عميد فلسطيني سابق لـ عــ48ـرب: بيانات المنظمة كاذبة ويجب محاسبة ياسر عبد ربه

"إذا بقي الوضع شبيها بما قبل الحرب على غزة ستكون الكارثة أكبر، ولا بد من تغيير النظام السياسي برمته، وما حصل في غزة يجب أن يكون نقطة فاصلة باتجاه تغيير هذا النظام وإسقاط أدواته"

عميد فلسطيني سابق لـ عــ48ـرب: بيانات المنظمة كاذبة ويجب محاسبة ياسر عبد ربه

انحصر الحراك الشعبي في الضفة الغربية في الأيام الأخيرة بحملات الإغاثة والتبرعات لقطاع غزة الذي أعلنه الرئيس الفلسطيني "منطقة كارثة إنسانية"، وأعلنته سلطة المياه في قطاع غزة "منطقة كارثة مائية وبيئية"، وانصب الحراك ميدانيا وثقافيا تجاه تحريك حملات الإغاثة الإنسانية بعيدا عن الفعل النضالي، والصدام اليومي على الحواجز الذي شهدته الضفة الغربية بمدنها المصنفة بمناطق "A " حسب الاتفاق الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل ليدخل الفعل التنظيمي والفصائلي برمته في الاتجاه الإنساني مسقطا من أجندته البعد المقاوم، علما أن هناك من الفلسطينيين من ذهب إلى تحليل بيانات منظمة التحرير الفلسطينية التي تلاها أمين سرها ياسرعبد ربه على أنها نوع من التغيير في مواقف السلطة تجاه المقاومة والتنسيق الأمني، فلماذا تراجعت الضفة الغربية؟ ولماذا تحول الحراك فقط إلى المناطق المصنفة "C" الواقعة تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية؟ ولماذا انصب هذا الحراك الميداني والثقافي صوب التبرعات والتصريحات الإعلامية فقط؟

العميد السابق في السلطة الفلسطينية يوسف شرقاوي قال إنه لا يعتقد أن بيانات المنظمة تحمل أي تغيير، وحتى لو أطلقت هذه البيانات بدون إلغاء الشق الأمني من اتفاقية أوسلو يظل الأمر ملتبسا.

وقال شرقاوي لموقع عــ48ـرب إن "هناك موقف رئيس السلطة الذي لابديل عنده إلا المفاوضات، وهو نفسه قبل أيام كان يقول إنه هو من كان وراء الورقة المصرية لوقف إطلاق النار، وكان يلمح إلى أن المقاومة تجارة دم، كذلك بمجرد أن يتلو ياسر عبد ربه المكروه شعبيا، بيان اللجنة التنفيذية لـ م. ت. ف هنا التباس آخر".

وأكد شرقاوي أن الاتجاه نحو حملات الإغاثة والتبرعات هو بمثابة الهروب من العجز، وهو مؤشر خطير على أن التنظيمات فقدت ثقة المواطن، لذلك لم نشهد فعالية بحجم الدم النازف في غزة.

ووصف الوضع الفلسطيني في الضفة الغربية بالكارثة، وقال إنه إذا بقي الوضع شبيها بما قبل الحرب على غزة ستكون الكارثة أكبر، ولا بد من تغيير النظام السياسي برمته، وما حصل في غزة يجب أن يكون نقطة فاصلة باتجاه تغيير هذا النظام وإسقاط أدواته.

وقال شرقاوي إن "نظام القمع في الضفة الغربية لا يختلف مطلقا عن أنظمة القمع في الدول العربية، والنظام الفلسطيني جند 6000 مندوب للعمل ضد شعبه"هذه مشكلة تطرح تساؤلا: لماذا جندتهم؟".

ودعا إلى محاسبة أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عبد ربه، مشيرا إلى أنه كذب على الشعب الفلسطيني ببيانين كاذبين، واصفا هذه البيانات بتجارة الدم.

وتساءل شرقاوي: "هل يعقل أن الأخ أبو مازن لا يقرأ نبض الشارع، وبأن عبد ربه مكروه، وغير مصدق، أم ان الحكام العرب جميعهم يريدون قهر شعوبهم بأشخاص مكروهين".

وقال إن قيادة فتح عاجزة عن صياغة معادلة ذهبية في فلسطين "ضفة، قطاع، 48 " و" شعب سلطة مقاومة" طبعا بعد وقف التنسيق الأمني وتحريمه، والخلاص من الرموز غير المرغوبة شعبيا.

وأضاف الشرقاوي أن بيانات المنظمة وحرب التصريحات التي تلتها من قيادات في المنظمة ومن الفصائل عن إطلاق يدي الشارع هي مؤقتة، وهي ركوب لموجة انتصار المقاومة، أي أن للانتصار ألف أب والهزيمة يتيمة.

وردا على سؤال عــ48ـرب عن أسباب التحول في مواقفه من عميد في الأمن الوطني الفلسطيني إلى معارض لسياسات السلطة، قال شرقاوي: كل الشعب الفلسطيني له تاريخه النضالي، لكننا تربينا على البصم ولم نترب ثوريا، فقد بصمنا لياسر عرفات ولمحمود عباس، وقد نبصم في يوم من الأيام لماجد فرج أو لعزام الأحمد الذي قال قبل فترة ليست بالبعيدة: أنا أتحدى.. لا يوجد مقاومة في فلسطين".

وأضاف: "نعم إن حركة فتح أكبر التنظيمات، ولكن إذا بقيت بذات العقلية ونفس التفكير: أنا القائد وأنا المنظمة وأنا التنظيم وأنا الحركة، ستخسر نفسها وقاعدتها". ودعا فتح إلى التخلي عن الشمولية في التفكير والممارسة، وإلى الوقوف وقفة تأمل طويلة، والتفكير بما فرضته المقاومة على الأجندة الفلسطينية.

واختتم شرقاوي بالتشديد على أن أي انتقاص من شروط المقاومة هو أمر معيب، وما نراه هو أن إسرائيل تركز في استهدافها على قتل الأطفال لضرب المقاومة شعبيا، ومصر ترغب في كسر المقاومة لخلافها مع حماس بحجة دعم شرعيتها وأمنها، وللأسف إسرائيل والنظام العربي واحد، وما لم تفعله إسرائيل يفعله النظام العربي، بل يتجاوز إسرائيل في عمله لكسر المقاومة ونزع سلاحها".

التعليقات