الاحتلال في مواجهة راشقي الحجارة: معاقون أكثر بين الجرحى

حاول أحد الفتيان حمل شاب مصاب في ساقه وعندها أطلق عليه الجنود النار ولما واصل الفتى طريقه أطلق الجنود النار على ساقه الثانية وعندما سقطا أرضا أطلق الجنود النار على الساق الثانية للشاب المصاب

الاحتلال في مواجهة راشقي الحجارة: معاقون أكثر بين الجرحى

سلط تقرير الضوء على أعداد كبيرة من الشبان الفلسطينيين الذين أصيبوا مؤخرا بنيران جيش الاحتلال في عدة مواقع في الضفة الغربية. وتبين أن جنود الاحتلال تعمدوا إطلاق الرصاص الحي على منطقة الركبة، ما يعني جعل الشبان معاقين طوال حياتهم.

وتناول تقرير أعدته الصحافية عميرا هس، في صحيفة 'هآرتس'، اليوم الجمعة، مجموعة من الفتيان والشبان في مخيم الدهيشة للاجئين وفي تقوع والفوار، والذين يتحركون على عكاكيز بسبب إصاباتهم بنيران جيش الاحتلال في الشهور الأخيرة.

ويتضح أن كلا منهم خضع لعدة عمليات جراحية طويلة، ومن المتوقع أن تجرى لهم عمليات جراحية أخرى. كما أن كلا منهم بحاجة إلى مراقبة طبية دائمة، وتنظيف متكرر للجروح وانتزاع الشظايا، وحبوب ضد الالتهاب، واستبدال قطع البلاتين التي زرعت في أجسادهم. علما أن أحد الفتية قد تم بتر ساقه.

يقول أحد الشبان (23 عاما) 'في نشرات الأخبار يقولون إنه لم يسقط قتلى وإنما جرحى فقط. وعندها يهدأ الجميع، ولكنهم لا يتخيلون المعاناة التي نعيشها'. ويتضح أنه أصيب برصاصة في ساقه قبل شهرين بينما كان يحمل مصابا إلى مكان آمن. وكان الأطباء يعتقدون أنه لا بد من بتر رجله، إلا أنه رفض، ووجد له علاجا أنقذها في ألمانيا، ولكنه لا يزال يتحرك على العكاز حتى اليوم.

وبحسب التقرير فإنه في عمليات المداهمة الثلاث الأخيرة لجيش الاحتلال للمخيم، الذي يقع جنوب بيت لحم، في نهاية تموز/ يوليو وحتى مطلع آب/ أغسطس، تم اعتقال عدة أشخاص، ولكن أصيب 15 آخرون بالرصاص، ووضعهم صعب. وتبين أن جنود الاحتلال أطلقوا النار على منطقة الركبة، ما يعني أنهم سيعيشون معاقين طوال حياتهم. كما يتضح خلال عمليات المداهمة في مطلع تموز وفي العام الأخير كان هناك مصابون آخرون بحاجة إلى رعاية متواصلة.

ويشر التقرير إلى أن المصابين تحدثوا، في فعالية نظمت لأجلهم في مطلع الأسبوع، عن أدوية لتمييع الدم ومسكنات للأوجاع وأنواع عمليات جراحية. كما تحدثوا عن شهور طويلة لم يتمكنوا خلالها من الوصول إلى الحمام بقواهم الذاتية، وعن ضمور وضعف في العضلات بالنتيجة.

وضمن المصابين، هناك من اعتقل فور إجراء عملية جراحية له أو قبل العملية الجراحية الثانية، وصدرت أحكام بالسجن الفعلي ضدهم لعدة شهور، إضافة إلى فرض غرامات مالية، وذلك بسبب تصديهم لمداهمات جيش الاحتلال بالحجارة.

وبحسب التقرير، فإن كثيرين من سكان مخيم الدهيشة على قناعة بأن مركز الشاباك، كابتن نضال، هو اليد الموجهة، ويقوم بالتنكيل بالمخيم بذريعة أن أحدهم قام بالتقاط صورة له في إحدى المداهمات ونشرها على موقع التواصل الاجتماعي. وكان قد ظهر في المخيم قبل نحو سنتين، وهناك شكاوى في مؤسسات دولية ضده. وقد اختفى لعدة شهور من المخيم، إلا أنه عاود الظهور مرة أخرى هناك.

يقول أبناء المخيم إنه في التحقيقات، وفي المحادثات الهاتفية، وفي الزيارات التي يقوم بها الكابتن نضال، يقول للشبان: 'هنا لن يسقط شهداء، ولكن ستتحركون جميعكم على عكاكيز.. سنجعلكم معاقين'.

ويشير التقرير أيضا إلى أنه في قرية تقوع، أصيب 20 شابا في أرجلهم خلال عدة شهور. وهناك يظهر شهر يطلق عليه 'الكابتن عماد'، من الشاباك، وأنه يتعهد بدوره للشبان الذين يتصدون لجيش الاحتلال بأن يصبحوا معاقين. ويتضح أيضا أنه بين إصابات كثيرة في مخيم الفوار، والذي داهمه الجيش مؤخرا، كانت هناك إصابات كثيرة في منطقة الركبة.

ويضيف التقرير أنه يتضح أن جيش الاحتلال يستخدم الرصاص الحي بكثرة، حتى في المواجهات مع راشقي الحجارة غير المسلحين، وأن الإصابات خطيرة ومتعمدة. وتشير التقديرات إلى أن هناك أكثر من مائة إصابة في الضفة الغربية، غالبيتهم قاصرون، قد حولهم جيش الاحتلال إلى معاقين في السنة الأخيرة.

وتقول معدة التقرير إنها التقت 12 مصابا في ثلاثة أيام، وكان من حسن حظ بعضهم أنهم أصيبوا في العضلات، في حين تحطمت عظام آخرين، أو أصيبوا بقطع أو تلف أعصاب أو أوتار. وبينهم من اخترقت الرصاصة ساقه الأولى لتخرج وتخترق الثانية، وبينهم من أطلقت النار على ساقيه مرتين.

ويشير التقرير إلى حادثة حاول فيها أحد الفتيان حمل شاب آخر مصاب في ساقه، وعندها أطلق عليه الجنود النار، ولما واصل الفتى طريقه أطلق الجنود النار على ساقه الثانية. وعندما سقطا أرضا أطلق الجنود النار على الساق الثانية للشاب المصاب.

ويقول شاب آخر أصيب برصاصة في ساقه، وخضع لسبع عمليات جراحية، ولا يزال غير قادر على الدوس بقدمه، إن جنود الاحتلال أطلقوا النار على كل من حاول تقديم المساعدة له لحظة أصيب.

اقرأ/ي أيضًا | إصابات بالرصاص واعتقالات في الضفة الغربية

ويقول المصاب يزن لحام (22 عاما)، وهو نجل عضو المجلس التشريعي محمد لحام، إن جنود الاحتلال الذين استوقفوه، في الثامن والعشرين من تموز/ يوليو الماضي، قرب محطة الوقود 'الهدى' في شمال المخيم، أطلقوا عليه النار من الخلف بعد أن سمحوا له بالعودة إلى مركبته. وقد أجريت له عمليتان جراحيتان ولا يزال يتحرك على العكاز.

التعليقات