رغم الحصار: غزّة تحتفل بعيد الميلاد المجيد

بعد جولة سريعة، بين هدايا أعياد الميلاد، في أحد المحال التجارية وسط مدينة غزة، تختار إلكساندرا سابا، دمية كبيرة لسانتا كلوز، والمعروف باسم بابا نويل.

رغم الحصار: غزّة تحتفل بعيد الميلاد المجيد

بعد جولة سريعة، بين هدايا أعياد الميلاد، في أحد المحال التجارية وسط مدينة غزة، تختار إلكساندرا سابا، دمية كبيرة لسانتا كلوز، والمعروف باسم بابا نويل.

وتأمل سابا، البالغة من العمر 38 عامًا وهي واحدة من مئات المسيحيين المقيمين في قطاع غزة المحاصر إسرائيليًا منذ عام 2007، أن تقضي عيدًا هادئا، برفقة زوجها وطفليها.

وتقول 'رغم الظروف الصعبة، والحصار، وإغلاق المعابر، سنحتفل ونصلي للسلام، مسيحون ومسلمون معًا'.

ويحتفل المسيحيون في يوم 24 ديسمبر/كانون الأول الجاري، حسب التقويم الغربي بعيد الميلاد، فيما تحتفل الطوائف المسيحية في السابع من يناير/كانون الثاني المقبل حسب التقويم الشرقي.

ويتبع نحو 70% من مسيحيي قطاع غزة لطائفة الروم الأرثوذكس، بينما يتبع البقية طائفة اللاتين الكاثوليك.

وستكون ذروة أعياد الميلاد في فلسطين عند منتصف الليل، من مساء الخميس المقبل، في ساحة كنيسة المهد في مدينة بيت لحم، جنوبي الضفة الغربية.

أما ريتا، التي اكتفت بذكر اسمها الأول، فتعرب عن أملها في السفر إلى بيت لحم للاحتفال بعيد الميلاد.

وتقول 'قدمنا تصاريح عبر هيئة الارتباط الفلسطيني، ونأمل موافقة الجانب الإسرائيلي، العام الماضي، للأسف، تم رفض تصريح زوجي، فاضطررت لعدم المغادرة'.

وتكتسب بيت لحم أهمية دينية، كونها مهد السيد المسيح عيسى عليه السلام، حيث بني على المغارة التي وُلد فيها، وهي تعد أهم مركز ديني مسيحي في العالم.

واكتست العديد من المحال التجارية، في قطاع غزة، بدمى وقبعات بابا نويل، ببذلته ذات اللونيْن الأحمر والأبيض، وشجرة الميلاد وأجراسها المعلقة، وزينة الأعياد، وأرقام ملونة للعام الجديد.

ويقول مدير العلاقات العامة في كنيسة بيرفيريوس للروم الأرثوذكس، كامل عيّاد، وسط مدينة غزة، إن المسيحيين يحتفلون منذ عشر سنوات، وسط أجواء 'خجولة'، بفعل الحصار الإسرائيلي والانقسام الداخلي.

ويضيف عيّاد أن 'الحروب الإسرائيلية المتعاقبة، وأجواء الانقسام والوضع الاقتصادي والإنساني، منعتنا من إضاءة شجرة كبيرة، كما كنا نفعل قبل 10 سنوات، هذا العام الاحتفالات فقط ستقتصر على الشعائر الدينية'.

وأشار إلى أن نحو 700 مسيحي يستعدون للسفر عبر معبر بيت حانون إيريز إلى الضفة الغربية للاحتفال بعيد الميلاد.

وأضاف أن 'المعاناة التي تطال المسلمين، يعاني منها المسيحيون، أيضًا، فالقيود هي ذاتها، فالسلطات الإسرائيلية تحدد سن التصاريح حيث يجب أن يكون الفرد أقل من 16 عامًا، وأكبر من 35، وفي كثير من الأحيان، تمنح الزوج تصريحا فيما ترفضه لزوجته'.

ويحتاج تنقل الفلسطينيين بين قطاع غزة والضفة الغربية، إلى موافقة مسبقة من السلطات الإسرائيلية، التي تمنح تصاريح لفئات محددة فقط كالمرضى والتجار والأجانب.

ورغم الأوضاع الصعبة، إلا أن عيّاد يؤكد وجود إقبال من المسيحييّن على المحال التجارية، في قطاع غزة، لشراء مستلزمات أعياد الميلاد.

وأضاف إن 'هذه المشاهد تبعث على الفرح، خاصة دمى بابا نويل وشجرة الميلاد، بلونها الأخضر الداكن'.

أما بابا نويل أو سانتا كلوز فهو شخصية ترتبط بأعياد الميلاد عند المسيحيين، ومعروفة غالبًا بأنها رجل عجوز سمين، يرتدي بزّة يطغى عليها اللون الأحمر وبأطراف بيضاء، وكما هو مشهور فإن بابا نويل يقدم الهدايا للأطفال في أعياد الميلاد.

غير أن تلك الشخصية ارتبطت وفق روايات عالمية للأطفال، بأنها رمز لإسعاد الفقراء، والمحرومين خاصة من الأطفال حول العالم.

وبحسب عيّاد، فإن عدد المسيحيين في قطاع غزة لا يزيد حاليًا عن 1200 شخص، من أصل نحو 1.9 مليون فلسطيني يعيشون في القطاع.

ويقول إن هناك 'هجرة داخلية إلى الضفة، وأخرى إلى الخارج'.

وينوه عيّاد إلى أن أعداد المسيحيين كانت قبل نحو 10 أعوام، تزيد عن 3 آلاف، مضيفًا إن 'الأوضاع الصعبة تدفع الجميع من مسلمين ومسيحيين إلى الهجرة'.

اقرأ أيضًا | "بعث الحياة" بأكثر المخيمات بؤسًا في غزة

التعليقات