الاحتلال يضيق على ورشات إنتاج الفحم ويسلب مئات العائلات مصدر عيشهم(تقرير خاص)

الأرض مستهدفة ولقمة العيش: جرافات إسرائيلية تهدم ورشات إنتاج الفحم في منطقة يعبد وبرطعة

 الاحتلال يضيق على ورشات إنتاج الفحم ويسلب مئات العائلات مصدر عيشهم(تقرير خاص)

الأرض مستهدفة ولقمة العيش: جرافات إسرائيلية تهدم ورشات إنتاج الفحم في منطقة يعبد وبرطعة

ورشات صناعة الفحم تعتاش منها آلاف العائلات الفلسطينية منذ عشرات السنين، لاسيما في منطقة يعبد وضواحيها.. جرافات الاحتلال اقتحمت قبل فترة وجيزة عدة مواقع منها في بلدة زبدة المحاذية، وبرفقة الجيش ووزير البيئة ؟! وجرفت وهدمت العشرات منها بذريعة تلويث البيئة..
ملاحقة اصحاب شاحنات من عرب الداخل ومنعهم من تزويد اشقائهم الفلسطينيين بالحطب..
الاهالي يندبون لقمة عيشهم المغمسة بالعرق الاسود ويؤكدون ان الهدف هو السيطرة على اراضيهم المحاذية لمستوطنتي كتسير وريحان في منطقة وادي عارة..

توفيق عبد الفتاح

بين جدار الفصل العنصري، بعد قرية برطعة من الجهة الجنوبية الشرقية، وقبالة مستوطنتي كتسير وريحان في منطقة عرعرة جنوبا، تنتشر عشرات ورشات إنتاج الفحم التي شكلت على مدار عشرات سني الاحتلال مصدر رزق اساسي لآلاف العائلات الفلسطينية.. حيث يتم إنتاج الفحم بكميات كبيرة وتسويقها الى الداخل ولمناطق السلطة الفلسطينية.
المزودون لسلعة الحطب لغرض تصنيع الفحم هم عرب من الداخل..الا انه منذ أن شيّد جدار الفصل العنصري، والذي شطر العائلات الفلسطينية الى شطرين وعزل الكثيرين عن أراضيهم بدأت ملاحقات السلطات الإسرائيلية لأصحاب الأرض ومصادر رزقهم.
بعد إقامة الجدار تم نقل 70 بالمائة من هذه الورشات القائمة في الجانب الإسرائيلي من الجدار إلى الجانب الآخر، لبلدة يعبد في مناطق السلطة الفلسطينية. واضطر أصحاب وعمال المشاحر للوصول لأراضيهم وأماكن عملهم بتصاريح من الاحتلال، إلا ان السلطات الاسرائيلية اقدمت في الآونة الأخيرة على تجريف وهدم عدد منها وملاحقة سائقي الشاحنات من عرب الداخل من مزودي الحطب لاشقائهم الفلسطينيين..

