أحمد شراكة: ثائر رحل في سن الـ13

لم يكن الطفل أحمد شراكة (13عاما) من مخيم الجلزون للاجئين الفلسطينيين، قرب رام الله، يعرف الهدوء، فقد كان كثير الحركة والتنقل، ويشارك بقوة وعنفوان، في المسيرات، والمظاهرات المناوئة للاحتلال الإسرائيلي، بحسب عائلته.

أحمد شراكة: ثائر رحل في سن الـ13

جنازة أحمد شراكة (أ.ف.ب)

لم يكن الطفل أحمد شراكة (13عاما) من مخيم الجلزون للاجئين الفلسطينيين، قرب رام الله، يعرف الهدوء، فقد كان كثير الحركة والتنقل، ويشارك بقوة وعنفوان، في المسيرات، والمظاهرات المناوئة للاحتلال الإسرائيلي، بحسب عائلته.

'شراكة'، قتل أمس الأحد في مواجهات، اندلعت على مدخل مدينة رام الله الشمالي، وسط الضفة الغربية، إثر إصابته برصاص حي في الرقبة، أطلقها جندي إسرائيلي، بحسب مصدر طبي فلسطيني، وشهود عيان.

ومنذ الأول من الشهر الجاري، تشهد الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وقطاع غزة، مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات إسرائيلية، أسفرت عن مقتل 25 فلسطينياً، وإصابة مئات آخرين.

واندلعت المواجهات بسبب اقتحامات المستوطنين المتكررة لساحات المسجد الأقصى، تحت حراسة الشرطة الإسرائيلية.

ويقول عبد الله شراكة (42عاما)، والد الطفل، لوكالة الأناضول للأنباء: 'كان أحمد يهرب من البيت دون علمنا للمشاركة في المواجهات مع الجيش الإسرائيلي'.

ويضيف: 'لم يسمع لنصيحة أحد، كنا نعيده للمنزل من باب خوفنا عليه، لكنه يعود من جديد للمواجهات، ويرشق الدوريات العسكرية بالحجارة'.

وأردف قائلا: 'كنت خائفا عليه، لأن أخي (عم أحمد) قتل برصاص الجيش الإسرائيلي عام 2000، وكنت أخشى أن أفقده كما فقدت شقيقي، لكنه لم يكن يستمع لحديثي'.

ويستدرك قائلا: 'كان يرى الأحداث على التلفاز، فتثور الحمية في نفسه، وكان يترك المدرسة ويذهب للمواجهات (...) الله يرحمه'. وأحمد هو الابن الخامس لأبويه، وله شقيق ذكر واحد، وثلاث إناث.

أما هدى شراكة (39عاما)، والدة الطفل، فقالت بينما كانت تقلب بين يديها صورا له: 'قلت له مائة مرة لا تذهب للمواجهات، لكنه لم يكن يستمع'. لكنها تضيف مستدركة: 'أحمد ليس أفضل من غيره، هو كغيره من الشهداء (...) أسأل الله أن يتقبله معهم'.

وتواصل السيدة حديثها في بيت جد الطفل، في مخيم الجلزون إلى الشمال من رام الله: 'اليوم أخبروني أن أحمد كان قد أصيب برصاص مطاطي قبل أيام، لكنه لم يخبرني بذلك، كي لا أمنعه من الخروج، كان كل يوم يخرج ويشارك في المواجهات'. وتقول: 'كان يقول: أريد أن أكون شهيدا، ها هو نالها'.

وبحسب الأم، فقد كان أحمد طفلا محبوبا في بيته وبين أصدقائه وبين أبناء المخيم، يساعد الجيران، وكثير الحركة.

وكان وقع رحيل أحمد، قويا على شقيقته التوأم 'حنين'، التي قالت لوكالة الأناضول: 'قلت له لا تذهب للمواجهات .. تركني وذهب، لم يستمع لي'.

وتضيف: 'كان توأمي في كل شيء، كنا نذهب إلى المدرسة معا، ندرس معا، ونلهو معا، لم يكن يتركني، اليوم فقدته'.

وأمام منزل عائلته، وسط مخيم الجلزون يستعد مئات الفلسطينيين لتشيع جثمانه إلى مثواه الأخير، يحمل رفاقه في المدرسة وأصدقائه صورا له، منها صورة كانت التقطتها عدسات المصورين الصحفيين، وهو يرشق الحجارة في مواجهات سابقة.

يقول شقيقه الأكبر عدي: 'ذهب أحمد، هو أخي الذكر الوحيد، كان صديقي وزميلي وأخي، كنا نلعب معا (...) اليوم افتقده بلا رجعة'.

التعليقات