مؤتمر مسارات يضع إستراتيجيات المقاومة على المحك ويؤكد دخول حل الدولتين للعناية المشددة

جاء ذلك خلال إطلاق اليوم فعاليات المؤتمر السنوي الثالث الذي ينظمه المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية – مسارات، بعنوان "إستراتيجيات المقاومة" ويراجع فيه التجارب السابقة واستخلاص الدروس والعبر وبلورة ووضع السياسات القادرة على فتح الآفاق المستقبلية،

مؤتمر مسارات يضع إستراتيجيات المقاومة على المحك ويؤكد دخول حل الدولتين للعناية المشددة

بحث الإستراتيجيات الممكنة والمؤثرة لمقاومة المشروع الصهيوني الاستعماري الاستيطاني العنصري

 

البيرة ـ مسارات ـ 4/4/2015: طالب المؤتمر السنوي الثالث لمركز مسارات، بإعادة تعريف وبناء المشروع الوطني التحرري، واعتماد وسائل نضالية جديدة، مشددا انه لا يجوز التنازل عن المقاومة ولكن يجب اعادة تعريفها، وتقديم قراءة عميقة وعلمية للتجربة الفلسطينية تعطي الكفاح بكافة أشكاله حقه. وأكد المشاكون فيه على إن خيار الدولة الفلسطينية على حدود 1967، أو ما يسمى عند البعض "حل الدولتين" دخل في غرفة العناية المشددة ويتنازع، وطالب اعتبار حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) عنصر ضروري في إستراتيجية النضال الفلسطيني المطلوبة من أجل نيل الحقوق الشاملة.

جاء ذلك خلال إطلاق اليوم فعاليات المؤتمر السنوي الثالث الذي ينظمه المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية – مسارات، بعنوان "إستراتيجيات المقاومة" ويراجع فيه التجارب السابقة واستخلاص الدروس والعبر وبلورة ووضع السياسات القادرة على فتح الآفاق المستقبلية، وتستمر فعالياته لمدة يومين برعاية مجموعة الاتصالات الفلسطينية، وشركة اتحاد المقاولين، ومؤسسة الناشر، ورجل الاعمال أكرم عبد اللطيف جراب، وذلك في قاعات متنزّة بلدية البيرة وعبر الاتصال المرئي"فيديو كونفرنس" مع غزة في مطعم الروتس.

وأثيرت نقاشات حول بعض الآراء التي تنادي بمصالحة تاريخية مع الإسرائيليين، مع ان البعض لم يخف تأييده لها، وهي عبارة عن تحقيق شراكة حقيقية تنتج من عملية مصالحة تاريخية مع الشعب الإسرائيلي (وليس مع الصهيونية)، ورفض القبول بالدولة اليهودية، ويشترط هذا الطرح اعتراف الإسرائيليين بالجناية التاريخية بحق الفلسطينيين واعتذارهم عنها وتخليهم عن أي من الامتيازات المادية والمعنوية في مقابل الاعتراف بهم شركاء حقيقيين في الوطن الفلسطيني.

حيث قال د. ممدوح العكر رئيس مجلس امناء مركز "مسارات"، "يبحث المؤتمر في الاستراتيجيات الممكنة والفعالة والمؤثرة لمقاومة المشروع الصهيوني الاستعماري الاستيطاني العنصري، استنادا الى ضرورة استعادة جوهر المشروع الوطني واهدافه الاستراتيجية على ضوء تداعيات اتفاقات اوسلو وتجربة 22 عاما من عملية سياسية سحبت عملية السلام وتقهقر فيها مشروعنا الوطني التحرري ليتم اختزاله الى مشروع دولة بل دويلة يراد لها ان تولد من رحم مفاوضات ممتدة تفتقد ابسط المقومات والمتطلبات.