وكان أصحاب 20 منشأة فحم من أصل 50 في بلدة يعبد قد تلقوا عن طريق الارتباط المدني أوامر إخلاء لورشهم خلال شهر، وإلا فسيتم تدميره، بحجة العمل بدون الحصول على التراخيص اللازمة ونظراً لوقوعها في المنطقة ( C ) فإنها تقع ضمن المسؤولية الإدارية الإسرائيلية.
وتؤمن هذه الورش دخل ما يزيد عن 2000 فرد وتشغل أكثر من 500 عامل. وكانت قوات الجيش الإسرائيلي قد دمرت أكثر من 20 منشأة فحم في منطقتي: خربة المنطار وقرية برطعة الشرقية بتاريخ 22/6، بحجة أن دخانها يؤثر على المستوطنات القريبة من القرية؛ ولعدم حصولها على تراخيص العمل.
خلال تلك العملية جرى تجريف أكثر من 80 بيت فحم، وأكثر من 530 طن من الفحم المُنتج، وحمولة 56 شاحنة حطب. وتقدر هذه الخسائر بما يقارب المليون شاقل، وتضرر عشرات العائلات بعد توقف العمل في المفاحم.
هذا وتعتبر منطقة يعبد مركزاً إقتصادياً هاماً في الصناعة الفلسطينية حيث تبلغ قيمة الإنتاج السنوي لهذا القطاع عشرات ملايين الشواقل سنوياً، كما ويعتبر مصدراً رئيساً للدخل، يعتمد عليه العديد من أبناء بلدتي "يعبد" و"برطعة" والقرى المجاورة.
«فصل المقال» قامت بجولة ميدانية في المنطقة المذكورة فوجدنا عددا من العمال والمشغلين اليائسين والمحبطين. وصلنا مساء مع بداية حلول الظلام الى أراضي وعرية، تبعد عن مستوطنة كتسير قرابة كم واحد هوائي، وكان لنا بين الحين والحين ان نشاهد بعضهم كالاشباح يخرج بملابسه وبشرته المدموغة بسواد الفحم من خلف شجرة وآخر من خلف صخرة، وبعضهم لم نرى من أين وصل، حيث فهمنا ان هذه التحركات تمت تحسبا من مداهمة الجيش للمنطقة.. ويعتبرون ان هذا جزء من الحرب على لقمة العيش الى أن تجمعوا في كوخ صغير يتحدثون عن همومهم المتزايدة وقلقهم على لقمة عيشهم المهددة، ويتحدثون بالسياسة التي سئموها، ويدينون المسؤولين ولا يعولون على اي جهة سواء كانت اسرائيلية او فلسطينية في حل ازمتهم وحماية لقمة عيشهم،الا انهم يتمسكون بقشة اعضاء الكنيست العرب وبعض الشخصيات التقدمية الاسرائيلية كما قال احدهم..
تجريف وهدم مصدر المعيشة
نور الدين عمارية صاحب ورشة تعرضت في الآونة الأخيرة للتجريف والهدم، وهو ورث هذا العمل عن والده الذي عمل عشرات السنين في هذا المجال، و يسكن مسافة أقل من كم واحد هوائي من موقع العمل، لكن الجدار يفصل بين منزله ومكان عمله و يضطر من اجل الوصول لمنزله للسفر لمدينة القدس ليتمكن بعد حصوله على تصريح عسكري من العودة لمنزله في منطقة برطعة!!
وهو يؤكد ان الهدف من الملاحقة هو السيطرة على الأرض واقتلاع السكان ويقول: الخطوة الأولى لملاحقتنا اتخذتها السلطات مؤخرا عندما بدأت ملاحقة سائقي الشاحنات من عرب الداخل الذين يزودونا بالحطب، حيث علمنا انه تم اعتراض لؤي خطيب من عرعرة واحتجاز شاحنته بعد تحذيره من مواصلة العمل معنا، تلاها عملية هدم وتجريف مقالع الفحم التابعة لنا بحجة تلويث البيئة ومضايقة المستوطنين اليهود،علما ن هناك أوضاع مشابهة داخل إسرائيل بل اخطر، فهناك "محجر شيفر" في وادي عارة وهناك محطة توليد الطاقة في منطقة الخضيرة وهناك اكبر نسبة تلويث في خليج حيفا، زد على ذلك ان الأبحاث التي أجريت هنا من قبل جهات إسرائيلية ومن قبل جامعة النجاح في نابلس ل45 عينة من عمال "المشاحر" و لم يتبين ان هناك إصابة واحدة باي مرض ذوعلاقة، الأمر الذي يؤكد لنا أن الهدف هو اقتلاعنا من ارضنا وربما أشياء اخرى أيضا..
وحول اقتراح نقل الورش الى يعبد داخل الجدار من الجهة الفلسطينية أضاف: رغم ان ذلك يعني اولا انهم نجحوا باقتلاعنا من ارضنا الخاصة الا انه ايضا وبسبب منع المسوقين من عرب الداخل للتسويق في الاراضي الفلسطينية،فلن يكون لنا ما نفعله هناك وبالتالي ليس لدينا خيارات، مما يعني اننا سننضم الى قوافل العاطلين عن العمل.

