منظمات الأمم المتحدة تحذر: قطاع غزة على حافة كارثة إنسانية بسبب الحصار الاسرائيلي

مسؤولون في المنظمات: "إذا لم يطرأ تغيّر جذري على الوضع فإن كارثة ستقع في غزة مثلما حدث في كوسوفو" و"عدد الجوعى ارتفع بشكل ملموس على أثر وقف تحويل أموال المساعدات"

منظمات الأمم المتحدة تحذر: قطاع غزة على حافة كارثة إنسانية بسبب الحصار الاسرائيلي
حذر تقرير للمنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة من أن قطاع غزة على حافة كارثة إنسانية بسبب الحصار الإسرائيلي الخانق.

وأفادت صحيفة هآرتس اليوم الثلاثاء بأن التقرير سيقدم في الأيام القريبة القادمة إلى جهات تقدم مساعدات إنسانية للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة وإلى إسرائيل أيضا.

ونقلت هآرتس عن مدير مكتب تنسيق العمليات الإنسانية التابع للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية ("أوتشا") ديفيد شيرر قوله إن الوضع في غزة على حافة كارثة إنسانية.

وأضاف شيرر في محادثات مع مسؤولين في وزارة الخارجية الإسرائيلية أنه "إذا لم يطرأ تغيّرا جذريا على الوضع فإن كارثة ستقع في غزة مثلما حدث في كوسوفو".

من جانبها حذّرت مديرة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا) كارين أبو زيد في حديث للصحيفة الإسرائيلية من نقص في المواد الغذائية الأساسية في غزة.

وأضافت أن "عدد الجوعى ارتفع بشكل ملموس على أثر وقف تحويل أموال المساعدات".

وتتوقع معطيات البنك الدولي أنه في حال لم يطرأ تغيرا كبيرا على الوضع فإنه ستتدهور أوضاع 75% من الفلسطينيين إلى مستوى اقتصادي دون خط الفقر.

وعلى ضوء التحذيرات الأممية قال مصدر أمني إنه تجري "دراسة إمكانية تحويل أموال المساعدات بواسطة مكتب رئيس السلطة الفلسطينية إلى المحافظين الفلسطينيين في المناطق المختلفة".

يذكر أن إسرائيل قررت في أعقاب فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية وقف تحويل المساعدات المالية والمستحقات المالية من ضرائب وجمارك التي تجبيها إسرائيل لصالح السلطة الفلسطينية.

وادعت الحكومة الإسرائيلية لتبرير قرارها هذا بأن المساعدات والمستحقات المالية من شأنها أن تصل إلى أيدي حماس وتستخدم لتنفيذ عمليات "إرهابية" ضد إسرائيل.

لكن تقارير أمنية إسرائيلية وكذلك مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى أكدوا في تصريحات عديدة بأن حركة حماس وذراعها العسكري كتائب عز الدين القسام أوقفت تنفيذ هجمات ضد أهداف إسرائيلية منذ شهور عديدة.

وحذرت الأنروا في التقرير الجديد إسرائيل من أن النقص الحاد للغاية في المواد الغذائية بقطاع غزة خصوصا نابع من إغلاق معبر كارني (المنطار) بين إسرائيل والقطاع الامر الذي يمنع تزويد القطاع بالبضائع.

وتفيد التقارير الإسرائيلية بأنه لم يتم فتح معبر كارني منذ مطلع العام الحالي سوى أيام معدودة بادعاء أن مسلحين فلسطينيين يخططون لتنفيذ هجمات من خلاله.

وكانت إسرائيل حوّلت المستحقات المالية الفلسطينية في أواسط شهر شباط/فبراير الماضي وجمّدت بعدها تحويل هذه المستحقات بعدما أعلنت الحكومة الإسرائيلية بأن السلطة الفلسطينية في ظل حكم حماس أصبحت "كيانا إرهابيا".

وتقدر المنظمات الإنسانية الأممية أن تجميد تحويل هذه المستحقات يساهم في تدهور الاوضاع في الاراضي الفلسطينية لكون 37% من القوة العاملة في القطاع هم من مستخدمي السلطة الفلسطينية ويبلغ عددهم قرابة 73 ألف مستخدم.

ويبلغ حجم المستحقات المالية التي يتوجب على إسرائيل تحويلها للفلسطينيين كل شهر نحو 55 مليون دولار يرصد غالبيتها لتسديد رواتب المستخدمين.

إضافة إلى ذلك جمّدت الولايات المتحدة وعدد من الدول المانحة الأوروبية تحويل المساعدات المالية الشهرية بمبلغ 45 مليون دولار.

وتوقعت أبو زيد أنه في حال وقف السلطة الفلسطينية دفع الرواتب بسبب عدم تحويل المستحقات المالية إليها فإن 25 ألف عائلة في القطاع ستنضم على عشرات آلاف العائلات التي تحصل على المواد الغذائية من المنظمة الأممية.

واحتجت أبو زيد على عدم تحويل الدول المانحة الأموال اللازمة لمواصلة الأنروا تقديم خدماتها.

وعلى صعيد آخر حذرت الأنروا من وجود 850 ألف طير دجاج يشتبه بأنها مصابة بمرض انفلونزا الطيور وأن الأموال التي كان يفترض أن تصل للفلسطينيين لمحاربة المرض لم تصل بكاملها حتى الآن من الدول المانحة.

ولفتت هآرتس إلى تقرير صحي دولي صادر عن معهد ستارتفور الذي جاء فيه أنه "قد تتطور طفرة جينية ستكون مشكلة بالنسبة للجنس البشري" في فيروس إتش5إن1 في منطقة مثل قطاع غزة بسبيب الإهمال وعدم تحويل المساعدات اللازمة.

التعليقات