واكد العكر، ان المؤتمر يتوج بحوارات وحراكات تلح على ضرورة تغيير المسار واحداث انعطافة استراتيجية نوعية في منظومة التفكير السياسي الفلسطيني. مؤكدا فشل المفاوضات كخيار وحيد لانهاء الاحتلال وانجاز الاستقلال وحق تقرير المصير لشعبنا في كافة اماكن تواجده.

واشار العكر الدلالات لقرار القيادة بالمصادقة على عدد من المنظمات والتعاهدات والاتفاقيات الدولية من بينها فشل تجربة التفاوض مع اسرائيل واعتماد التفاوض كخيار وحيد بدلا من ان تكون فعلا سياسيا ، واعتماد راع غير مؤهل للرعاية ووسيط يتبنى المواقف الاسرائيلية ويدافع عنها وافتقارها على الدوام الى مرجعية واضحة .

فلسفة المؤتمر وأهدافه

بدوره دعا هاني المصري مدير عام المركز، الى إعادة تعريف المشروع الوطني والهدف الإستراتيجي حتى يكون البوصلة الهادية إلى إستراتيجات المقاومة، مؤكدا انه لا يمكن ذلك من دون مراجعة تجربة الحركة الصهيونية.

وحثّ المفكرين والباحثين من أجل العمل على دراسة طبيعة وخصائص المشروع الصهيوني، متسائلا  عن مدى صحة الآراء التي تتحدث عن إمكانية المصالحة التاريخية مع الحركة الصهيونية، وهل يمكن تفكيك المشروع الصهيوني فعلًا من خلال المصالحة معه، والاعتراف به كممثل للشعب اليهودي؟

وأكد المصري إن خيار الدولة الفلسطينية على حدود 1967، أو ما يسمى عند البعض "حل الدولتين" يتنازع ودخل في غرفة العناية المشددة، لكنه قال"هذا لا يستدعي المسارعة إلى إعلان الفلسطينيين للتخلي عنه، ما يعفي إسرائيل والحركة الصهيونية ومن يدعمها من المسؤولية عن إفشال الجهود الرامية إلى تسوية للصراع، وإنما يستدعي فتح الخيارات والبدائل الأخرى، بما فيها خيار الدولة الواحدة، ولكن على أساس أنه خيار كفاحي لا يمكن تحقيقه من دون هزيمة وتفكيك المشروع الصهيوني الاستعماري الاحتلالي العنصري. ومن دون هذا الشرط يؤدي خيار الدولة الواحدة إلى نتيجة واحدة هي تشريع الاحتلال والاستيطان لأراضي 1967".

في ضوء ذلك، شدد المصري على انه لا يمكن الانتقال من خيار الدولة الفلسطينية إلى خيار الدولة الواحدة من دون تدفيع إسرائيل ثمن تدميره. إن من لم يستطع إقامة دولة فلسطينية على أقل من ربع فلسطين لن يستطيع أن يقيم دولة واحدة تقوم على أساس المساواة بكل أشكالها على فلسطين كاملة.

إستراتيجيات المقاومة

وطالب المصري بقراءة عميقة وعلمية للتجربة الفلسطينية تعطي الكفاح بكافة أشكاله حقه، لكنه يجد انقسامًا واسعًا في الآراء بين من يعتبر أن المقاومة المسلحة دمرتنا وبين من يعتبرها البقرة المقدسة، وبين من يعتبر المفاوضات رجسًا من عمل الشيطان وبين من كتب أن المفاوضات حياة. وتم تأييد المقاومة الشعبية السلمية تارة، ومن دون وصفها بالسلمية تارة أخرى.

وقال"بعد توقيع "اتفاق أوسلو" لم يعد هناك مشروع وطني موحد، فهذا الاتفاق قسّم الفلسطينيين وفصل ما بين وحدة القضية والشعب والأرض؛ ما أدى إلى تجزئة القضية إلى قضايا، والشعب يكاد أن يصبح شعوبًا أو تجمعات بشرية منفصلة عن بعضها البعض".

