تفاصيل اختطاف أبو سيسي: يورام كوهين كان في أوكرانيا وشارك في العملية شخصيًّا

كشف الأسير المهندس ضرار أبو سيسي، تفاصيل جديدة حول عملية اختطافه من أوكرانيا قبل نحو عام، تتمثل في مشاركة رئيس جهاز الأمن العام الاسرائيلي "الشاباك"، يورام كوهين، شخصيًّا في العملية، ونقله من أوكرانيا إلى إسرائيل في تابوت للموتى، وفقا لرسالة سربت من داخل السجن.

تفاصيل اختطاف أبو سيسي: يورام كوهين كان في أوكرانيا وشارك في العملية شخصيًّا

كشف الأسير المهندس ضرار أبو سيسي، تفاصيل جديدة حول عملية اختطافه من أوكرانيا قبل نحو عام، تتمثل في مشاركة رئيس جهاز الأمن العام الاسرائيلي "الشاباك"، يورام كوهين، شخصيًّا في العملية، ونقله من أوكرانيا إلى إسرائيل في تابوت للموتى، وهي معلومات أكدتها القناة الاسرائيلية الثانية، اليوم.

وقد فقدت آثار مدير تشغيل محطة كهرباء غزة، المهندس أبو سيسي، خلال زيارته لأوكرانيا برفقة عائلته، وضجت وسائل الاعلام بتفاصيل اختفائه.

وتعرضَ المهندس أبو سيسي لتعذيب وحشي داخل أوكرانيا وفي أقبية التحقيق الاسرائيلية، واتهم السلطات الأوكرانية بالتورط في الجريمة بشكل مباشر في التنفيذ والتستر عليها.

ويقبع أبو السيسي (43 عامًا)، في حبس انفرادي بسجن عسقلان الاسرائيلي، ووضعه الصحي يتدهور بشكل سريع، وسط مخاوف وتحذيرات من إهماله طبيًّا، إذ فقد 32 كجم من وزنه بشكل مفاجئ، وعاد ليشكو من قلبه الذي عانى من مشاكل صحيّة حتّى قبل اعتقاله.

فيلم سينمائي

ونقل "موقع قناة الأقصى الفضائية" عن الأسير قوله: "ودعت أولادي وزوجتي، وانطلقت بالقطار للقاء شقيقي في مدينة أخرى يحتاج السفر إليها ساعات طويلة، وبعد فترة وجيزة، توجه إلي رجل بزي مدني، وطلب جواز سفري، فسألته من تكون؟ وبأي صفة تطلبه، فرد قائلاً: أنا ضابط في الأمن الداخلي الأوكراني، وأبرز بطاقة تثبت ذلك".

وأضاف: "عملية اختطافي أشبه ما تكون بالفيلم السينمائي، فقد طلب رجل الأمن ذي الخلقة الأوكرانية مني، بلغة البلاد، التوجه معه إلى غرفة أخرى، مدعيا أن هناك مشكلة في جواز سفري، وإذا بها خالية إلا من رجل أوكراني آخر".

وأشار أبو سيسي إلى محاولته الاستفهام مرارًا من ضابطي الأمن، لكن عبثا فعل، وعند أول محطة توقف القطار، واقتيد إلى الخارج ليفاجأ بسيارة دفع رباعي كبيرة، ذات زجاج أسود، وحولها عدد كبير من رجال الأمن الأوكراني.

رئيس الشاباك نفسه شارك في عملية الاختطاف والتحقيق بأوكرانيا

وقال: "حتى تلك اللحظة كنت أعتقد أنني معتقل لدى جهاز الأمن الداخلي الأوكراني (المخابرات)، وبعد ساعات وجدت نفسي في كييف مقيدًا معصوب العينين، أخرجت من السيارة وأدخلت في فيلا، تفاجأت بسبعة من الضباط، لا تبدو عليهم ملامح الشعب الأوكراني، وخاطبني أحدهم بالعربية قائلاً: هل تعرف من نحن؟ نحن جهاز المخابرات الإسرائيلي".

وقيد أبو سيسي على كرسي، وبدأت جولة التحقيق، ليتفاجأ بأن رئيس الشاباك، يورام كوهين، والميجار أوسكار، "المحقق القذر"، كما يصفه أسرى عسقلان، وآخرين من كبار الرتب العسكرية، يحققون معه مباشرة، عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط وعلاقته بكتائب القسام.

ويسترسل أبو سيسي في رواية جريمة اختطافه، واصفا التعذيب الذي تعرض له، فيقول: "كان تعذيباً وحشياً، حيث ضربت على صدري بقوة، ولطمت بقوة وسرعة لطمات عديدة على الوجه، واستمر ذلك 5-6 ساعات، حسب تقديري".

"حي في تابوت"

وترك أبو سيسي وحيدا في غرفة التعذيب، وجيء بعدها برجل قيده وعصب عينيه وأدخله في تابوت وأغلقه بإحكام، ثم تم نقله نقله إلى مطار كييف، وقد عرف ذلك من أصوات الطائرات، ثم أدخل تابوته في طائرة، هبطت لاحقا في محطة ترانزيت على ما يبدو، ثم واصلت رحلتها، إلى مطار في إسرائيل.

لكن اللافت في حديث أبو سيسي، أن "الرحلة من محطة الترانزيت - التي هبطت فيه الطائرة الاسرائيلية، ومطار الاحتلال، استغرقت نصف ساعة، أو 40 دقيقة فقط."

نقل أبو سيسي إلى معتقل "بتيح تكفا" الاسرائيلي، حيث عاد يورام كوهين من جديد للتحقيق معه، مضافا إليه مسؤول ملف شاليط في إسرائيل آنذاك، عاموس جلعاد، وعاد مسلسل التعذيب.

السلطات الأوكرانية ترفض لقاء زوجته أوكرانية الأصل ومتابعة ملفه

وبالرغم من أن قضية أبو سيسي مضى عليها عام منذ اختطافه، إلا أن السلطات الأوكرانية، حسبما قال أبو سيسي، ترفض لقاء زوجته الأوكرانية الأصل، ومتابعة ملفه، بالرغم من أنه اختطف من داخل أراضيها.

ويعيش الأسير حالة صحية صعبة، فهو يعاني من عدة مشاكل في القلب، واضطرابا في ضغط الدم، ويشكو بشكل متواصل من الإهمال الطبي، إذ ترفض السلطات الاسرائيلية السماح بإدخال طبيب خاص له من خارج السجن.

وتمنع إدارة السجون دخول الصحف العربية إلى الأسير أبو سيسي، فيما لم تعقد محاكمة له حتى اللحظة.

يذكر أن وسائل إعلام فلسطينية قالت إن أبو سيسي تمكن من كشف هذه المعلومات، عبر رسالة سربت من داخل معتقله.

التعليقات