ردود فعل غاضبة ورافضة لتصريحات مفتي نابلس

همّت زعبي: أخطر ما في تصريحات المفتي استعماله حدث جنائي يحدث يومياً في مجتمعنا ليسطّر فيه حدودا تساهم في وضع الحواجز الاجتماعية والسياسية بين الفلسطينيين أبناء الشعب الواحد

ردود فعل غاضبة ورافضة لتصريحات مفتي نابلس

 أثار تصريح مفتي مدينة نابلس، المفتي الشيخ أحمد شوباش، غضب الكثيرين من كلا جانبيّ الخط الأخضر، واعتبروه تصريحاً يمثّل المفتي ذاته، ولا يمثّل أهالي نابلس والأراضي الخاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية لكل لما فيه من تقسيم للشعب الفلسطيني بحسب مناطق جغرافية وألوان بطاقات فرضها الاحتلال على أبناء الشعب الواحد.

وكان المفتي قد صرّح في صفحته في "الفيسبوك"، وكتب أنه يقترح "إعادة النظر في دخول حملة البطاقة الشخصية الزرقاء إلى المحافظات الفلسطينية، وتقييد الدخول لما له من آثار سلبية على أخلاق مجتمعنا وأمواله وأبنائه وأعراضه، وأخيراً أدت إلى القتل والإستقواء والاستغوال بهم على أبنائنا، مع الاحترام الكامل لكل مواطن شريف منهم".

وصرّح المفتي تصريحه هذا بعد حادثة قتل حصلت في مدينة نابلس، وكان الجناة من حملة البطاقة الزرقاء، ولاذوا بالفرار إلى الداخل. وعلى الرغم من حادثة القتل، إلّا أنها حادثة تحصل في كل بقعة من فلسطين ولا علاقة لها ببطاقة الجناة أو المنطقة الجغرافية القادمين منها.

أكرم الرجوب: "بصفتي محافظ مدينة نابلس لا ولن أسمح يتعكير صفو العلاقة مع أهلنا في الأراضي المحتلة عام 1948"

وقال محافظ نابلس، أكرم الرجوب، لـ"عرب 48"، إنه "ضد أي موقف لا يعبّر عن وحدة الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، وأنا بصفتي محافظ مدينة نابلس لا ولن أسمح يتعكير صفو العلاقة مع أهلنا في الأراضي المحتلة عام 1948".

وفي تعقيبه قال المحافظ إنه التقى بالمفتي شوباش الذي قال إن حديثه فسّر بطريقة خاطئة، وتابع المحافظ: "لقد ناقشت معه ما ورد من أقوال، وقال لي إن أقواله جاءت على إثر مقتل شاب من قرية التل قضاء نابلس، والقاتل يحمل بطاقة شخصية زرقاء ويسكن في مخيم بلاطة".

وأضاف رجوب أن المفتي أبلغه بأن ما قصده كان حالة الاستقواء من قبل بعض حملة البطاقة الزرقاء، واعتبر الرجوب المفتي شوباش من الشخصيات المعتدلة ولا يحمل أي نزعات متطرفة أو عنصرية، وأن أقواله لا تحمل أي بعداً سياسياً.

همّت زعبي: "تصريحات المفتي تساهم في وصم فئة كاملة من الشعب الفلسطيني بالعنف والجريمة والتهرّب من المسؤولية"

وعقّبت الباحثة همّت زعبي من مدينة الناصرة على تصريح المفتي، وقالت لـ"عرب 48"، إن "أخطر ما في تصريح مفتي نابلس بخصوص منع دخول حملة البطاقات الشخصية الزرقاء من مواطني الأراضي المحتلة عام 1948، هو استعماله حدث جنائي يحدث، وللأسف يومياً في مجتمعنا الفلسطيني، ليسطّر فيه حدودا تساهم في وضع الحواجز الاجتماعية والسياسية بين الفلسطينيين أبناء الشعب الواحد".