إعادة تعريف المشروع الوطني والهدف الإستراتيجي

وتمحورت الجلسة الأولى برئاسة ممدوح العكر: حول إعادة تعريف المشروع الوطني والهدف الإستراتيجي، وعرض فيها د.  نديم روحانا تصوراته حول (المشروع الوطني الفلسطيني - نحو استعادة الإطار الكولونيالي الاستيطاني).

ويركز روحانا في ورقته على مخاطر حل الدولتين، وينادي بالبدء بتفكير سياسي وأكاديمي يقود إلى بدائل من التقسيم، وإلى العمل على مشروع وطني فلسطيني تحرري يحدد أهدافه بهزيمة الكولونيالية الاستيطانية واستبدالها بوطن يشارك الفلسطينيون والإسرائيليون في بنائه على أسس من المساواة والأمن الجماعي والتخلص من الامتيازات الكولونيالية والمشاركة في الحكم واتباع وسائل نضالية تتلاءم مع هذا المشروع.

وحاول روحانا، تفكيك المنظومة الفكرية التي أوصلت الحركة الوطنية الفلسطينية وقياداتها الحالية إلى طريق مسدود، وحاول أن يظهر كيف تغيرت أهداف الحركة الوطنية الفلسطينية، وكيف فقدت القيادة القدرة على صوغ أهداف واضحة. وتحاجج ورقته في أن الحركة الوطنية الفلسطينية وصلت إلى طريق مسدود أولا لأنها اعتمدت المنظومة الفكرية للصراع مع الكولونيالية بحسب النموذج الجزائري، وثانيا لأنها منذ أواسط السبعينيات اعتمدت منظومة الصراع القومي، بينما استمر الإسرائيليون في التعامل مع الصراع كأنه صراع كولونيالي.

مشروع يشمل الشعب الإسرائيلي:

وفال روحانا "علينا أن نطرح على الإسرائيليين، الذين أخذوا وطننا عنوة، شراكة حقيقية تنتج من عملية مصالحة تاريخية مع الشعب الإسرائيلي (وليس مع الصهيونية)، يكون لها مقوماتها ومتطلباتها الواضحة".

وتعتمد مصالحة روحانا على اعتراف الإسرائيليين بالجناية التاريخية واعتذارهم عنها وتخليهم عن أي من الامتيازات المادية والمعنوية في مقابل الاعتراف بهم شركاء حقيقيين في الوطن الفلسطيني. ويعني ذلك أن المشروع الفلسطيني لن يتصالح مع الصهيونية، لكنه يقوم على أنقاضها ويتصالح مع الشعب الإسرائيلي الذي يتخلى عنها في مقابل هذه المصالحة.

وقال"وإذا كانت الصهيونية قامت بدءا على إنكار الآخر من إنكار وجوده، فإن المشروع الوطني الفلسطيني يجب أن يعتمد على الاعتراف بالآخر وبحقوقه المكتسبة في فلسطين، لكن ليس بالامتيازات التي تعطيها الكولونيالية. ويستطيع المشروع الفلسطيني أن يطور هوية جديدة تشمل الفلسطيني والإسرائيلي، ويرى فلسطين جزءا من الثقافة العربية والإسلامية يكون فيها دور للثقافة اليهودية".

وعقب على ورقة روحانا  قيس عبد الكريم، بقوله ان الورقة محبوكة جيدا وممكن ان تحمل قيمة أكاديمية كبيرة، لكنها لا تصلح لحل الصراع بين قوى مادية تتحدد نتائجه وفقا لتطور ميزان القوى، وان الاشارة الى الغموض استنادا الى التباين في المشروع الوطني هي اشارة غير دقيقة وقال "لا يمكن ان تتحقق هزيمة المشروع الصهيوني دفعة واحدة وانما بالنقاط، مؤكدا في الوقت نفسه على التقارب واسع النطاق بين القوى الوطنية بما فيها الاسلامية حول تحديد الهدف الوطني  المباشر وآفاقه".

