القدس الشهر الماضي: اعتقالات وهدم وإخطارات بالهدم والأقصى على طريق التقسيم

الانتهاكات الإسرائيلية ضد المقدسيين في المدينة خلال شهر تشرين أول الماضي، حيث شهد عدة اعتقالات لأطفال وقاصرين، وحملة غير مسبوقة لعمليات الهدم، وتوزيع اخطارات هدم لمبانٍ وشقق ومنشآت تجارية في مناطق بالقدس

القدس الشهر الماضي: اعتقالات وهدم وإخطارات بالهدم والأقصى على طريق التقسيم

رصد مركز معلومات وادي حلوة – سلوان الانتهاكات الإسرائيلية ضد المقدسيين في المدينة خلال شهر تشرين أول/أكتوبر الماضي، حيث شهد عدة اعتقالات لأطفال وقاصرين، وحملة غير مسبوقة لعمليات الهدم، وتوزيع اخطارات هدم لمبانٍ وشقق ومنشآت تجارية في مناطق بالقدس.

الاعتقالات

ورصد مركز المعلومات اعتقال أكثر من 75 مقدسيا خلال الشهر الماضي، بينهم 45 طفلا، 22 منهم من بلدة سلوان، والبقية من أحياء القدس القديمة والعيسوية، تتراوح أعمارهم بين ( 10- 17 عاما)، ومعظم اعتقالات الأطفال نفذت في ساعات الفجر الأولى، بعد اقتحام منازلهم أثناء نومهم، واعتقالهم دون إخبار ذويهم بالتهم الموجهة ضدهم أو سبب الاعتقال، كما اقتيدوا لوحدهم في سيارات الشرطة لتحويلهم إلى مراكز التحقيق، كما تم الإفراج عن معظمهم بشرط الحبس المنزلي المفتوح، وبكفالات مالية، علما أن عددا منهم وجهت له تهمة "إلقاء الحجارة قبل 100 يوم".

وخلال الشهر الماضي اعتقلت السيدة عايدة الصيداوي من أمام المسجد الأقصى، بعد الاعتداء عليها بالضرب المبرح، وبعد توقيفها لمدة 24 ساعة أفرج عنها بشرط الإبعاد عن الاقصى.

وأكد مركز المعلومات على عدم قانونية الاعتقالات للأطفال –حسب القوانين الاسرائيلية والدولية-، حيث اعتقلوا فجرا من منازلها، دون السماح لذويهم بمرافقتهم بسيارة الشرطة، كما تم تقييد أيديهم، إضافة إلى تخويفهم أثناء الاعتقال والاعتداء عليهم.

ويشير المركز إلى اندلاع اشتباكات محدودة بين الأطفال والقوات الإسرائيلية في مدينة القدس خاصة، وبلدة سلوان بشكل خاص، خلال أيام عيد الأضحى، بسبب استفزازات قطعان المستوطنين للأطفال أثناء لعبهم بالأسلحة البلاستيكية وصراخهم، بادعاء أن ذلك يؤدي إلى إزعاج المستوطنين، وبالتالي تقوم القوات بملاحقتهم ومنعهم من اللعب في الشوارع وأزقة الأحياء.

الهدم وتوزيع إخطارات الهدم...

وشهدت الأيام الأخيرة من شهر تشرين الأول الماضي ولمدة لأربعة ايام متتالية (بتاريخ 28-31/10/2013)، حملة هدم لمبانٍ وغرف سكنية وبركسات ومنشآت تجارية، علما أن بداية ومنتصف الشهر الماضي أوقفت بلدية الاحتلال حملات الهدم وتوزيع الإخطارات في أحياء المدينة، تزامنا مع "انتخابات البلدية وحملات الدعاية لها"، والتي قاطعها معظم أبناء مدينة القدس، ولكن وبعد أيام من اعلان فوز نير بركات للجولة الثانية استأنفت طواقمها المداهمات لأحياء شرقي القدس، لتنفيذ مخططها وتهجير المقدسيين من مدينتهم.

وطالت عملية الهدم مبنى سكنيا للمواطن أمين رشدي شويكي في حي الأشقرية، ببلدة بيت حنينا شمال القدس، ومؤلفة البناية من 3 طوابق مقامة منذ 10 سنوات، ويعيش في المنزل 9 أفراد (الحاج أمين وزوجته و7 أبناء أكبرهم 27 عاما، وأصغرهم 12 عاما).

وعن هذه البناية يذكر أنه في شهر شباط/فبراير 2005 تم إغلاقها بأمر من محكمة البلدية، وأعيد فتحها في نيسان 2006، وحينها فرضت مخالفة بناء بلغت قيمتها 340 ألف شيكل، تم دفعها بشكل أقساط ولم يتبق سوى 40 ألف شيكل.

كما هدمت الجرافات بناية أخرى في حي بيت حنينا لعائلة قرش، ومكونة من 3 طوابق، الأرضي مؤلف من 4 محلات تجارية، ومنزلين يعيش في واحدة منها شاب لم يمض على زواجه سوى أربعة أيام من عائلة أبو سارة، وأحد أصحاب العمارة مع زوجته وأطفاله الاربعة، والطابق الثاني مؤلف من شقتين، أما الثالث فهو قيد الإنشاء، و تم الشروع ببنائها قبل حوالي عام.

كما قامت الجرافات الإسرائيلية بهدم غرفتين في حي جبل المكبر، لعائلة الحاج بسام شقيرات، ويعيش في الغرفتين 3 أفراد، ومساحتهما حوالي 20 مترا مربعا، أما البركس فتبلغ مساحته حوالي 80 مترا مربعا، وتم بناؤها قبل 12 عاما.