وأضافت زعبي، إن "تصريحات المفتي تساهم في وصم فئة كاملة من الشعب الفلسطيني بالعنف والجريمة والتهرّب من المسؤولية، والأجدى بالجهات المسؤولة في المناطق الخاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية وتسري عليها اتفاقيات أوسلو، أن تتعامل مع التحديات والمعيقات التي أفرزتها هذه الإتفاقية مقابل المؤسسات الإسرائيلية، بدلاً من أن تقوم باستعمال خطاب التفرقة التي تساهم إسرائيل في تعزيزه في كل فرصة تسنح لها".

وتطرّقت زعبي إلى تصريح المفتي بأن ما قاله لا يعتبر فتوى، إنما تعبيراً عن قلقه كمواطن، وقالت إن "المفتي قد أخطأ مرة أخرى هنا، إذ لا يمكن تجاهل منصبه وتأثيره وتصريحاته على وعي الكثيرين من أبناء الشعب الفلسطيني عامة، وأهالي نابلس خاصة، وإسقاطاته على علاقة الفلسطينيين من الضفة الغربية ومناطق الـ48 بحسب توصيفه".

واختتمت حديثها بالقول: "طبعاً كل هذا لا يعني أنه يتوجب إدانة الجريمة والعمل على محاسبة الجناة بلا علاقة بلون البطاقة التي يحملونها".

محمود حريبات: "أي تحديد أو تقييد لفلسطيني وأي فتوى تساعد وتخدم الاحتلال مرفوضة، فلا ينقصنا تقسيم جديد"

وعقّب الصحافي والناشط محمود حريبات، على تصريح المفتي وقال لـ"عرب 48"، إن "أي تحديد أو تقييد لفلسطيني وأي فتوى تساعد وتخدم الإحتلال مرفوضة، فلا ينقصنا تقسيم جديد يضاف إلى أرشيف سايس بيكو ويساعد على تجزأة الشعب الفلسطيني أكثر".

وتابع: "تصريح المفتي مرفوض، إلّا أن هنالك بعض التصرّفات من قبل قلة قليلة من أبناء شعبنا الفلسطيني في الأراضي المحتلة عام 1948 تسيء إلى الشعب الفلسطيني ككل، وبحسب اتفاقيات أوسلو، لا تستطيع أجهزة السلطة الفلسطينية معاقبتهم أو إيقافهم وبالتالي هناك قلة منهم يستغلون هذا الأمر، ويقومون بالعديد من المخالفات حتى حادثة القتل الأخيرة في نابلس، وهذا طبعاً لا يبرّر ما قاله المفتي".

وأضاف حريبات، إن "تصرّفات هذه القلة نعم تتطلّب أن تكون هناك ضوابط، ولكن طبعاً ليست الضوابط التي يتحدّث عنها المفتي فمن غير المعقول أن يكون تقييد على شريحة من أبناء الشعب الفلسطيني بسبب حوادث تحصل في أي مكان، هذه الفتاوي يستفيد منها الاحتلال في تقسيم الشعب الفلسطيني".

حازم أبو هلال: "تصريحات المفتي تخدم سياسة الإحتلال التي نقوم بمحاربتها"

وقال الناشط السياسي، حازم أبو هلال، لـ"عرب 48" إن "تصريحات المفتي لا تمثّل إلّا ذاته، كما أن تصرّف قلة قليلة من أبناء شعبنا في الأراضي المحتلة بصورة غير أخلاقية لا يمثّل إلّا ذاتهم".

وأضاف أبو هلال: "تصريحات المفتي تخدم سياسة الإحتلال التي نقوم بمحاربتها، والتي تهدف إلى تفرقتنا وتشتيتنا أكثر فأكثر، الجريمة هي جريمة قام بها أي شخص ومن الممكن أن تحصل، مع الأسف، في كل مكان آخر، ولا علاقة للمنطقة الجغرافية التي قدم منها الجاني".

التعليقات