بينما اعلن يحيى العبادسة، رفضه لغالبية ما جاء في ورقة روحانا وقال هذا صراع تاريخي ممتد ليس فيه افق لتسوية تاريخية الا اذا كان جوهرها انهاء الكيان الصهيوني ولا يمكن انهاء الصراع الا بانهاء بلفور وسايكس بيكو ، وان ما يطره من حل هو نوع من المصالحة مع المشروع الصهيوني، مؤكدا ان أزمتنا هي ازمة قيادةوليست ازمة شعب، مطالبا بالعودة للبدايات الاولى التي كانت توحد شعبنا وهو ان الهدف هو التحرير واعتماد استراتيجية المقاومة الشاملة بكل ابعادها.

وابدى عبد الرحيم ملوح، موافقته للاراء الواردة في الاوراق المقدمة للمؤتمر، مؤكدا ان انهاء الاحتلال هو الاساس داعيا للعمل على انهائه على قاعدة المحافظة على منظمة التحرير ومؤسساتها، والى بلورة ورقة بين المنظمة والسلطة مشددا على ان فلسطين كلها هي ارض للفلسطينيين جميعهم بمعزل عن الدين والعرق واللون. مبينا ان ما يجب اعتماده هو المرحلية في النضال الوطني وقال"لسنا مع حل الدولتين ولكن نحن مع برنامج منظمة التحرير الاساسي وضد اوسلو لانه ينتقص من حقوقنا ومع انجاز وحدة وطنية على قاعدة مواجهة الاحتلال.

فيما يؤيد د.عزمي الشعيبي، مراجعة التجربة الفلسطينية والسياق التاريخي بموضوع الصراع بالكامل مؤكدا انه لم تكن هناك رؤية واضحة في مقاومة المشروع الصهيوني الذي يسير بنفس الاتجاه والادوات بينما المشروع الفلسطيني مر في حالات من التذبذب في اكثر من مرحلة.

واكد ان المشروعين متعارضين على ارض واحدة احدهما كولونيالي والثاني مقاوم له ولا يمكن الوصول لصيغة حل وسط بينهما.وشدد على اعادة بناء منظمة التحرير برؤية جديدة وتطوير الاطار المفاهيمي لما يطرحه الباحث روحانا.

فيما يرى د. بشير بشير، جدوى مهمة جدا في طرح روحانا ولكن هذا يتطلب نوع من التحول الجديد في تجاذبات الصراع كما يتطلب اعادة التفكير بتعريف الفلسطيني سياسيا، واعادة تطوير المفهوم السيادي.

لكن داود تلحمي، اعتبر الورقة غنية جدا بالافكار والمواضيع لكنه اشار الى ان عدم تحقيق الاستقلال الفلسطيني يعود الى تدهور الوضع العربي وجملة من التحولات اليمينية، ويرى ان الحل يتطلب تغيير موازين القوى والخريطة الدولية.

بينما يرى زكريا محمد، ان حل الدولتين هو جوهر الحل ولكن النص المضمن هو غير النص المعلن، مؤكدا في الوقت نفسه على اننا بحاجة الى تعديل موازين القوى ما يقتضي اعادة النظر بمنظمة التحرير وببرنامجها الذي اتهمه بتقسيم الشعب فلم يعد هناك برنامجا واحدا لشعبنا وقال "علينا ان نعيد بناء منظمة التحرير وبناء انفسنا حتى نتمكن من فرض وقائع". 

ويصف طارق خميس، ورقة روحانا باللاعنفية باعتبار العنف غير فعال متشككا بما تطرحه من فكر انساني وغير انساني.

أما مروان دويري فاكد على ضرورة توفر مقومات تساعد في التحرك باتجاه النموذج الجنوب الافريقي، لكنه قال ان الحل القومي لا يعطي اجابات للاجئين وان الحديث عن يهودية الدولة جاء نتيجة جفاف في الهجرة وديمقراطية الدولة لم تتناقض مع الصهيونية والعنصرية الاسرائيلية.