ضغوط وإغراءات
ربحي زيد صاحب منشأة كبيرة للفحم يعيش مع خمس أسر من عائلته في منطقة المنطار من الجهة الاسرائيلية للسياج العازل، ويعتاش هو وعشرات العائلات من هذا العمل الذي ورثه أبا عن جد منذ عشرات السنين وحول التهديد والمضايقات الاخيرة يقول":بعد ان رفضت المغريات المالية التي عرضوها علي لترك المكان القائم على 50 دونما بملكيتنا الخاصة لجؤوا الى اساليب الترهيب المخابراتي والتضييقات المتواصلة حتى تلقيت مؤخرا انذار بالهدم وطلب باخلاء المكان لغاية 15-8-2011 وكذلك عملوا على سحب التصاريح من العاملين وأصحاب العمل الذين يصلون من بلدات الضفة ويعملون في هذه المنطقة بحجة تلويث البيئة، علما ان وزارة البيئة الاسرائيلية لم تكشف عن تقريرها البحثي حول التلوث، كما فعلت جامعة النجاح التي نشرت نتائج بحثها المنافية لادعاءات البيئة الاسرائيلية،وحول الحلول الممكنة قال حقيقة نحن محبطون وليس هناك جهة او عنوان للتوجه له، خصوصا ان جهات في السلطة الفلسطينية اخبرتنا انها لاتستطيع فعل اي شيئ في هذا الشأن،وبالتالي لم يتبقى الا ان ننتظر مسؤولين و اعضاء الكنيست العرب من الداخل لتحريك الامر عسى ان يتم ممارسة ضغط معين لايجاد صيغة تجنبنا عملية الاقتلاع.
ملاحقة أصحاب الشاحنات
لؤي خطيب صاحب شاحنة من قرية عرعرة في المثلث وهو احد المزودين للحطب لهذه العائلات والى داخل مناطق الضفة الغربية منذ سنوات طويلة، يعتبر نفسه عاطل عن العمل منذ شهرين واكثر وذلك بعد ان تمت ملاحقته من قبل الجيش وموظفوا الادارة المدنية وحجز شاحنته لمنعه من تزويد اصحاب المنشئات بالحطب،حول ذلك قال:اعلم ان محاولة منعنا من التعامل مع هؤلاء الاخوة وملاحقتنا هي وسيلة الضغط الاقوى لسد طرق معيشتهم وبالتالي تيأيسهم لحملهم على الخروج من اراضيهم،علما ان هذه المنطقة تقع ضمن منطقة"c التي تسيطر عليها اسرائيل امنيا فقط واداريا هي تحت مسؤولية السلطة الفلسطينية،واضاف توجهنا انا والاخ رجا اغبارية امين عام حركة ابناء البلد لمحافظة جنين وهناك تحدثنا مع مدير مكتب المحافظ الا انهم اخبرونا بانهم توجهوا للسلطات الاسرائيلية التي الم تتجاوب معهم وبالتالي ليس باستطاعتهم فعل اي شيء اخر،وتابع توجهنا ايضا للنائب .جمال زحالقة واخبرنا بانه سيهتم بالموضوع ويتابعه وانه سيقف الى جانبنا بكل الامكانات المتاحة.


مربع:

زحالقة: "أوقفوا حربكم على الفحم!"

بعث النائب جمال زحالقة رئيس الكتلة البرلمانية للتجمع الوطني الديمقراطي، برسالة مستعجلة لوزارة الأمن الإسرائيلي حول أوامر تجريف منشأت الفحم في بلدة يعبد الواقعة في محافظة جنين في الضفة الغربية.
وقال النائب زحالقة في رسالته بأن "الأضرار الإقتصادية لتجريف وإغلاق المفاحم كبيرة جداً، حيث تجد مئات العائلات نفسها بلا دخل".
وأضاف: "إننا نطالب بوقف تجريف المفاحم والسماح بإعادة العمل في تلك التي أغلقت، فالسلطات الإسرائيلية تتحمل مسؤولية ضرب هذا الفرع الإقتصادي الهام القائم في منطقة يعبد منذ العهد العثماني". وفي نهاية رسالته قال "ليس هناك تبرير لما تقومون به، أوقفوا حربكم على الفحم!".
وفي سياق متصل، دعا زحالقة السلطة الفلسطينية إلى دعم نضال أصحاب وعمال المفاحم من أجل المحافظة على لقمة عيشهم. وربط زحالقة بين إغلاق المفاحم وبين قانون محاربة المحاجر الفلسطينية، الذي أقرته الكنيست قبل أشهر قليلة وقال بأن لوبي المستوطنات يدير السياسة الإسرائيلية ويوجه الحرب على الإقتصاد الفلسطيني، بهدف تسهيل الإستيلاء على الأرض وتوسيع الإستيطان.

 

التعليقات