في ندوة بالدهيشة: أمين عام التجمع يدعو للعمل الموحد

في إطار ندوة سياسية نظمها مركز إبداع (للثقافة والفنون)، في مخيم الدهيشة- بيت لحم، دعا الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، عوض عبد الفتاح، إلى العمل من القواعد الشعبية والنخب من خارج الأطر الرسمية،

في ندوة بالدهيشة: أمين عام التجمع يدعو للعمل الموحد

صور من الدهيشة

شارك أمين عام التجمع الوطني الديمقراطي، عوض عبد الفتاح، وعضو اللجنة المركزية، يوسف طاطور، أمس الأول، الأحد في ندوة سياسية نظمها مركز إبداع (للثقافة والفنون)، في مخيم الدهيشة- بيت لحم، حيث دعا عبد الفتاح، إلى العمل من القواعد الشعبية والنخب من خارج الأطر الرسمية، إلى مواصلة وتطوير العمل على إعادة بناء الخطاب الوطني الفلسطيني وإلى الفعل السياسي والشعبي الموحد.

وابتدأ عبد الفتاح حديثه، بالإشارة إلى ارتباطه القديم بالمناضلين في هذا المخيم وإلى ما يميزه من حيث استمرارية الفعل الثقافي والسياسي والدمج الخلاق بينهما، الأمر الذي يساهم في تجديد الروح الكفاحية لأهل المخيم، وهذا ما تجسده مؤسسة إبداع.

واستعرض عبد الفتاح مسيرة الشعب الفلسطيني وتضحياته، وكذلك المراحل التي مرت بها حركة التحرر الوطني الفلسطيني؛ ابتداء من مرحلة شعار التحرير، مرورًا بالدولة الديمقراطية الواحدة، وبالحل المرحلي، وبالدولتين، وانتهاء بنظام البانتوستونات-اتفاقية أوسلو. كما توقف عند مراحل تآكل الخطاب الوطني التحرري، والقيم التحررية، هذا التآكل الذي رافق مرحلة أوسلو.

وفي إطار الحديث عن موقع ودور فلسطينيي الـ48 في المشروع الوطني، تتبع، تاريخيًا، مواقف الحركة الوطنية الفلسطينية من هذا الجزء من الشعب الفلسطيني، وكيف انتقل من مرحلة التجاهل واعتبار حلّ قضيتهم مؤجلًا، إلى المرحلة الاستخدامية (أي استخدام الأصوات العربية لصالح حزب العمل الصهيوني) إلى مرحلة الرومانسية الحالية، حيث تبالغ الحركة الوطنية في دور فلسطينيي الـ48 في القدرة على تغيير المعادلات السياسية داخل إسرائيل. ومن جهة ثانية تعتبر المطالبة باعتباره جزء من الصراع عبئًا على نهج المفاوضات.

وشرح عبد الفتّاح واقع وخصوصية فلسطينيي الـ48 قائلا: 'طبعًا لهذا الجزء من شعبنا، موقعه الخاص، ويعيش حالة مركبة وله هموم خاصة ضمن الهمّ العام، ولكنه يستطيع أن يشكل ثقلًا إستراتيجيًا في إطار مواجهة الأيديولوجية الصهيونية-الكولونيالية والعنصرية وهو يقوم بدور هام في هذا السياق، ولكن بشرط فهم خصوصيته بطريقة سليمة، بعيدة عن المبالغة، وبعيدة عن التقليل من دوره ومكانته'.

وأشار إلى الخطوة النوعية التي نفذتها لجنة المتابعة، المتمثلة بإعلان يوم عالمي لمساندة حقوق فلسطينيي الـ48. وقال إنه 'في هذا اليوم أردنا أن ينتصر شعبنا الفلسطيني لجزء منه، جرى تجاهله من كل اللاعبين في الصراع، وتم إخراجه من الصراع وبالتالي من الحلّ، وإن من شأن هذه الخطوة أن تشكل مدماكًا في السيرورة الجارية نحو توحيد شعب فلسطين تحت سقف تحرّري واحد'.

