في احتفالية أربعين الشهيد اللواء نصر أبوشاور: المتحدثون يعلنون التشبّث بحّق العودة، ويدينون الصراع بين السلطة وحماس...

-

في احتفالية أربعين الشهيد اللواء نصر أبوشاور: المتحدثون يعلنون التشبّث بحّق العودة، ويدينون الصراع بين السلطة وحماس...
مساء السبت 28 تموّز، في مقّر عشيرة أبوشاور، القريب من مخيّم النصر، في العاصمة الأردنيّة (عمّان)، بمناسبة مرور أربعين يوما،أقيم مهرجان تأبيني تكريمي للواء الشهيد نصر ( أبوعلي)- تمّ ترفيعه بقرار من رئيس السلطة الفلسطينيّة، من رتبة عميد إلى رتبة لواء، ومنحه قلادة ( القدس) تقديرا لشجاعته- بحضور حشد نوعي من الشخصيات الوطنيّة والحزبيّة، وكبار ضبّاط جيش التحرير الفلسطيني في الأردن، وأركان سفارة فلسطين، ووجهاء المخيمات، ونشطاء الأندية، وأهالي قرية (ذكرين) قضاء الخليل التي ينتسب لها اللواء نصر..

قدّم الاحتفال الكاتب رشاد أبوشاور، الذي تحدّث عن مناقب الشهيد نصر كصديق وليس كقريب، من خلال التجربة في الميدان، فمرّ على محطات في مسيرته، منذ ولادته في مخيّم ( النويعمة) قرب أريحا عام 58، ولجوئه مع أسرته إلى ( عمّان) إثر نكبة حزيران 67.

وتوقّف عند توجّه نصر إلى العراق لدراسة الأدب الإنكليزي، ثمّ تركه للدراسة بعد قرابة سنتين، وعودته إلى الأردن، والالتحاق بجيش التحرير الفلسطيني، ومن ثمّ تخرّجه برتبة ضابط، ومشاركته في معركة (بيروت) عام 82 مع وحدة من قوّات ( بدر) التي عبرت الحدود السوريّة إلى بيروت أثناء احتدام المعركة، وبروزه كضابط شجاع كفء، وصموده مع ( سريّته) في منطقة ( الجناح) وجها لوجه مع جيش العدو الصهيوني الذي كان يحتل الثكنة العسكريّة المواجهة والتي لا تبعد سوى قرابة 150 مترا.

ثمّ توقّف رشاد أبوشاور عند مرحلة انتقال نصر إلى ( غزّة) مع وحدات من جيش التحرير، ومن بعد انتدابه للالتحاق بكليّة ( شرشال) للضباط الأركان في ( الجزائر)، ومنحه شهادة ماجستير في العلوم العسكريّة بتفوّق.
ومن بعد يعود نصر إلى غزّة برتبة مقدّم، تحت إمرة اللواء (أبوحميد ) الذي استشهد في معركة مواجهة مع قوّات الاحتلال الصهيوني...

ارتجل شقيق الشهيد الأكبر أحمد ( أبوعمر) كلمة مؤثّرة عن شقيقه، حمّل فيها حركة حماس مسؤولية الجريمة، ودعا شعب فلسطين لرّص الصفوف حفاظا على القضيّة، وحّق العودة، والتصدي للفساد والخراب...

كلمة شباب مخيم ( النصر) ونادي ( حي الأمير حسن) قدمها الشاب عمر قراقيش، وأعلن عن منح نصر عضوية شرفية دائمة في ( النادي) وتسمية قاعة المحاضرات باسمه.

علي الابن البكر لنصر، والذي يدرس هندسة الآلات الطبيّة في روسيا، قرأ كلمةً لامست وجدان الحضور، فبكى كثيرون منهم، وصفّقوا طويلاً لعلي الذي في ختام كلمته عاهد والده على السير على دربه، والإيمان بعروبة فلسطين، وعلى التفوّق في تعليمه الجامعي هو وشقيقيه الكبيرين علاء الذي يدرس الطّب، ورشاد المحاصر مع والدته والصغار من أخوته..في غزّة.

كلمة جمعية أهالي ( ذكرين) قرأها الدكتور سالم عقل، وقد تضمنّت إدانة للقتلة الذين اغتالوا أحد أبطال معركة بيروت، والمقاتل الذي تصدّى للعدوانات على (غزّة) ورفح، وخان يونس، ومخيمات غزّة...

الكاتب والصحفي عايد عمرو حضر من ( رام الله )، وهو صديق حميم للواء نصر، الشاعر والفنّان، ومعه وعدد من المبدعين أسسوا مجموعة ( الفينيق) بعد العودة إلى غزّة، وعملوا على الاهتمام بالثقافة الجماهيريّة، والعمل بين الناس إلى أن تفرّقوا، فبعضهم انتقل إلى ( رام الله )، وبعضهم بقي في غزّة...
لام عايد عمرو التقصير تجاه نصر، وذهب في إدانته إلى المثقفين اللامبالين...

الشاعر الكبير إبراهيم نصرالله اختتم الأمسية الاحتفاليه بقراءة مختارات من قصائده، استقبلت بالتفاعل والتصفيق الحّار، حتى لكأن الجمهور يحضر أمسية شعريّة وليس احتفالاً تأبينيّا..

اختتم الكاتب رشاد أبوشاور الاحتفال بالقسم عل التمسّك بحّق العودة، ومواجهة الطرفين المتصارعين على السلطة الوهميّة، ودعا المثقفين للعب دورهم الوطني الذي يناديهم...

وتساءل : من منح القتلة الحّق بالقتل؟ لقد دافعنا عنهم عندما ظلموا في سجون السلطة، ونحن ندينهم اليوم وهم يمزّقون وحدة شعبنا، ويغلقون على أنفسهم في (غزّة)، وقد أداروا ظهرهم للمقاومة، هم ومن جلبوا علينا الكارثة باتفاقيات ( أوسلو) التي أضاعت الأرض، والطريق إلى التحرير...

وأضاف: الصراع على أرض فلسطين هو صراع وجود لا صراع حدود، وقضيّة فلسطين هي قضيّة الأمة، هكذا كانت وهكذا ستبقى إلى أن تنهض الأمة وجماهيرها الحيّة، وتنفض عنها التواكل، والضعف، والفرقة...

التعليقات