اختتام اليوم الثاني من مؤتمر "دور فلسطينيي الداخل في المشروع الوطني"

اختتم مؤتمر دور فلسطينيي 48 في المشروع الوطني الفلسطيني، في جامعة بير زيت، مساء اليوم الأحد، مجمل محاوره التي شارك بها نخبة من الأكاديميين والباحثين على مدار يومين، حيث ستعقد الجلسة الأخيرة يوم غد الاثنين في مدينة الناصرة...

اختتام اليوم الثاني من مؤتمر "دور فلسطينيي الداخل في المشروع الوطني"

صورة من المؤتمر

اختتم مؤتمر دور فلسطينيي 48 في المشروع الوطني الفلسطيني، في جامعة بير زيت، مساء اليوم الأحد، مجمل محاوره التي شارك بها نخبة من الأكاديميين والباحثين على مدار يومين، حيث ستعقد الجلسة الأخيرة يوم غد الاثنين في مدينة الناصرة.

وشارك في الجلسة الأولى برفسور مروان دويري، ود. تغريد يحيى يونس، بالإضافة إلى د. أيمن اغبارية، وتمحورت المداخلات في الجلسة حول المعوّقات الداخلية لتعزيز دور عرب 48 في المشروع الوطني.

بروفيسور دويري: نحن لسنا ضحية عاجزة وضعفاء

وركّز بروفيسور دويري، في مداخلته على المعوقات النفسية والتربوية الاجتماعية التاريخية، وشدد على ثنائية النظرة للأمور وإصدار الأحكام بمنطق الأبيض والأسود. وقال إنه 'ليس بالضرورة أن يكون هذا الطرف شرير بالمطلق أو خيّر بالمطلق وأن هناك معوقات في طرق التفكير وفي كيف نفهم ونفكر، وهذا ينحسب على الفرد والحزب والمجتمع، ويحدّد السيرورة بيننا وبين الآخر، والنظرة إلى أنفسنا ونحن لسنا ضحية عاجزة وضعفاء'.

وأضاف دويري أنه 'نحن لسنا ضحية عاجزة، وإذا صدقنا هذا الأمر فلن نخرج من مأزقنا، بالإضافة إلى غياب المسؤولية الذاتية واعتماد التبرير والاتكالية، ولا يكفي أن نتهم الصهيونية والرجعية والتمسك بنظرية المؤامرة، صحيح أن هناك معوّقات خارجية كبيرة ولكن علينا أن نعرف كيف نواجه المعوّقات الداخلية البنيوية'، مشدّدًا أنه 'بالنقد إن القوى السياسية تغلب القومية على الاجتماعي، بالقول إن الأولوية للمسألة السياسية والقومية، لكن في نفس السياق يجب العمل على حماية الفرد والمجتمع، وهذا يتطلب إلى مرجعية أخلاقية وعدم تأجيل قضايانا الاجتماعية وقضايا الفرد كمسألة أخلاقية، والثوابت تحتمل إعادة النظر والنقاش.

يحيى- يونس: أربعة محاور تتناول التحدّيات الداخلية للمشروع الوطني لدى فلسطينيي الداخل

بدورها، تناولت د. تغريد يحيى- يونس، في مداخلتها تحت عنوان  "التحدّيات الداخلية للمشروع الوطني لدى فلسطينيي الداخل و سبل مواجهتها"،  أربعة محاور رئيسية كان أولها طبيعة الظروف التاريخية والسياسية لـ"ولادة" فلسطينيي الداخل. وثانيًا، البنية والنسيج الاجتماعي، والميزات الديمغرافية لهذا الجزء من الشعب الفلسطيني المتبقي في  وطنه الذي أقيمت علية دولة إسرائيل. وثالثًا، محاور التحدّيات  في الدّور الذي لعبته دولة إسرائيل ومؤسساتها في هذا السّياق. أمّا المحور الرابع والأخير فيكمن في فكر و/أو أداء الأطر السياسية والقيادات والنخب التي أفرزها هذا السّياق".

 

 

د. اغبارية: علينا أن نسعى لبناء وعي مشترك ورأس مال اجتماعي ثقافي

أما د. أيمن اغبارية فتحدث عن التربية الفلسطينية الجديدة، وضرورة مواجهة تكريس علاقة القوة التي تفرضها الأكثرية من خلال المناهج والسياسات التعليمية وآليات التعليم والتربية المتبعة، واعتبر أن 'هذه إحدى المعيقات لتشكيل ذات جمعية مترابطة وشاملة، لكن استمرار هذه المعيقات بسبب البنية الثقافية والاجتماعية قد تدفع لقبول المشاريع السياسية في واقع التجزئة مع غياب مشروع ثقافي شامل من شأنه أن يكرس خصوصية عرب الداخل'، وتحدث اغبارية عن مناهج التعليم وعيوبها العميقة، وقال إن المطلوب وضع أجندات مختلفة لهذا التعليم. ولفت اغبارية إلى أن هناك نظرة رومنسية عن الحقل الثقافي ويجب ألا نبالغ فيه لكونه بحاجة إلى تطوير في إطار سياسات ثقافية جديدة.

اقرأ أيضًا| اختتام اليوم الأول من مؤتمر 'دور فلسطينيي 48 في المشروع الوطني'

وخلص إلى القول إن الأرض قد تستعاد، ولكن الوطن يبنى من جديد، إذ علينا أن نسعى لبناء وعي مشترك ورأس مال اجتماعي ثقافي لنجسر هذه الخصوصية وننقضها، وأن التحدي الثقافي هو في استعادة ما تأسرل.

