مسؤول اردني ينبه الى المخاطر المحيطة بالقدس والأقصى

نائب رئيس لجنة اعمار المسجد الاقصى وقبة الصخرة يستعرض الاعتداءات الاسرائيلية على الحرم القدسي، ومخاطر الحفريات الجارية اسفله

مسؤول اردني ينبه الى المخاطر المحيطة بالقدس والأقصى
نبه نائب رئيس لجنة اعمار المسجد الاقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة المهندس رائف نجم الى ان سلطات الاحتلال الاسرائيلي تسير في خطوط متوازية لتقليل عدد سكان القدس العرب والاستيلاء على اراضيها وتهويدها.

وعرض في محاضرة في جميعة نساء من اجل القدس في عمان، للاخطار التي تتعرض لها مدينة القدس موضحا ان اول الاخطار تتمثل بالحفريات الاسرائيلية تحت المسجد الاقصى التي هي امتداد لحفريات سابقة بدأت منذ القرن التاسع عشر في العام 1863 على يد الكابتن البريطاني تشارلز اورين الذي اتبع طريقة الحفر الرأسي عند جدران المسجد الاقصى ثم الحفر بشكل افقي عند الوصول الى اسفل الاساسات وذلك للتفتيش عن اثارالهيكل المزعوم .

وقال ان سلطات الاحتلال اعادت في مطلع الثمانينات حفر خندق حفره البريطانيون عند باب القطانين بطول 20 مترا الا انه تم اكتشاف الامر من قبل حراس الاقصى وقامت الاوقاف باقفاله بالخرسانة المسلحة . وبعد حفريات تشارلز اورين مرت على الاقصى حفريات اميركية وفرنسية والمانية وتم خلال الحفريات الالمانية حفر اربع قنوات غربي الاقصى احداها موجودة حتى الان وتشكل جزءا من ما يسمى بالنفق الغربي الذي حفرته السلطات الاسرائيلية حديثا ،ووصلت حفريات الاسرائيليين الى احدى هذه القنوات ثم استمروا في داخل القناة الى ان وصلوا الى ما يسمى بدير راهبات صهيون فاصطدمت الحفريات ببركتين صخريتين كبيرتين مملوءتين بالمياه منذ زمن الرومان ،وفي داخل النفق الغربي الذي هو عبارة عن اجزاء متفرقة منها اثار اموية من عقود وساحات وبيوت في الجنوب والغرب تم وصل هذا الجزء بحفريات جديدة شمالا وصولا الى الحفريات الالمانية السابقة وكلها تشكل الان النفق الغربي .

وقال نجم ان اسرائيل جعلت داخل النفق الغربي كنيسا يهوديا مخالفا ما صرح به رئيس الحركة الاسلامية الشيخ رائد صلاح في مؤتمر صحفي عقده الشهر الماضي وذكر فيه ان اسرائيل بنت كنيسا من طابقين على بعد 90 مترا من قبة الصخرة وان الكنيس المقصود هنا هو جزء من النفق الغربي وهو طابق واحد وليس طابقين وهو عبارة عن بناء اموي قديم وان ما قامت به السلطات الاسرائيلية هو انها حفرت تحت ارضية النفق ووجدت تجاويف قديمة جعلتها غرفا ادعت انها من زمن الحشمونيين وجعلوا فيها مدرسة تلمودية يدخلون اليها السياح من اوروبا واميركا ويقصون عليهم تاريخ اليهود المزور. وفي المكان في النفق الغربي تحت الاقصى هناك مجسمات تعرض للاقصى بوضعه الحالي واخرى تبين كيف سيكون الاقصى بعد هدمه ويحل محله الهيكل المزعوم بالاضافة الى انظمة تدفئة وتكييف تمكن الانسان السكن فيه .

وكشف نجم ان النفق الغربي اسفل الاقصى يصل طوله الكلي حوالي 530 مترا وهو اخطر الحفريات بسبب موقعه تحت الاقصى وهو متصل بحائط البراق ( حائط المبكى عند اليهود ) وامام البراق هناك الساحة التي يصلي فيها اليهود وكانت في السابق تسمى حارة المغاربة التي سميت بذلك لانه كان يسكنها 650 مغربيا وفيها دكاكين وبيوت ومساجد ومدارس ومستشفى ازالتها جميعها اسرائيل بالجرافات بعد احتلالها للقدس باربعة ايام .

واكد نجم ان الخطورة تكمن عندما يتم ربط حائط البراق والساحة والنفق الغربي ببعضها البعض وهو مشروع كبير الخطورة لان اليهود يفكرون ببناء شبه هيكل قائم على اعمدة في الساحة بحيث تبقى الصلاة في الساحة ويرتفع البناء فوق اعمدة ليصبح على مستوى المسجد الاقصى ومنه يستطيعون الولوج الى الداخل . وقال نجم ان اسرائيل استولت منذ بداية احتلالها للقدس على باب المغاربة الذي يقع في الناحية الجنوبية للنفق وذلك لتنفيذ مخطط مرسوم مسبقا وتم القيام بحفريات في المنطقة تولاها بنيامين مازار الذي كان رئيسا للجامعة العبرية وهو عالم اثار وبدأ حفرياته في سنة 1968وتكمل ابنته ايلات مازار اليوم مسيرة والدها اذ تقوم بالاشراف على الحفريات في القدس وتدعي ان هناك اسفل باب المغاربة يوجد ما يسمى بوابة باركيلز نسبة لعالم اثار سابق قال انه ربما يكون تحت باب المغاربة الباب القديم للهيكل المزعوم .