وأكد أنه 'وبعد أن قارب مشروع الدولة في الضفة والقطاع على الموت، فقد حان الوقت لاستنهاض كافة نقاط مصادر قوة القضية الفلسطينية وهي: عدالتها، ووحدة الشعب الفلسطيني وتجربته الكفاحية الطويلة والغنية. وهذا يتأتّى عبر تكثيف العمل على استحضار الرواية الفلسطينية مجددًا وانتشالها من محاولات التشويه والطمس، باعتبارها قضية تحرر وطني بدأت بنكبة عام 1948، وليس عام 67 واعتبارها قضية نزاع على حدود، وعبر إعادة تعريف إسرائيل نظام أبارتهايد كولونيالي'.

وأوضح أنه 'لا نجاح لفعل سياسي أو حتى لتسوية سياسية تتجاوب مع الحدّ الأدنى من المطالب الفلسطينية، بدون استحضار التاريخ، والانطلاق منه'.

وفي نهاية المداخلة، دار نقاش مطوّل شارك فيه عدد كبير من الحاضرين، وهم في الغالب أسرى سابقون وصحفيون ومثقفون.

نقد ذاتي ومراجعة

وأردف عبد الفتاح 'إن شرط النجاح في الانطلاق هو الاعتراف بالمأزق الراهن، وعدم الهروب منه. وبالتالي الانخراط في جهد نقدي ومراجعة حقيقية، من جانب كافة مركبات العمل الوطني في الساحة الفلسطينية. ولا يظنن أحد أنه معفي من المراجعة. بما فيها اليسار الفلسطيني. والدليل على ذلك أن الموجة الانتفاضيّة الراهنة ما زالت بلا رؤية سياسية واضحة وبلا قيادة'. وأنهى حديثه بأنه 'لا يهدف سوى لطرح الأسئلة والتعبير عن الحاجة الملحّة للمشاركة الجماعية، والاشتباك مع أسئلة الحاضر والمستقبل بانفتاح كبير وبروح تجديدية في الوقت الذي تشتبك الأجيال الفلسطينية الجديدة مباشرة مع نظام الأبارتهايد الكولونيالي. نحن نحتاج إلى جواب جماعي على سؤال المرحلة الكبير'.

لقاء مع عوائل الشهداء

هذا، وزار عبد الفتاح وطاطور برفقة مدير مؤسّسة إبداع، خالد صيفي، والمدير التنفيذيّ، وسام حسنات، بالإضافة إلى مدير المخيم أبو فادي وآخرين، عوائلَ الشهداء الذين سقطوا برصاص قوات الاحتلال على أطراف المخيم، أثناء المواجهات التي جرت خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، وكذلك خيمة التضامن مع المناضل الفلسطيني المضرب عن الطعام محمد القيق، لمواساتهم والتعبير عن التقدير والاعتزاز بهم.

من جهته، أشار طاطور، الذي بادر وأشرف على تنفيذ الندوة في المخيّم، إلى أهمية تشبيك العلاقات بين الأحزاب الوطنية داخل الخط الأخضر وبين القيادة الشبابيّة في الضفة الغربيّة، ضمن وحدة الأهداف ووحدة المصير للشعب الفلسطيني الواحد، الذي لن يقسمه الاحتلال والحدود.

ودعا طاطور إلى تكثيف التواصل مع عوائل الشهداء وبذل الدعم لهم على اعتبارهم قد ضحّوا بأغلى ما يملكون في سبيل الحريّة والعدالة، وكذلك إلى التواصل مع الجرحى وتقديم العون اللازم لهم.

والشهداء هم: معتز زواهرة، مالك شاهين وجهاد الجعفري.

والجريح مصطفى عليان، وعائلة الأسير الطفل أحمد الأطرش (14 عاما).

 

التعليقات