام به من شراء حاجيات العيد بسبب ارتفاع الأسعار الكبير وقلة الواردات لديهم بسبب الأوضاع المأساوية التي يعيشونها.

في سياق متصل لم يختلف الوضع في محلات بيع السكاكر والحلويات حيث لم يكن هناك استعدادات كبيرة أو شراء بضائع بأصناف مختلفة ويؤكد عماد وهو عامل في احد هذه المحلات أن صاحب المحل لم يحضر إلا بعض الأصناف من الحلويات والسكاكر والتي يستطيع المواطن شرائها وهي لا تتعدى بقيمتها (3-4) دولار فقط لأنه يقول أن الوضع الاقتصادي صعب للغاية على المواطنين وان الرواتب التي استلمها الموظفون قبل العيد لا تلبي احتياجاتهم نحو عائلاتهم فكيف سيكون حالهم خلال زياراتهم لأقربائهم فترة العيد ومن هنا يقول عماد لم نأخذ بالحسبان التحضير كثيرا بأصناف باهظة الثمن أو أعداد كبيرة من البضائع.

عام آخر يمر على الفلسطينيون وحالهم ليس بأفضل من سابقه ولكن أمنياتهم أن يعود العيد القادم بوضع يسمح لهم أن يعيشوه بحال أفضل مما هم عليه الآن مرددين مقولة الشاعر عيد بأي حال عدت يا عيد.


التعليقات