في اعقاب اقدام المحامي المقدسي أمجد الصفدي (٣٩ عامًا) بوضع حد لحياته، أمس الثلاثاء، أي اليوم المقرر لعقد جلسة للمحكمة التي رفضها احتجاجًا على اعتقاله التعسفي وكونه محاميا لا أكثر، وذلك بعد تعرضه للتعذيب الوحشي في السجون الاسرائيلية، قال أحمد الصفدي، شقيق امجد، لموقع عرب ٤٨: نحن على صبر، ورغم انشغالنا بتقبل العزاء، إلا أننا نتابع وسنقاضي المسؤولين والمتسببين في وفاة شقيقي أمجد، والذين قاموا بتعذيبه بشكل وحشي وسادي.
وأضاف أحمد ان شقيقه أمجد كان قد أعتقل مدة شهر ونصف الشهر وأطلق سراحه وأحيل بعدها للحبس المنزلي بتقييدات صارمة، وحقيقة أن أمجد كان يتحدث إلينا دون أن يبدو عليه شيئًا غير طبيعي، لكن كان باديًا عليه أنه يخفي بداخله حزنًا عميقًا، إلى أن علمنا أمس أنه وضع حداً لحياته، وفي يوم الجلسة المقررة لتقديمه للمحكمة، والتي كان يجلب اليها بالقوة بعد جولات تعذيب قاسية، إلا إنه قرر أمس الثلاثاء مقاطعة هذه المحكمة على طريقته.
وتابع أحمد: حاولنا، أمس الثلاثاء، استصدار امر محكمة استثنائي بتاجيل الجلسة وإحالته للعلاج، إلا أنه استبق ذلك ليقاطع المحكمة بطريقته.
واضاف: نحن نتابع هذه الجريمة وسنقاضي المسؤولين ولدينا شهود اثنين على الأقل، واحد منهم خارج السجن وآخر من داخل السجن، فقد شاهدا وحشية تعذيب أمجد بالصعقات الكهربائية على رأسه وعلى جسده لإجباره على حضور جلسات المحاكم التي كان يرفضها لكونه محام فقط، ولا علاقة له بقضايا أمنية ولا جنائية. نحن نوثق وسنوثق المعطيات بما فيها الشهادات.
جماهير غفيرة شيعته من الأقصى اإى مثواه الأخير
وكانت جماهير غفيرة قد شيعت، بعد صلاة عصر أمس الثلاثاء، جثمان أمجد حسين الصفدي من المسجد الأقصى، مرورا بأزقة البلدة القديمة حتى وصل مقبرة باب الساهرة حيث ووري جثمانه الثرى هناك.
وشارك في تشييع الجثمان عدد كبير من الشخصيات والفعاليات الوطنية والاسلامية وأهالي القدس وأسرى محررين، فيما كانوا يرفعون صور الصفدي والأعلام الفلسطينية.
وقال مدير نادي الأسير في القدس، ناصر قوس، إن أمجد خطف واعتقل وعذب دون ذنب، وحمل مسؤولية وفاة المحامي أمجد للاحتلال بسبب تعرضه للتعذيب النفسي والجسدي والضرب من خلال السجانين بالصاعق الكهربائي، وعزله بزنزانة إنفرادية فيها كاميرات مراقبة، ورفض طبيب السجن إعطائه العلاج المناسب.
وأوضح قوس، أن المحامي أمجد تم خطفه بتاريخ ٦\٣\٢٠١٤ من أمام سجن هداريم فيما كان بزيارة للأسرى، ثم تم توقيفه في معتقل المسكوبية وهناك تعرض لصعقات كهربائية ولضرب مبرح من قبل الاحتلال، وكان معزولا في غرفة إنفرادية مزودة بكاميرات مراقبة لمدة 24 ساعة .
وقال: "نحن نحمل الاحتلال مسؤولية الشهيد أمجد الصفدي، فكل انسان بالقدس هو مستهدف، والمسجد الأقصى مستهدف والنساء والأطفال والمحامون مستهدفون".
وأضاف: "أمجد تعرض لضغط نفسي قوي ، وقد زرناه لدى الافراج عنه بعد توقيف إستمر شهر ونصف، يوم الخميس الماضي قبل 5 أيام وكان وضعه الصحي سيئا للغاية، بسبب سحب رخصة المحاماة منه ودفع كفالة عالية بقيمة 20 ألف شيكل، وفرض الحبس المنزلي عليه حتى إنتهاء محاكمته، وكان من المقرر عقد جلسة له اليوم (أمس الثلاثاء) بالمحكمة قبل نصف ساعة من وفاته".
ولفت قوس أن الاحتلال الاسرائيلي بدأ يستخدم أسلوب جديد ضد الأسرى خلال التحقيق معهم، وهو التعذيب بإستخدام الصاعق الكهربائي، وقد أستخدم هذا الأسلوب حيال الطفل رشيد الرشق .
وطالب قوس بمحاسبة الاحتلال على جرائمه التي يقوم فيها في مدينة القدس، وناشد العالم العربي والاسلامي أن يقف لجانب القدس وأهلها، كما طالب إتحاد المحامين العالميين والعرب أن يرفعوا دعوى من أجل إحقاق حق المحامي أمجد الذي سلب منه واستشهد على أثره.
عائلة الصفدي: جريمة قتل يجب أن يدفع مرتكبوها الثمن
وأكد نمر الصفدي في كلمة العائلة أن خبر استشهاد المحامي أمجد الصفدي بمثابة الفاجعه للعائلة، وقال "عائلة الصفدي وأبناء القدس والمشيعون، كلنا نحمل الاحتلال الاسرائيلي بكل أذرعه، الشرطة والمخابرات والمحاكم والقضاة مسؤولية قتله وسنلاحق القضية ونتابعها محليا وعربيا ودوليا، حتى يتم محاكمة الجناة والقتلة وأخذ العبر من هذه الجريمة البشعة.
وأظهر نمر الصفدي في المؤتمر صورة لجسد المحامي أمجد الصفدي، بينما كان في الثلاجة بمستشفى المقاصد تبين وجود علامة بساقه بسبب ضربه بصاعق الكهرباء.
وفي كلمة للقوى الوطنية قال الدكتور محمد جاد الله: "القوى الوطنية بالقدس تنعى وتعزي ذوي الشهيد أمجد الصفدي، وتعزي نفسها وتعتبره شهيدا مناضلا كبقية الشهداء". وأضاف: "نحن أمام جريمة قتل واضحة كعديد الجرائم التي ترتكب يوميا بمدينة القدس وباقي الأراضي الفلسطينية، إسرائيل ترتكب جرائم حرب وقتل".
وأضاف: "إن ما حدث اليوم هو قتل أرتكب بسبب الظروف الصعبة والتعذيب، والوضع الذي وضع فيه الشهيد كما كافة المناضلين الآخرين ظروف قاهرة وقاسية ، وأمجد ضحية هذا الاستبداد والقتل والقهر".
وطالب المحامين والمؤسسات الحقوقية الدولية بالوقوف على هذا الحدث بوضع إسرائيل في محكمة الجنايات الدولية، مؤكدا أن إسرائيل ترتكب جرائم حرب وقتل مباشر وعن طريق القهر والاجراءات والقوانين.
التعليقات