وفي نفس الوقت قال "لا يمكن الاعتراف باسرائيل بدون الاعتراف بيهوديتها فمن يعترف باسرائيل فانه يعترف بيهوديتها".

المشروع الوطني والهدف الإستراتيجي: اتجاهات وتصورات

وفي نفس الاطار ركزت الجلسة الثانية برئاسة روان فرحات ايضا على إعادة تعريف المشروع الوطني والهدف الإستراتيجي عرض فيها مدير الابحاث في مركز مسارات خليل شاهين: ورقة عمله بعنوان (المشروع الوطني والهدف الإستراتيجي: اتجاهات وتصورات)

وطالب شاهين، بلورة إستراتيجية قادرة على تحقيق الهدف الوطني الإستراتيجي المتمثل في التحرر من نظام الحكم الاستعماري الاستيطاني الاحتلالي العنصري، وإنهائه بما يشتمل عليه من امتيازات سياسية جماعية للمستعمِرين.

وقال"يقترب الفلسطينيون من اللحظة التي تقتضي تبني إستراتيجية بديلة للوصول إلى نقطة التحول نحو بلورة مشروع وطني قائم على استعادة إطار الصراع ضد المشروع الاستعماري الاستيطاني الاحتلالي العنصري، لا سيما في ضوء وصول مسار التفاوض الثنائي إلى طريق مسدودة بفعل السياسات الإسرائيلية".

ويؤكد ان هذا يتطلب تبني إستراتيجية لتجسير الفجوة القائمة بين قيود اللحظة الراهنة وميزان القوى السائد ومتطلبات إعادة فتح الأفق الإستراتيجي أمام الخيارات البديلة.

ويرى شاهين ان بلورة هذا المشروع الوطني على أساس منظومة إطار الصراع التحرري من نظام الحكم الاستعماري الاستيطاني أن تسهم في تحديد هدف الإستراتيجية الفلسطينية البديلة بالانتصار على المشروع الصهيوني وليس التصالح معه، أو إسباغ الشرعية عليه، أو الوصول إلى حل وسط معه وفق شروطه.

لكنه قال" مثل هذا التحول في المنظومة الفكرية الفلسطينية لإطار الصراع (البراديغما)، لن يحدث إلا عندما تقتنع القوى السياسية والنخب الفلسطينية، ومعها قطاعات واسعة من المجتمع الدولي، بأن إطار التسوية القائم على مسار التفاوض الثنائي وصل إلى نهايته. وهي عملية لن تتم إلا بشكل تدريجي يلحظ ضرورة توفير متطلبات الانتقال من النقطة التي يقف فيها الفلسطينيون الآن إلى منظومة الصراع الاستعماري الاستيطاني العنصري بتنبني إستراتيجية بديلة تركز على تجسير الفجوة القائمة بين القيود الراهنة ومتطلبات التحرر منها نحو فضاء إستراتيجي جديد. وملامح هذه الإستراتيجية هي ما يركز عليها المؤتمر الثالث لمركز مسارات".

وعقب على ورقة شاهين جميل هلال، بقوله"السمة الابرز غياب المؤسسة الوطنية الجامعة الشاملة بما يترتب عليه من تحويل الشعب الى تجمعات معزولة عن بعضها فقدت الروابط التي كانت توحدها منظمة التحرير ويترتب عليه ايضا غياب قيادة وطنية موحدة والموجودة لا تمثل الا افرادها ، مطالبا باعادة بناء منظمة التحرير على اسس تمثيلية ديمقراطية جامعة قادرة على التوصل الى ميثاق وطني.

واعلن حسن يوسف، باسم حركة حماس ان تقبل حركته بنتائج اي انتخابات قادمة وحينها ستقبل بالمصالحة مشددا على ضرورة الابقاء على الهدف الاستراتيجي باقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة مع حق العودة على كامل التراب الفلسطيني.

