الفلسطينيون: لا أمل في الأفق من انتخابات الكنيست

من المحتمل أن تواصل القيادة الفلسطينية خطوات الانضمام إلى معاهدات دولية من أجل تحقيق استقلال بحكم الواقع وبضمن ذلك تقديم اتهامات ضد الاحتلال الإسرائيلي إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي

الفلسطينيون: لا أمل في الأفق من انتخابات الكنيست

صورة من أ.ف.ب.

مع استعداد الإسرائيليين لانتخابات الكنيست، الأسبوع المقبل، وتشكيل حكومة جديدة، يبدو أن وجهات النظر السائدة بين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة لا تنطوي على شعور بالأمل.

فالصراع الذي مضى عليه عقود لا يكاد يلقى اهتماما في الحملة الانتخابية الأمر الذي يجعل الفلسطينيين يشعرون أنه سواء فاز رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو بولاية رابعة في منصبه أو انتزعت المعارضة النصر فليس من المحتمل أن يتغيَّر شيء.

وانهارت محادثات السلام في نيسان/أبريل عام 2014 بعد تسعة أشهر من المفاوضات التي قادتها الولايات المتحدة ووصلت إلى طريق مسدود بسبب تعنت إسرائيل وباعتراف أميركي.

وقال طلال عوكل المحلل السياسي ومقره غزة إن "حل الدولتين لم يعد موجودا على الطاولة."

وأضاف أن "إسرائيل تتجه إلى عزل ومصادرة مدينة القدس." مع استمرار الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة وفرض مصر رقابة صارمة على حركة الناس والسلع مع القطاع.

وقال عوكل إنه في الضفة الغربية شدد الجيش قبضته، واستشهد بالمناورات التي أجريت في الآونة الأخيرة وشارك فيها 13 ألف جندي إسرائيلي ومع هيمنة القضايا الاقتصادية والاجتماعية على أجندة الانتخابات، تبدو الاحتمالات ضئيلة في أن يغير نتنياهو أو منافسه الرئيسي يتسحاق هرتسوغ رئيس قائمة "المعسكر الصهيوني" محور تركيزه إلى السلام والفلسطينيين.

والأهم من ذلك أن سياسة بناء المستوطنات في الأراضي المحتلة من غير المحتمل أن تتغير بعد الانتخابات، فنتنياهو وحلفاؤه يحبذون مزيدا من التوسع و"المعسكر الصهيوني" يؤيد بناء مزيد من المنازل في التجمعات الاستيطانية القائمة وذلك على الرغم من الانتقادات الشديدة من جانب الولايات المتحدة وأوروبا.

وقال حسين عبد الله البالغ من العمر 85 عاما وهو يركب عربة يجرها حمار ويحيط به خمسة من أحفاده "الذئب الأبيض مثل الذئب الأسود كلاهما صياد غادر."

وشهد عبد الله كل الانتخابات في تاريخ إسرائيل وقال إنه لم ير اختلافا حقيقيا بين "اليسار" واليمين في ذك الوقت على الرغم من الحديث المتكرر عن السلام.

وقال "لا يوجد لا حَمام ولا حِمْلان في ذلك القطيع."

وفي معرض تعبيره عن وجهات نظره بشأن الانتخابات الأسبوع الماضي نأى الرئيس الفلسطيني محمود عباس بنفسه عن توجيه انتقادات قائلا إنه مستعد للعمل مع من يفوز وشجع المواطنين العرب في إسرائيل على مساندة القائمة العربية المشتركة.

وقال عباس في اجتماع للمجلس المركزي الفلسطيني في الضفة الغربية "أقول بمنتهى الوضوح والصراحة ...من جاء على رأس السلطة باسم الشعب الإسرائيلي نعتبره شريكا ونتفاوض معه أيا كان الرجل وسياسات هذا الرجل لا نتدخل بها إطلاقا."

ولكن عباس يمثل نصف المعادلة فحسب. فما زال لحركة المقاومة الإسلامية حماس هيمنة في غزة وتحظى بالتأييد في الضفة الغربية أيضا.

وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس "حماس لا تبالي فيما يتعلق بالانتخابات الإسرائيلية. فعلى الرغم من الاختلافات بين الأحزاب (الإسرائيلية) فإنهم متحدون في حرمان الفلسطينيين حقوقهم ومساندة العدوان على شعبنا."

ويقول محللون فلسطينيون إنه مع ميل الكثير من الناخبين الإسرائيليين نحو اليمين وتفضيلهم سياسة أمنية قوية حين يتعلق الأمر بالضفة الغربية وغزة فإنه من السذاجة توقع أي تغير في الملابسات والظروف.

وقال هاني المصري - وهو محلل سياسي مقره في الضفلة الغربية - إن "الرهان الفلسطيني يجب ان يكون على تقوية الوضع الداخلي الفلسطيني إن لم نساعد أنفسنا فلن يساعدنا أحد لا في إسرائيل ولا في أمريكا."

وبدلا من ذلك من المحتمل أن تواصل القيادة الفلسطينية خطوات الانضمام إلى معاهدات دولية من أجل تحقيق استقلال بحكم الواقع وبضمن ذلك تقديم اتهامات ضد الاحتلال الإسرائيلي إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.

التعليقات