كما هدمت الجرافات أربعة مخازن في بيت حنينا، تعود للمواطن نعمان مسودة، علما أنه يسير بإجراءات الترخيص النهائية.

وشهد الشهر الماضي حملة غير مسبوقة بتوزيع إخطارات هدم لبنايات سكنية ومنازل، في كافة أحياء القدس (مخيم شعفاط سلوان بيت حنينا الطور والصوانة)، وكانت الحملة الأكبر في مخيم شعفاط حيث شملت 200 مبنى سكني ومخزن، منها ما هو قديم قائم منذ 13 عاما، ومنها ما هو قيد الإنشاء، علما أنها تأوي حوالي 16 ألف نسمة.

كما قررت محكمة الصلح هدم جزء من بناية سكنية في حي بئر أيوب للمواطن داود صيام، والمبنى مكون من 5 طوابق، كل طابق مساحته 120 مترا مربعا، (3 غرف وصالة وتوابعها) ، (الطابق الأول والثاني تم بناؤهما قبل احتلال القدس، والطوابق الثلاثة في عام 1995، ويعيش فيها  ( المواطن حمودة صيام مع زوجته وأولاده الثلاثة أكبرهم 15 عاما وأصغرهم 5 أعوام) ، وأروى صيام مع أولادها الستة أكبرهم عمره 23 عاما وأصغرهم 12 عاما في الطابق الرابع، وفي الطابق الخامس يعيش داود وزوجته وأولاده الستة أكبرهم 19 عاما وأصغرهم 8 سنوات، وقرار الهدم يقضي بهدم الطابقين الثالث والرابع، أما الخامس مهدد بالهدم ويوجد جلسة في المحكمة في منتصف شهر كانون أول القادم.

وأوضح المواطن داود صيام أنه تقدم بطلب في عام 1995 لبلدية القدس للحصول على ترخيص للطابقين الثالث والرابع، وبعد استيفاء كافة إجراءات الترخيص اشترطت البلدية تخصيص موقف للسيارات في المبنى، ولعدم مقدرة العائلة على ذلك تم إلغاء معاملة الرخصة، علما أن البلدية فرضت عليه مخالفات هدم 3 مرات بلغت قيمتها أكثر من 380 ألف شيكل، وآخرها كان عام 2004، إضافة إلى فرض العمل لمدة 4 أشهر "خدمة جمهور" على صاحب البناية داود صيام.

كما طرحت الحكومة الإسرئيلية صباح اليوم مخطط "موقف جفعاتي- او كيدم" في حي وادي حلوة ببلدة سلوان للاعتراض العام، وذلك ضمن خطواتها للمضي قدما للمصادقة عليه.

مداهمات

وشهد الشهر الماضي حملة مداهمات لأربعة منازل في سلوان، إضافة إلى اقتحام حي الجالية الإفريقية بالقدس القديمة، والاعتداء على سكانه من الأطفال والنساء ورشهم بغاز الفلفل لتنفيذ اعتقالات.

ورصد المركز عدة اعتداءات لمجموعة "دفع الثمن"، حيث اعتدت تلك المجموعة على الكنسية اللاتينة في سلوان في مطلع الشهر الماضي، وحطمت أحد شواهد قبورها، إضافة إلى خط  شعارات عنصرية على سورها، كما تم إتلاف إطارات 6 سيارات لمواطنين، والاعتداء على معرض للسيارات في حي الشيخ جراح بإلقاء حجارة كبيرة الحجم على عدد من السيارات المركونة فيه، إضافة إلى اعتداء 4 من اليهود المتطرفين على 4 شبان من حي جبل المكبر أثناء تواجدهم في حافلة تابعة لـ"ايجد"، وقام المتطرفون بضرب الشبان بأنابيب، وقامت الشرطة باعتقال الشبان.

المسجد الأقصى... اقتحامات ومخططات لتقسميه

وعلى صعيد المسجد الأقصى فقد تواصلت الاعتداءات الإسرائيلية عليه حيث اقتحمه العشرات من المتطرفين والحاخات في ذكرى ما يسمى "الصعود الى الهيكل" وتم خلال ذلك أداء طقوس دينية، إضافة إلى رفع العلم الإسرائيلي قبالة قبة الصخرة في يوم وقفة عرفة.

كما كشف عن مخطط إسرائيلي لبناء كنيس داخل الأقصى وهو مسودة اقتراح ومخطط خارطة لتقسيم زماني ومكاني، وإقامة كنيس يهودي على خُمس مساحة المسجد الأقصى في الجهة الشرقية منه تمتد من محاذاة مدخل المصلى المرواني في الجهة الجنوبية الشرقية من الأقصى مرورا بمنطقة باب الرحمة  وانتهاءً عند باب الأسباط – أقصى الجهة الشرقية الشمالية من الأقصى-، على أن تشكل هذه المساحة بمثابة كنيس يهودي، توزع فيها مساحات لإقامة الصلوات اليهودية الفردية وأخرى للجماعية – وهي المساحة القريبة والتي تحوي منطقة باب الرحمة -، وفق أوقات زمانية محددة متوزعة على أيام الأسبوع، وأخرى على مواسم الأعياد والمناسبات اليهودية.

كما أعدت وزارة الأديان الإسرائيلية قانونا يسمح لليهود بالصلاة في المسجد الاقصى للمرة الأولى منذ عام 1967، حيث بادر حزب "البيت اليهودي" لذلك، بتخصيص ساعات يومية لدخول اليهود إلى الأقصى والصلاة فيه.
 

التعليقات