ورفض كل الاطروحات الدبلوماسية والسلمية والتي وصفها بانها جميعها كانت تحرف بوصلة شعبنا النضالية عن مسيرتها، منوها الى ان القانون الدولي ينص على انه "لا يجوز الاعتراف بدولة اسرائيل الا اذا تم الاعتراف بدولة فلسطين والقدس عاصمتها".

وقال "يجب اعطاء التحرير اولوية فعلينا الان ان نتوحد فالمفاوضات قسمت شعبنا واعطت شرعية للاحتلال ونصلته من كل التزاماته، وبالتالي علينا انجاز المصالحة بعد اجراء الانتخابات لبناء استراتيجيات واحدة في مواجهة المشروع الصهيوني".

ولا يختلف د. نبيل شعث، مع ما يطرحه شاهين في ورقته منوها الى ان المسألة تتعلق بتوازن القوى وقال "نواجه عدوا صعبا جدا واستعمار استيطاني كولونيالي احلالي اقتلاعي يحظى بدعم امريكي كامل، ولا تفكر باقامة دولتين وترفض قيام دولة فلسطينية وتحاول تهجير اكبر عدد ممكن من ابناء شعبنا.

وحث على تطوير النضال الشعبي وتطوير ال مقاطعة الدولية الشاملة وطالب العالم بتدفيع اسرائيل الثمن لما ترتكبه بحق شعبنا . وقال"هذه المفاوضات فاشلة ويجب ان لا تتكرر وان تكررت يجب ان تكون مبنية على على مرجعية دولية".

بدوره قال خالد البطش، ليس علينا البحث عن حلول تعطي المحتل شرعية لاحتلاله ارضنا ، وهو مع ابقاء الصراع مفتوحا مع الاحتلال وقال"علينا ان نتجاوز خطاب حل الدولتين وان لا نتعاطى معه مطلقا، لكننا مع وضع افكار جديدة على قاعدة تحرير كل فلسطين".

من جهته شدد كايد الغول، على عدم الاستسلام لمظاهر التفكك داعيا الى ان تكون النقطة هي الخلاص الكامل من الاحتلال واقامة الدولة لتجسيد المشروع الوطني، واعتماد سياسة بديلة لما هو قائم تعمل للوصول الى الهدف وليس قطع الطريق عليه.

ويرى اهمية لنقاش الانقسام على الهوية منذ نشوء الاسلام السياسي في الوطن فالصراع بين هويتين اسلامية ووطنية، وبالرغم من اشارته الى عدم واقعية شعار حق تقرير المصير،  الا انه دعا الى عدم التفريط بهذا الحق.

بينما يرى رائف زريق، انه يمكن الحديث عن تغيير في ادوات التغيير وليس الاهداف والعمل الجاد لاحداث تغيير في موازين القوى ، معربا عن تأييده لمعظم ما جاء في ورقة روحانا.

واقع المفاوضات وآفاقها

وتناولت الجلسة الثالثة التي ترأسها إسماعيل الزابري: واقع المفاوضات وآفاقها، وتحدث فيها صائب عريقات عن  واقع المفاوضات وآفاقها، ودعا الاتحاد الاوروربي ان يبادر للاعلان عن تأييده التام لخطوة القيادة الفلسطينية بالانضمام للمنظمات والهيئات والمواثيق والمعاهدات الدولية لا سيما ان فلسطين تنتصر لحقها عبر المواثيق الدولية.

واكد ان القيادة على استعداد للامتناع عن الانضمام للمنظمات الدولية مقابل الافراج عن الاسرى، لكنه قال لا يوجد ما نخسره الا الخسارة نفسها حيث نتصدى لاستراتيجية نتنياهو المتمثلة في سلطة فلسطينية بدون سلطة، واحتلال بدون تكلفة، وابقاءقطاع غزة خارج الفضاء الفلسطيني. منوها بقوله لا نريد المواجهة مع احد ونحن لم نخالف أي اتفاق على الاطلاق.