وتدعي مازار انه اذا تم الحفر تحت باب المغاربة بعمق 9 امتار يمكن ان يكتشف باب باركيلز الذي هو باب الهيكل القديم واذا ما تم ذلك سيكون اكبر معلم سياحي في العالم تجني اسرائيل من خلاله اموال طائلة .

وبين نجم ان السلطات الاسرائيلية لم تسمح للاوقاف ولجنة اعمار المسجد الاقصى بترميم وصيانة الطريق المؤدي الى باب المغاربة الذي بقي معلقا بعد الحفريات الاسرئيلية على يمينه ويساره وتركته عرضة للخراب حتى جاءت امطار في العام 2002 و2003 وازالت اجزاء منه وادت الى ظهور تجاويف تحت الطريق التي اصبحت خطيرة على حركة السياح ورفضت اسرائيل مطالب اخرى بترميم الطريق وبناء جوانب حجرية وقامت ببناء جسر خشبي موازي للطريق رغم رفض الاوقاف لذلك واغلق الطريق التي يهدفون الى هدمها بالتدريج وازالتها ثم الحفر لعمق 9 امتار بحسب مخططات ايلات مازار وتكمن خطورة ذلك اذا حدث هذا الامر انه سيكون هناك اتصال من باب المغاربة وباتجاه الغرب وصولا الى حائط البراق والنفق الغربي وصولا الى الشمال الى باب الغوانمة والى ما يسمى بدير راهبات صهيون لتصبح جميعها تحت السيطرة الاسرائيلية .
اما الخطر الثاني الذي تحدث عنه نجم في محاضرته فيتمثل بالتدخل الاداري والفني لسلطات الاحتلال الاسرائيلية بجميع اعمال دائرة الاوقاف ولجنة اعمار المسجد الاقصى والذي بدا مع دخول شارون للمسجد الاقصى في العام 2000 اذ اخذ الاسرائيليون يحاولون التدخل الاداري والفني مع بداية الانتفاضة بحجة الامن .

وقال نجم ان الاسرائيليين ادعوا ان هناك بروزا في الجدار الجنوبي يهدده بالانهيار واذا انهار سيهدم المصلى المرواني مما يشكل خطرا على المصلين وطالبوا باقفال المصلى المرواني تحت هذه الذريعة الا ان طلبهم رفض وبعد مداولات تولت لجنة الاعمار ترميم الجدار الجنوبي ثم اعاد الاسرائيليون الكرة في العام 2004 وادعوا نفس الشئ بالنسبة للجدار الشرقي وقامت اللجنة ايضا بترمميه وفي اواخر العام 2004 اثار الاسرائيليون مشكلة اخرى تتعلق بالمصلى المرواني وادعوا ان الزلزال الاخير الذي ضرب المنطقة ادى الى تحريك المصلى 5ر2 سم الى الشرق وتم الوقوف على الموضوع من قبل لجنة الاعمار واثبتت الفحوصات والاجهزة انه لم يتحرك مسافة ملم واحد وان الامر ما هو الا مجرد تشقق بالسقف ليس بفعل الزلزال .

واضاف نجم انه تم استعمال نظام الشد الذي هو عبارة عن استخدام قضبان فولاذية تمتد بين الاعمدة والجدار الشرقي لتشد بعضها بعضا حتى يصبح المسجد كتلة واحدة لحمايته من التشقق والهدم وتم استعمال الاشعة تحت الحمراء في الحفر وتم ترميم المصلى المرواني من الداخل استباقا لاي ادعاءات اسرائيلية .

وتكلم نجم عن مشكلة الحراسة وتذرع اسرائيل بخطر الجميعات اليهودية المتطرفة وتهديداتها للاقصى بقصفه بالصواريخ او نسفه بالمتفجرات بغية وضع سياج مزود بكواشف وكاميرات على اسطح الرواقين الشمالي والغربي للمسجد الاقصى الغرض الاساسي منها هو التجسس على المصلين بحجة مراقبة ومنع المتطرفين من القفز الى الاقصى .

وقال ان اسرائيل قامت بتركيب 400 كاميرا في البلدة القديمة في القدس يتم ادارتها من خلال غرفة عمليات تحتوي على 40 شاشة لمتابعة تحركات كل شخص والتجسس على الجميع . ولفت نجم الى خطر السياحة اليهودية على المسجد الاقصى التي تقوم اسرائيل بتنظيمها اليوم رغم رفض الاوقاف لذلك بعد ان اتخذت السلطات الاسرائيلية قرارا من طرف واحد لترتيب جولات سياحية لافواج سياحية يهودية تدخل المسجد الاقصى تحت حراسة مشددة . واكد نجم ان اسرائيل تقوم بتقييد حرية العبادة للمسلمين في القدس من خلال منع الشباب من الدخول الى المسجد الاقصى لاداء الصلاة فيه .

وتحدث نجم عن خطر بيع الاراضي في القدس لليهود مشيرا الى صفقة بيع بعض اليونانيين ميدان الخليفة عمر بن الخطاب لبعض اليهود سرا . كما تحدث نجم عن خطر الجدار العازل الذي تبنيه اسرائيل على اراضي الضفة الغربية خصوصا ذلك الذي يحيط بالقدس مشيرا الى ان اسرائيل تسعى الى ضم مستوطنة معاليه ادوميم التي يقطنها 30 الف مستوطن يهودي الى القدس حتى ترتفع نسبة سكان القدس من اليهود لان عدد السكان اليهود ( 240 الف في القدس الشرقية يساوي اليوم تقريبا نسبة سكانها من العرب ( ربع مليون ) وان الجدار سيفصل 100 الف مقدسي ويسلبهم حقوقهم السياسية .

التعليقات