فصائل فلسطينية تحذر العرب من التطبيع مع إسرائيل

ممثلون عن الفصائل يؤكدون أن تصريحات نتنياهو حول "سلام إقليمي" يرمي إلى تطبيع مع الدول العربية دون حصول الفلسطينيين على حقوقهم، ويشددون على استغلال إسرائيل لحالة الهوان العربي

فصائل فلسطينية تحذر العرب من التطبيع مع إسرائيل

نتنياهو أثناء استقباله وزير الخارجية المصري، سامح شكري، الاثنين الماضي

استنكرت فصائل فلسطينية تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بشأن التطبيع مع العالم العربي. وقال ممثلون لهذه الفصائل، في تصريحات لوكالة الأناضول، إن نتنياهو يسعى لتحقيق تطبيع العلاقات مع الدول العربية، دون أن يعطي للفلسطينيين حقوقهم.

وقال نتنياهو، أمس، إن التطبيع أو دفع العلاقات مع العالم العربي أولاً، 'يمكن أن يساعدنا في دفع السلام الأكثر وعيا واستقرارًا ودعمًا بيننا وبين الفلسطينيين'. وأضاف أن العلاقات مع العرب 'في مرحلة تحوّل جذري'.

وتخالف تصريحات نتنياهو مضمون المبادرة العربية للسلام التي وافقت عليه الدول العربية عام 2002، وتنادي بإنشاء دولة فلسطينية في حدود عام 1967، قبل تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

وقال القيادي في حركة حماس، يحيي موسى، إن إسرائيل تحاول استغلال ما وصفها بحالة 'التفكك' و'الهوان العربي'، مضيفا أن 'أمام ما يشهده العالم العربي، من تغيرات، بدأنا نشاهد للأسف هذه الحالة المتمثلة باندفاع دول عربية نحو إسرائيل للتطبيع معها دون اعتبارات للقضية الفلسطينية'.

وتابع موسى أن 'إسرائيل تسعى للتطبيع دون أن تعطي أي حقوق للفلسطينيين، وأي مبادرات سيجري استهلاكها مع الوقت، كما حدث في مبادرات سابقة'. وقال إن تصريحات نتنياهو تأتي في سياق ما أسماه بـ'تثبيت فكرة إسرائيل الكبرى، وأنها الأقوى في المنطقة'، مستغلة حالة التفكك والانهيار العربي، وفق قوله.

وجدد موسى رفض حركته، تطبيع الدول العربية علاقاتها مع إسرائيل، مؤكدا أن تحقيق الوحدة، وإنهاء الانقسام بات ضرورة وطنية من أجل مواجهة أخطار 'تصفية القضية الفلسطينية'.

بدوره، وصف نافذ عزام، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، تصريحات نتنياهو بـ'الكارثية'، وقال إنه 'للأسف، اليوم هناك علاقات عربية إسرائيلية، تقام دون الاكتراث للقضية الفلسطينية'.

وأكد عزام أن إسرائيل تحاول الآن وتسعى لتجاوز الحقوق الفلسطينية، عبر علاقاتها المباشرة مع الدول العربية، ورأى أن تطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل، لن يكون في صالح الفلسطينيين.

وأضاف أن 'الدول العربية مطالبة، بالدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، ومساندته أمام الانتهاكات الإسرائيلية اليومية. ونرفض التطبيع سواء قبل السلام، أم بعده، الاحتلال لا يجب أن تتم مكافأته تحت أي مبرر أو عنوان'.

أما جميل مزهر، عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، فقال إنه 'مؤسف أن تخرج مثل هذه التصريحات التي تعكس الحالة الباهتة، والمؤسفة التي وصل إليها العالم العربي'، لافتا إلى أن 'هناك دول عربية تسعى للأسف لمكافأة إسرائيل، وفي ظل التغيرات الراهنة، وما يجري في المنطقة من أحداث تستغلها إسرائيل لصالحها، بتنا نسمع هذه التصريحات المرفوضة والتي قد تتحول إلى مواقف'.

وجدد مزهر تأكيد الجبهة على رفض تطبيع الدول العربية تحت أي مسمى من المسميات، مطالبا بتدعيم الحقوق الفلسطينية، والدفاع عنها. ورأى أن إسرائيل تسعى لتعديل مبادرة السلام العربية، دون إعطاء الفلسطينيين أي استحقاقات.

وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس في أكثر من مناسبة مؤخرا، رفضه المساعي الإسرائيلية لتبديل وتعديل مبادرة السلام العربية.

اقرأ/ي أيضًا | التطبيع مقابل المفاوضات؟

وتوقفت المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، في نيسان/أبريل 2014، بعد رفض إسرائيل وقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، ورفض قبول مفاوضات على أساس قيام دولة فلسطينية على حدود 1967 ورفض الإفراج عن أسرى أمضوا سنوات طويلة في السجون الإسرائيلية.

التعليقات