وطالب عريقات حركة حماس بالبدء بتنفيذ اتفاق القاهرة والدوحة حيث يجب التوجه الى صناديق الاقتراع وليس لصناديق الرصاص، مؤكدا انه لا دولة فلسطينية بدون غزة ولا غزة بدون دولة فلسطينية.

المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية من حل "الدولتين" إلى "الشعب الواحد"،

بينما يرى د. أحمد جميل عزم: في عرضه التوصيات والخلاصات حول المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية من حل "الدولتين" إلى "الشعب الواحد"، أنه آن الأوان للعودة للتفكير في كل أطر ومفاهيم العملية التفاوضية، والمطالبة بمراجعة المفاهيم والأسس التي يقوم عليها كل "مشروع التسوية"، وهذا لا يتطلب إلغاء مشروع التسوية، وانما المطلوب مراجعة أسسه وقواعده وأدواته ومنطلقاته، وربما تكون المراجعة المطلوبة جذرية، وتبني منظومة دبلوماسية جديدة.

ويقول "إنّ حل الدولتين المتعثر، وعملية التفاوض المتطاولة، فرضت تراجعات وصاحبها خسائر متعددة، أضعفت الموقف التفاوضي، والموقف الاستراتيجي الفلسطيني. ويتطلب بناء استراتيجية وطنية فلسطينية، سواء أكانت المفاوضات جزءا منها أم لا، تعويض هذه الخسائر، بوسائل منها إعادة الاعتبار لوحدة الشعب الفلسطيني بكل فئاته وتجمعاته وأجياله، ربما بطرق مبتكرة، منها فكرة "الكونفدراليات"، وتفعيل خطط تدويل القضية الفلسطينية، لا رسميا في الأمم المتحدة وحسب، بل وضمن "مسار ثانٍ" للدبلوماسية الشعبية الفلسطينية العالمية، والانتقال من موقع الدفاع في قضايا مثل "الدولة اليهودية" إلى الهجوم، بشن حملات ضد هذه الأصولية السياسية الدينية. فضلا عن كل هذا فإن تجديد مرجعيات المفاوضات، والفرق المفاوضة، أمور حاسمة". 

المفاوضات: دروس وعبر

اما بسام الصالحي فركزت ورقة عمله على المفاوضات: دروس، قال فيها ندور في دائرة مفاوضات ازمة مفاوضات دون ان تؤدي الى اختراق يحول المسائل التي من اجلها نشات المفاوضات مشددا انه علينا كسر الازمة التفاوضية منوها الى اربع مسائل عانت نها المفاوضات منذ انطلاقتها تتمثل في استبعاد الآليات الدولية وخاصة الأمم المتحدة من التدخل في الصراع أو التدخل في العملية السلمية، وأخراج المفاوضات عن مرجعية قرارات الامم المتحدة، وثنائية التفاوض.

ودعا الصالحي الى انهاء المفاوضات وضرورة توقفها خاصة بعد وقف الافراج عن الاسرى  وان بدأت يجب ان تكون على اساس انهاء الاحتلال عن اراضي دولة عضو في الامم المتحدة واهمية التوقف عن الاستيطان وتغيير الرعاية للمفاوضات وسحب القضايا السابقة التي طرحت في المفاوضات اهمها تبادل الاراضي بالاضافة الى القدس وحتى قضية اللاجئين.

وعقب سميح حمودة، على الورقة بقوله ان الورقة اثارت قضايا عديدة ولا يختلف معها مؤكدا انها قد تكون مدخلا لتقييم عملية التفاوض لتحسين الوضع الفلسطيني في المفاوضات له شروط موضوعية منوها الى ان هناك مشكلة في الطرف الفلسطيني وقال نحن نقع في مأزق الحل الذي يطالب فيه الاسرائيليون من الفلسطينيين بالاستسلام الكامل. فيما دعا محسن أبو رمضان إلى وقف المفاوضات الثنائية.

