كيف اغتيل القواسمي وأبو عيشة؟

تشير التقارير الإعلامية التي تناقلتها الصحف الإسرائيلية إلى تناقض في تفاصيل العملية ويشي هذا التناقض بوجود قرار مسبق بإعدامهما وليس اعتقالهما خاصة وأن التقارير تشير إلى أن معلومات استخبارية دقيقة ونوعية وصلت إلى الشاباك

كيف اغتيل القواسمي وأبو عيشة؟

تشير التقارير الإعلامية التي تناقلتها الصحف الإسرائيلية إلى تناقض في تفاصيل عملية اغتيال عمار أبو عيشة ومروان القواسمي، اللذين ينسب لهما اختطاف وقتل المستوطنين الثلاثة في حزيران (يونيو) الماضي. ويشي هذا التناقض بوجود قرار مسبق بإعدامهما وليس اعتقالهما، خاصة وأن التقارير تشير إلى أن معلومات استخبارية دقيقة ونوعية وصلت إلى الشاباك.

كتبت "يديعوت أحرونوت" اليوم، الأربعاء، أنه بعد شهر من تنفيذ عملية اختطاف المستوطنين الثلاثة، فإن قوات الاحتلال اعتقلت المخطط حسام قواسمي الذي كان مختبئا في منزل في عناتا، بيد أن اعتقاله لم يقد أجهزة الأمن إلى "المطلوبين".

وتابعت الصحيفة أن تطورا حصل قبل عدة أيام، حيث وصلت معلومات استخبارية إلى الشاباك، مفادها أن غسان قواسمي، وهو قريب قرابة بعيدة لعائلة مروان، هو الذي يقوم بإيواء أبو عيشة والقواسمي في بيته.

وكتبت الصحيفة أنه على ما يبدو فإن اختيار غسان كان موفقا من قبل المطلوبين حيث أنه لم يكن له أي دور في أي عملية، ولم يكن مطلوبا لأجهزة أمن الاحتلال، وتمكن خلال 50 يوما من إخفاء المطلوبين في قبو يقع أسفل منجرة، لا يزيد طوله عن 6 أمتار بعرض متر واحد فقط، واهتم بتوفير الماء والغذاء لهما.

وبحسب الصحيفة فإن الشاباك تمكن من اعتقال غسان، الاثنين، وباشر حملة استهداف المطلوبين قبيل فجر أمس الثلاثاء. وقاد الحملة ما تسمى بـ"الوحدة الخاصة لمكافحة الإرهاب" بمشاركة وحدة المستعربين "دوفدوفان. ووصلت قوات الاحتلال إلى المنجرة في الساعة الواحدة بعد منتصف ليل الثلاثاء.

وأضافت الصحيفة أن المعلومات الاستخبارية التي وصلت الشاباك كانت تفيد بأن المطلوبين مسلحان، وأنهما لا ينويان تسليم نفسيهما بدون قتال. واستمر تبادل إطلاق النار حتى الساعة السادسة صباحا، حيث أقدمت جرافات الاحتلال على هدم جدار المبنى وفتحوا ثغرة في أرضيته، ثم أطلقوا النار من مسافة قصيرة، فسقط أبو عيشة شهيدا، تلاه القواسمي.

في المقابل، فقد كتبت صحيفة "معاريف"، اليوم، أن الشاباك حصل على معلومات استخبارية بشأن مكان اختباء المطلوبين، وعندها حاصرت قوات الاحتلال المنزل في الخليل. وأضافت أنه جرى بداية حوار معهما، ويبدو أنهما كانا ينويان تسليم نفسيهما، إلا أنهما ما لبثا أن بادرا إلى إطلاق النار. بحسب الصحيفة.

وتابعت الصحيفة أنه وقع تبادل لإطلاق النار بين الطرفين، ما أدى إلى مقتلهما، وأن جيش الاحتلال قام بعد ذلك بهدم المنزل.

ونقلت الصحيفة عن الضابط الإسرائيلي أمير فريدمان، الذي قاد الحملة، أن الجيش حصل على معلومات مساء الاثنين، وباشر الاستعدادات العملانية، وأن الشاباك قدم معلومات معدة جيدا ونوعية ودقيقة للغاية.

وقال قائد كتيبة "أيوش" (الضفة الغربية)، تمير يدعي، إنه بعد محاصرة المنزل خرج الاثنان في مرحلة معينة من القبو وأطلقا النار، وعندها رد الجيش بإطلاق النار فقتل أحدهما، وأصيب الثاني وسقط في القبو، وعندها فتحت جرافات الاحتلال ثغرة في الجدار، وأجهزت عليه.

وقالت الصحيفة إن التقديرات تشير إلى أن "المطلوبين" مكثا في هذا المنزل مدة شهر أو شهرين، وأن شخصا واحدا فقط كان يعلم بمكانهما، وأنهما كانا مسلحين ببنادق "أم 16" و"كلاشينكوف" ومسدسات، وأنه بعد فتح ثغرة في الجدار للوصول إلى القبو ألقت قوات الاحتلال قنابل وعبوات ناسفة فيه.

التعليقات