في أول رمضان بعد رحيل الإحتلال: أوضاع اقتصادية صعبة وأمنية اصعب.

-

في أول رمضان بعد رحيل الإحتلال: أوضاع اقتصادية صعبة وأمنية اصعب.
توقع أهالي قطاع غزة ان يأتي رمضان هذا العام مختلفا عن الأعوام السابقة، خاصة بعد رحيل الاحتلال الإسرائيلي عن كامل المستوطنات التي كانت تحيط بقطاع غزة وتنغص عليهم حياتهم.

التفاؤل كان سيد الموقف عقب الانسحاب الإسرائيلي من القطاع، وعبر الفلسطينيون عن هذا التفاؤل باحتفالات كبيرة وبامل بات يحدوهم بتحسن الأوضاع الاقتصادية واقامة المشاريع الكبيرة في قطاع غزة التي ستمكنهم من ايجاد فرص عمل تساعدهم على العيش عيشة هانئة.

اجواء التفاؤل هذه ما لبثت ان انطفأت وعاد التشاؤم يحل محلها مجددا عقب المجزرة البشعة التي شهدها مخيم جباليا للاجئين الفلسطينين شمال قطاع غزة، وادت الى مقتل ما يزيد عن 20 فلسطينيا واصابة العشرات وعودة موجات القصف الاحتلالي لاهداف في قطاع غزة وعمليات الاغتيال التي ادت الى استشهاد 5 فلسطينين على الاقل واصابة العشرات، هذا كله الى جانب التهديدات الاسرائيلية التي باتت تطلق من كل حدب وصوب باجتياح قطاع غزة وتنفيذ عملية عسكرة واسعة وقصف المدنيين وغيره .

المواطنة سميرة السيد 37 عاما " ام لخمسة اطفال تقول " اعتقدنا لوهلة ان الأوضاع في القطاع ستتحسن عقب الانسحاب ولكن ما اراه مختلفا تماما فالوضع اصبح اكثر صعوبة"، مشيرة الى ما شهده القطاع قبل يومين من اشتباكات وقعت بين حركتي حماس وافراد الشرطة الفلسطينية وادت الى استشهاد عدد من الفلسطينيين.

واضافت المواطنة السيد " ان ما يشهده القطاع يؤثر بشكل سلبي على المواطنين الذين كانوا ينتظرون مثل هذه المناسبات ليشعروا ان هناك تغييراً فى حياتهم بعد الانسحاب".

واشارت السيد التي تعمل مدرسة، ان الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة أصبحت اكثر صعوبة خاصة فى ظل عدم قدرة الشريحة الأكبر من أبناء القطاع ايجاد عمل يستطيعون من خلاله تامين لقمة العيش!

المواطن رفيق علي 52 عاما " قال إن الغزيين شعروا ان أوضاعهم المعيشية يمكن ان تتحسن في ظل الحديث المتواصل عن اقامة مشاريع استثمارية كبيرة في المستوطنات، الآمر الذي سيؤدى الى تشغيل نسبة كبيرة من العاطلين عن العمل، ولكن تجدد القصف الإسرائيلي والتهديدات لقطاع غزة وفي ظل السيطرة المحكمة لاسرائيل علي المعابر فان مثل هذه المشاريع ستؤجل حتى حدوث انفراج سياسي ينعكس إيجابا على المواطنين الفلسطينيين ".
ويعتبر شهر رمضان المبارك فرصة للتجار الفلسطينين وتحسين وضع السوق الا ان رمضان هذا العام لا يختلف عن رمضان فى الاعوام الخمس الماضية .

يقول التاجر سليم الشرفا ( 45 عاما) " دائما المناسبات كشهر رمضان والاعياد تكون فاتحة خير علينا ويشهد السوق الفلسطيني نشاطا كبيرا ويزداد الطلب على السلع خاصة الغذائية ولكن منذ خمس سنوات وحتى هذا العام فالسوق الفلسطيني يشهد ركودا كبيرا في ظل تردي الاوضاع الاقتصادية للألاف من العائلات التي لا تستطيع ان تؤمن حتى الاحتياجات الأساسية الا بصعوبة بالغة".

واضاف يقول " لولا ان بعض الموظفين استلموا رواتبهم قبل يومين وقاموا بشراء متطلباتهم لما شهد السوق هذه الحركة البسيطة"!

واشار الى ان الإغلاق ايضا منع الكثير من التجار الفلسطينيين من استيراد بعض البضائع والمنتجات التي يكثر عليها الطلب في شهر رمضان الكريم موضحا ان معظم البضائع في السوق حاليا كانت موجودة لدي التجار سابقا.

وعبر الشرفا عن امله ان يتحسن الوضع الاقتصادي مع اقتراب عيد الفطر وقال " ان شاء الله بيتحسن الوضع وبتصير الناس قادرة تشترى قبل العيد".

المواطن خ –هـ" والذى رفض ذكر اسمه كاملا قال اثناء تواجده بالقرب من التاجر الشرفا " انه لا يمتلك نقودا اطلاقا ولا يعرف ماذا يفعل وهناك متطلبات اساسية يجب توفيرها فى شهر رمضان من اجل الاطفال"، موضحا انه اضطر لاستدانة 200 شيكل من اجل توفير الحد الأدنى من هذه المتطلبات لاطفاله .

واشار الى انه يحاول ان يحصل على مستلزماته التي عادة تكون قليلة الجودة لان ثمنها بتناسب معه ويضيف "ريحة البر ولا عدمه".

الحاج سعيد عوض الله 70 عاما قال " كل هادول الناس مش جايين يشتروا لانو الناس ما معها مصاري عشان تشترى كلهم بيطلعوا يتفرجوا واذا لقوا اشى رخيص وبيناسبهم بيشتروه "!!

واضاف الحاج عوض الله الذي يعمل تاجرا انه اشترى بضاعة كثيرة جدا من اجل رمضان ولكن هذه البضاعة لا زالت كما هي ولم ينقص منها شوى الشيء البسيط وذلك بسبب تردى الاحوال الاقتصادية ".

سوء الاحوال الاقتصادية والامنية في قطاع غزة يجعل من النظر الى المستقبل من قبل اهالي القطاع نظرة سوداوية لا يشوبها أي امل!
.

التعليقات