 

المقاطعة عنصر ضروري في إستراتيجية النضال الوطني

وناقشت الجلسة الرابعة برئاسة لمى حوراني: المقاطعة عنصر ضروري في إستراتيجية النضال الوطني، وعرض فيها عمر البرغوثي: السياسات حول المقاطعة مؤكدا ان حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) عنصر ضروري في إستراتيجية النضال الفلسطيني المطلوبة من أجل نيل حقوقنا الشاملة.

يقول البرغوثي:" إن غالبية الأطر المنضوية في إطار اللجنة الوطنية للمقاطعة لم تترجم هذا التأييد إلى برامج واستراتيجيات تتبنى المقاطعة عملياً وفي الميدان، وهذا يفسر، جزئياً، عدم نجاحنا حتى الآن في نشر ثقافة المقاطعة شعبياً واعتبارها جزءاً أصيلاً من ثقافة مقاومة دولة الاحتلال والاستعمار والتطهير والأبارتهايد. إن نجاح المقاطعة مؤخراً في إحداث إختراقات نوعية وإرباك إسرائيل ومؤسساتها لا بد أن يشكل حافزاً إضافياً للتحول من التأييد اللفظي للمقاطعة والمشاركة الرمزية في أطرها واجتماعاتها إلى التطبيق العملي، كلّ في مجاله وإطار تأثيره".

ويؤكد إن المقاطعة BDS تشكل أحد أشكال النضال الفلسطيني الرئيسية وأهم أشكال التضامن العالمي مع نضالنا. لقد أثبتت حركة المقاطعة أتها قادرة على إيصال إسرائيل إلى عزلة دولية في كافة المجالات وهذا يتطلب مزيداً من تفعيل المقاطعة محلياً وعربياً ومناهضة حازمة للتطبيع بأشكاله. ولكن، في النهاية، لكي ننتصر، أصبح جلياً أننا بحاجة لاستراتيجية نضالية عصرية ولقيادة مبدئية وديمقراطية وثورية. لقد باتت اللحظة الجنوب أفريقية أقرب من أي وقت مضى.

واقع المقاطعة والتحديات التي تواجهها

مصطفى البرغوثي: فتحدث عن واقع المقاطعة والتحديات التي تواجهها وقال 21 سنة من المفاوضات محكومة بالفشل منوها الى ان حركة المقاطعة تهدف الى تغيير ميزان القوى وجعل تكلفة الاحتلال أكبر من مكاسبه، من خلال تفعيل عناصر الرئيسية: المتمثلة في المقاومة الشعبية الواسعة، المقاطعة، دعم الصمود الوطني بتغيير كل السياسيات الإقتصادية، وحدة مكونات الشعب.

وأكد أن الهدف من نشاط المقاطعة يتمثل في الحاق خسائر اقتصادية، معنوية واخلاقية باسرائيل بينما توفر المقاطعة لشعبنا اطار تنظيمي لممارسة كفاحية لإسناده في كل  اماكن تواجده

بينما تحدث رجا زعاترة: عن واقع المقاطعة والتحديات التي تواجهها في أراضي 48.أما عمر عساف، فانتقد المبالغة في تحقيق انجازات حركة المقاطعة، والمغالاة في التحدث عن القوى الاخلاقية وتعديل موازين ا لقوى لا يأتي سوى من الحركة الشعبية والحديث عن القوة الاخلاقية فالعالم ليس عالم اخلاق ولا يجب المراهنة على هذا الجانب.

أما حسام زملط فقال نعيش لحظة سياسية قاتلة فنريد خيارات ولا نريد مواقف ، فالسياسات العامة تزودنا بخيارات، مؤكدا أنه كان يجب التأثير على الحركة الوطنية وتغييرها من اجل الوصول للمقاطعة ، منتقدا التفصيل الضخم في التشخيص ولكنها تفتقد للتوصيات.

التعليقات