السهل للصحافة - سلفيت- رعاة الأغنام ومزارعو قرية ياسوف حالهم كحال بقية قطاعات الشعب الفلسطيني من الملاحقة والطرد والتهجير، وفي الفترة الأخيرة بدئوا يعانون من وسيلة ابتكرها قطعان المستوطنين وبحماية جيش الاحتلال عبر نشر قطعان الأغنام في حقول الزيتون القريبة من مستوطنة زعترة ليتركوها خرابا ويباسا بعد أن كانت عمارا وحدائق ذات بهجة، بل وذهب المستوطنون إلى ابعد من ذلك عبر سرقة أغنام المواطنين الفلسطينيين.
مزارع يتحدث
المزارع وراعي الأغنام "أبو سامي" إبراهيم ياسين 74 عاما من قرية ياسوف شرق سلفيت وعضو نقابة العمال الزراعيين في الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين فرع سلفيت تحدث عن سرقة قطيعه من الأغنام من قبل المستوطنين في مستوطنة زعترة المحاذية لقريته حيث قال: بينما كنت أرعى قطيع أغنامي قرب منزلي في منطقة البساتين شمال القرية وقرابة الساعة العاشرة صباحا لمحت تسعة مستوطنين فوق التلة التي أرعى فيها أغنامي وهو يشيرون علي وينظرون الى قطيعي من الأغنام، وبعد لحظات جاء نحوي مستوطنان مسلحان وهو يتكلون اللغة العبرية وبدئوا بإلقاء الحجارة علي من بعيد حيث أصابوني في كتفي ويدي اليمنى دون سابق إنذار وما زال الألم في كتفي حتى الآن.
ويصيف بعد إلقاء الحجارة بدأ إطلاق النار نحوي وفي الهواء فقمت بالاحتماء خلف صخرة قريبة ولا اعرف لماذا يضربوني أو يطلقون النار علي، وبعد ذلك قام المستوطنان بسرقة قطيعي من الأغنام واقتادوه إلى مستوطنة زعترة القريبة من القرية وضموا قطيعي لقطيع احد المستوطنين الذي دائما يقوم بعمل المشاكل ورعي أغنامه في أراضي القرية.
قطع أرزاق
"أبو سامي" بين أن القطيع كان مصدر رزقه الوحيد ولعائلته ولعائلة شقيقته وشقيقه حيث يطعم القطيع اكثر من عشرين فردا وكانوا يقتاتون من حليبها ولحمها خاصة أن عيد الأضحى على الأبواب، ويقول: كنت أريد أن أبيع صغارها في عيد الأضحى القادم، وهاأنذا بلا عمل منذ تم سرقة قطيعي.
وأوضح أبو سامي انه تقدم بالعديد من الشكاوى ولكن لم يحصل حتى الآن على تعويض أو حتى إرجاع رأس واحدة من أغنامه، وانه وحتى هذه اللحظة يقوم بمعالجة كتفه من آثار ضرب الحجارة، وانه تقدم بشكوى لشرطة الاحتلال الذين أجابوه بان أغنام المستوطن في مستوطنة زعترة - الذي يخرب الأراضي وحقول الزيتون - قد سرقت ؟
وثمن "أبو سامي" موقف الاتحاد العام للنقابات في سلفيت على متابعة قضيته والاهتمام بها ووقوف ومتابعة رئيس الاتحاد "محمود البر" شخصيا لقضيته والذي وعده بالعمل قدر المستطاع حتى عودة قطيعه من الأغنام له.
نقابة العمال الزراعيين والصناعات الغذائية تستنكر
وقد استنكر خليل فاتوني رئيس نقابة العمال الزراعيين والصناعات الغذائية احد أفرع الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين ما قام به المستوطنون من سرقة قطيع الأغنام "لابو سامي" وطالب بوقف ولجم قطعان المستوطنين، ودعا المؤسسات الحقوقية إلى توثيق الانتهاكات من قبل المستوطنين وجنود الاحتلال ورفع القضايا أمام المحاكم الدولية وتعويض الضرر الذي يتسبب به الاحتلال وقطعانه.
وبين "فاتوني" أن قطاع الزراعة وخاصة الثروة الحيوانية وشجرة الزيتون تتعرض إلى استهداف ممنهج خاصة في محافظة الزيتون التي تنتج 12% من زيت فلسطين من قبل الاحتلال والمستوطنين بهدف طرد المزارع من أرضه وبالتالي سرقتها لصالح الاستيطان وتحويل المحافظة الى مستوطنات صهيونية.
من جهته عقب رئيس الاتحاد العام للنقابات في سلفيت محمود البر "أبو القسام "على سرقة قطيع الأغنام قائلا: إن هذا العمل يهدف لملاحقة العمال الزراعيين ومربي الثروة الحيوانية في لقمة خبزهم وإجبارهم على الرحيل عبر التضييق عليهم بطرق عديدة منها السرقة وتخريب حقول الزيتون... حيث خرب المستوطنون في مستوطنة زعترة مئات أشجار الزيتون عبر أغنامهم، وان شريحة العمال تعاني يوميا من ممارسات الاحتلال والمستوطنين بشكل لا يطاق مما ينذر بعواقب وخيمة.
وطالب البر الجهات الحقوقية والمؤسسات الدولية التدخل العاجل من اجل وقف كافة الممارسات التي تنتهجها قوات الاحتلال بتوفير الحماية للمستوطنين خلال مهاجمتهم للمزارعين أثناء موسم الزيتون .
وأكد البر أن الاتحاد يقوم من خلال الدائرة القانونية برصد هذه الانتهاكات ضد المزارعين وضد العمال الفلسطينيين ويقوم برفعها بشكل دوري إلى الهيئات والمنظمات الدولية والعربية المعنية , مشيرا إلى ضرورة تحمل المجتمع العربي والدولي مسؤولياته تجاه القضية الفلسطينية وتحقيق السلام العادل والشامل المتمثل بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .
التعليقات