الأغوار: الاحتلال يمنع المياه عن بردلة الفلسطينية

يعاني نحو 3500 فلسطيني من سكان بلدة بردلة، في الأغوار الشمالية، شمال شرق الضفة الغربية المحتلة، من نقص مياه الشرب وري المزارع، إثر تجريف سلطات الاحتلال الإسرائيلية شبكات المياه المزودة للبلدة.

الأغوار: الاحتلال يمنع المياه عن بردلة الفلسطينية

يعاني نحو 3500 فلسطيني من سكان بلدة بردلة، في الأغوار الشمالية، شمال شرق الضفة الغربية المحتلة، من نقص مياه الشرب وري المزارع، إثر تجريف سلطات الاحتلال الإسرائيلية شبكات المياه المزودة للبلدة.

ويقول سكان ومسؤولون محليون، إن سلطات الاحتلال جرفت بتاريخ 30 نيسان/ أبريل الماضي، شبكات المياه المزودة للبلدة، وتركتها بدون مياه، بزعم أنها غير مرخصة.

وتقع بردلة على الحدود الفلسطينية الأردنية، ويلفها كتل استيطانية، وتشتهر بمزارعها ومنتجاتها.

ويسوّق المزارعون منتجاتهم في مختلف محافظات الضفة الغربية.

ويقول رئيس مجلس بلدي بردلة، علي الشادي، إن السكان يعتمدون في حياتهم على تربية المواشي والطيور اللاحمة، وزراعة المحاصيل المروية في حياتهم.

وأضاف "منذ أيام يعيش السكان بلا مياه، وقد حل موسم الصيف في الأغوار باكرا، المزارع مهددة بالهلاك، والسكان ينقلون المياه عبر صهاريج خاصة من مناطق بعيدة".

وقال إن "خطوط مياه المستوطنات الإسرائيلية ومزارعها تمر عبر حقولنا، ونمنع من استخدامها".

وأشار الشادي" بيده نحو مستوطنة "ميخولا"، المقامة على أراضي بلدته قائلا: "يسكن هناك (في المستوطنة) وفي بعض المستوطنات الأخرى القريبة نحو 600 مستوطن فقط، يحصلون على كميات مياه ضخمة، سيطروا على الأرض التي باتت مزارع خضراء، بينما نمنع نحن من المياه".

وبيّن عمدة البلدة أن السكان يملكون بئرا إرتوازيا منذ ما قبل الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية عام 1967، لكنه لا يعمل بسبب منع التجديد والتأهيل.

وأضاف "المياه مياهنا ونمنع منها".

وأوضح إن الجهات الفلسطينية المختصة تتواصل مع جهات الاختصاص لدى الاحتلال الإسرائيلي لتزويد السكان بالمياه.

بدوره قال ضِرار صوافطة (مزارع)، إن السلطات الإسرائيلية تمارس التمييز العنصري بحق الفلسطينيين في الأغوار، تسعى لتهجيرهم من خلال السيطرة على الأرض ومنعهم من المياه.

وأضاف "بلا مياه لا يمكننا العيش هنا، المزارع تحتاج لمياه الري والأغنام كذلك".

بدوره يشكو المزارع الفلسطيني عزت صوافطة، ما آلت إليه مزرعته، قائلا: "أملك مزرعة تربية طيور الحبش، ولكن مع ارتفاع درجات الحرارة والنقص الحاد في المياه باتت المزرعة على وشك الهلاك".

وأضاف: "في كل يوم ينفق العشرات منها، استمرار الأمر يعني كارثة".

ويضطر "صوافطة" لشراء المياه عبر صهاريج المياه من مناطق بعيدة، للحد من خسائره.

وتابع: "نحن هنا صامدون، هذه سياسة تهدف لتهجيرنا لصالح الاستيطان".

ولا يختلف حال المزارع، يوسف صوافطة، عن سابقه، حيث يقول إن "المحاصيل على وشك التلف، الصيف حل مبكرا، ونعاني من نقص كبير في المياه".

وأضاف أن "معاناتنا من شح المياه، بدأت بعد الاحتلال الإسرائيلي".

وتابع أن "اليوم نمنع من مياهنا بلا سبب، يسرقون مياهنا ونشتريها منهم، واليوم نمنع منها لصالح المستوطنات".

ووصف المزارع صوافطة الوضع الذي يعانون منه بالكارثي، وقال: "ننتظر موسم قطف الثمار على أحر من الجمر، ومع اقترابه نمنع من المياه، سيتدمر كل شيء ونتكبد خسائر كبيرة".

وتسيطر شركة "ميكوروت" الإسرائيلية على المياه في الضفة الغربية.

ويقطن منطقة الأغوار نحو 10 آلاف فلسطيني، يعتمدون في حياتهم على تربية المواشي، والزراعة.

وتسيطر إسرائيل على أكثر من 80% من منطقة الأغوار، وتقيم فيها 21 مستوطنة إسرائيلية، وتعتبرها محمية أمنية واقتصادية، وتسعى للاحتفاظ بالوجود الأمني فيها، ضمن أي حل نهائي مع الفلسطينيين.

لكن الفلسطينيين يشددون على أنهم "لن يبنوا دولتهم المستقلة، بدون الأغوار، التي تشكل نحو 30% من مساحة الضفة وأغناها بالموارد الطبيعية". 

التعليقات