أغيثوا مرضى غزة... حراك شعبي رفضا لوقف التحويلات الطبية

خلال الثلاثة أيام الماضية توفي أربعة أطفال في قسم الحضانات بمشافي غزة؛ ليصل أعداد الذين توفوا جراء وقف التحويلات العلاجية لهم منذ مطلع العام الجاري إلى 12 طفلا.

أغيثوا مرضى غزة... حراك شعبي رفضا لوقف التحويلات الطبية

يتسع الحراك الشعبي في غزة الرافض لقرار السلطة الفلسطينية وقف التحويلات الطبية لمرضى القطاع للمستشفيات الإسرائيلية.

وأثار إقدام السلطة الفلسطينية على وقف التحويلات موجة غضب واستنكار شديدة في صفوف أبناء الشعب الفلسطيني، وتأتي موجة الغضب هذه وسط مطالبات فلسطينية بضرورة العمل الفوري على استئناف إصدار التحويلات الطبية، والتدخل العاجل لإنقاذ حياة مرضى غزة قبل فوات الأوان.

وخلال الثلاثة أيام الماضية توفي أربعة أطفال في قسم الحضانات بمشافي غزة؛ ليصل أعداد الذين توفوا جراء وقف التحويلات العلاجية لهم منذ مطلع العام الجاري إلى 12 طفلا.

ويتهدد الموت آلاف الحالات الطبية في قطاع غزة، من بينهم عشرات الأطفال الخدج والمصابين بأمراض خطيرة، بسبب تقليص السلطة الفلسطينية عدد الحالات المسموح بتحويلها للعلاج خارج القطاع.

ويغادر القطاع شهريا قرابة 400 مريض بالسرطان عبر حاجز بيت حانون 'إيرز' للعلاج بالضفة أو المستشفيات الإسرائيلية؛ وذلك بعد إصدار مكتب العلاج بالخارج التحويلات الطبية الخاصة بهم؛ ولكنه توقّف عن ذلك منذ قرابة الشهرين.

وحذرت فصائل وفعاليات فلسطينية من استشهاد المزيد من المرضى في ظل استمرار سياسة وقف التحويلات، ومنع الاحتلال الإسرائيلي إصدار التصاريح اللازمة لسفر هؤلاء المرضى للعلاج في مستشفيات الضفة الغربية والداخل الفلسطيني المحتلين.

وأقام تجمع الحراك الشبابي والاتحاد العام للهيئات الشبابية، الخميس، خيمة اعتصام بغزة؛ لمطالبة السلطة الفلسطينية باستئناف التحويلات العلاجية للمرضى بقطاع غزة.

وتم نصب الخيمة أمام مقر مجلس الوزراء بالمدينة وسط شعارات غاضبة استنكارا للحصار الإسرائيلي المفروض على غزة، وهتافات أخرى ضد الرئيس محمود عباس وإجراءاته.

من جانبها، حملت حركة الجهاد الإسلامي خلال وقفة تضامنية نظمتها ظهر الخميس في مدينة غزة، السلطة الفلسطينية وحكومة رامي الحمد الله المسؤولية الكاملة عن وقف التحويلات الطبية لمرضي غزة.

وقال القيادي في حركة الجهاد أحمد المدلل إن 'وقف التحويلات الطبية يعني أن مزيدا من الأطفال سيموتون، فهذه جريمة إنسانية ترتكب بحق أهلنا في غزة، لذا فإن السلطة الفلسطينية تتحمل المسؤولية الكاملة عن وقف تلك التحويلات'.

وأشار إلى أن مرضى غزة يموتون كل يوم على مرأى ومسمع من حكومة رام الله والعالم أجمع دون أن يُحرك ساكنًا، مؤكدًا على ضرورة وقف هذه الإجراءات والممارسات اللاإنسانية بحق أهالي غزة.

وحمل المدلل الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن منع إصدار التصاريح اللازمة للمرضى ومرافقيهم للعلاج في مستشفيات الضفة الغربية والقدس والداخل الفلسطيني.

وشدد على أن 'الانفجار في وجه الاحتلال قادم لا محالة، خاصة في ظل استمرار هذه الممارسات والوضع الكارثي الذي يعيشه سكان غزة، وأننا لن نقف مكتوفي الأيدي أمام مرضانا الذين يموتون أمام أعيننا'.

ووجه المدلل رسالة للسلطة، مطالبًا إياها بالعمل السريع على إنقاذ المرضى وإصدار التحويلات الطبية للذين ينتظرون الموت في كل لحظة فورًا.

بدورها، حملت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الحكومة الفلسطينية مسئولية وقف التحويلات الطبية ونتائجها الخطيرة على أبناء الشعب الفلسطيني، والتي أدت في الأيام الأخيرة إلى استشهاد العديد من الأطفال المرضى.

وطالبت الجبهة في بيان صحفي الخميس، بضرورة وقف سياسات العقاب الجماعي بحق أهالي غزة، والتي تمثلت في رزمة الإجراءات المتخذة التي أصابت قطاعات حيوية في غزة وفي مقدمتها القطاع الصحي.

وأشارت إلى وقف التحويلات بالخارج، ووقف توريد الأدوية والمعدات الطبية لمستشفيات غزة، بالإضافة إلى ما يترتب على استمرار أزمة الكهرباء، وتفاقم المشكلات الاجتماعية التي سببها الحصار، وقرارات السلطة الأخيرة.

وشددت على أن غزة لن تبقى رهينة لجماعات المصالح، داعية لحراك وطني وشعبي وتضافر كل الجهود الوطنية لتجنيب وتحييد كل القطاعات الحيوية تجاذبات الانقسام بما يساهم في التخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني المتفاقمة.

بدوره، قال الناشط الشبابي كايد جربوع في كلمة ممثلة عن الهيئات الشبابية إن إطلاق خيمة 'أغيثوا مرضى غزة' جاء بعد أن قتلت السلطة الفلسطينية الطفل الرابع من غزة يوسف الأغا جراء منعهم من التحويلات العلاجية.

وأضاف 'تفاجأ أبناء شعبنا بالقرارات الأخيرة من السلطة وحكومة الحمد الله بوقف التحويلات الطبية للمرضى والحالات والإنسانية؛ وهذه السياسات تتماشى مع سياسات الاحتلال بمنع المئات من الحالات المرضية للسفر بحجج امنية واهية'.

واستنكر استمرار وزارة الصحة برام الله عدم تزويد قطاع غزة بالدواء والمستلزمات الصحية في وقت يعاني منه القطاع الصحي بغزة من تدهور خطير في تقديم خدماته للمواطنين.

وأكد جربوع أن سياسات السلطة ضد غزة تأتي بشكل متزامن مع سياسات الاحتلال بخنق سكان القطاع ومنعهم من السفر عبر حاجز بيت حانون.

وطالب جربوع بفتح ممر انساني عاجل لكل الحالات المرضية العاجلة، داعيًا حكومة التوافق الوطني لتحمل مسؤولياتها تجاه طاع غزة.

وشدد أن 'خيمة أغيثوا مرضى غزة' ستتواصل حتى انتهاء الأزمة، ونحن في كافة الأطر الشبابية ندعو كافة المؤسسات الوطنية والفصائل للمشاركة في هذه الخيمة علما سينظم النشطاء فعاليات بشكل يومي.

التعليقات