أبو شتية: ذهبنا لاستراتيجية جديدة وهي تدويل القضية إلى جانب الذهاب للمسار القانوني الدولي

أما عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، محمد أبو شتية، فأكد على دور عرب 48 في النضال الوطني وقال إن عرب 48 ليسوا غرباء عن حركة فتح ولهم اسهامات في نضالها، وحول تعريف المشروع الوطني، قال إنه 'يعني إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين، وهذا ما أقرته مبكرًا الحركة الوطنية الفلسطينية.

وأضاف أنه 'هناك متغيّرات تتغير فيها الأدوات والأساليب وهناك ثوابت أن الأرض الأم هي فلسطين من البحر إلى النهر، لكن نحن نعيش حالة من تفتيت الجغرافيا، وأيضا تفتيت ديمغرافي'، واستعرض أبو شتية المحطات التي مر بها النضال الوطني الفلسطيني مرورًا بأوسلو وفشلها والوصول للطريق المسدود، وقال إنه 'بعد ذلك ذهبنا لاستراتيجية جديدة وهي تدويل القضية إلى جانب الذهاب للمسار القانوني الدولي ومحكمة الجنايات الدولية في لاهاي'.

ولفت إلى أن هذه المتغيرات أسقطت خيار النموذج الفيتنامي والجزائري بالضربة القاضية. وقال 'نحن نعمل الآن على حسم الصراع بالنقاط على النموذج الجنوب أفريقي، وإذا استمر الوضع على هذا الحال فإن الشعب الفلسطيني عليه أن يعيد بناء مشروعه الوطني، ونحن حركة تحرير وطني لم تنجز مهماتها بعد، نحتاج إلى مراجعة مشروعنا مع الأخذ بعين الاعتبار المتغيرات على الأرض'.

عبد الكريم: نحن بحاجة لإعادة تعريف للمشروع الوطني

أما النائب العام للجبهة الديمقراطية، قيس عبد الكريم، فاستعرض بدوره وبإيجاز ما آلت إليه القضية الفلسطينية، وقال إننا 'بحاجة لإعادة تعريف للمشروع الوطني، وهذا التعريف يجب أن يتضمن تعريفًا شاملًا لمشروعه، مما يمكن الشعب الفلسطيني ممارسة حقه بالسعي للتحرر في إطار دولة ديمقراطية موحدة، لنتمكن من تجسيده على أرض الواقع، هذا التعبير لإحقاق الحق الفلسطيني في ظل الوقائع على الأرض، علينا ألّا نستسلم لها، بل علينا معرفة التعامل مع المتغيرات'.

وخلص عبد الكريم بالتشديد على التمسك بحق العودة وحق الاستقلال  والقدس وحق المساواة لعرب الداخل في اطار الاعتراف بالهوية والحقوق القومية لهم، وليس الاندماج داخل المجتمع الإسرائيلي، قائلًا إن ' على نضال عرب الداخل ألا يقتصر على دعم نضالنا في الـ67 بل كركيزة ثالثة مشاركة'، مضيفًا أن 'القانون الدولي يعتبر الاستيطان وكل وضعية الاحتلال جريمة حرب، وعلينا التركيز على هذا الجانب الهام، حل الدولتين فشل، علينا التمسك بقرار انسحاب اسرائيل من الاراضي المحتلة وعلينا عدم إسقاط هذا الخيار بل مراجعة الأدوات وتغيير الأساليب بعد وصول أوسلو لطريق مسدود'.

عودة: ما يحدث هو إفشال إقامة دولة فلسطين، والمعنى هو إجهاض حق تقرير المصير

بدوره، استعرض يعقوب عودة محطات من تاريخ نضال الحركة الوطنية الفلسطينية، ومشاركة الداخل بهذه النضالات، وقال إنه 'يجب إعادة صياغة البرنامج المرحلي الذي أقر أوائل السبعينات، وصياغة البرنامج الوطني وإنجاز الوحدة'.

وتطرّق عودة إلى دور عرب 48 ووضعيتهم، مضيفًا أنهم 'لازالوا يواجهون سياسات تبديد الهوية وسلب ما تبقى من أرض والطمس الثقافي ومعركة الوعي على هويتهم وانتمائهم'، متابعًا أن 'الحقل الثقافي في هذه الوضعية هو عامل مركزي وليس لاحق للسياسي ومركب مصحح ومتابع وناقد للسياسة والمطلوب أكثر تعزيز دور عرب الداخل والتصدي ليهودية الدولة، وهذه مهمة الشعب الفلسطيني من خلال تشكيل جبهة وطنية فاعلة ومؤثرة'.

وتطرق بسام الصالحي ليهودية الدولة، واستعرض مخاطره على عرب الداخل، وتحدث عن فكرة تبادل الأراضي والسكان، وتكريس طرح فصل غزة عن الضفة، وتكريس حالة الانقسام، وتطرق إلى حل الدولتين، وقال إنه 'لا يوجد مصطلح اسمه فشل حل الدولتين، بل ما يحدث هو إفشال إقامة دولة فلسطين، والمعنى هو إجهاض حق تقرير المصير وإذا كنا نتحدث عن كل المسائل آنفة الذكر، فعلينا العمل على إعادة بناء وصياغة منظمة التحرير، وهذا يتطلب الانفتاح أكثر على كل مكوّنات الشعب الفلسطيني للحفاظ على الحالة التمثيلية والتمسك بالدولة كحق رغم كل المشاكل والأزمات.

التعليقات