القدرة لـ"عرب 48": "وقف المستحقات الطبية عن غزة سيؤدي لكارثة"

حذر الناطق بلسان وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، دكتور أشرف القدرة، من وقوع كارثة بشرية، مع استمرار وقف المستحقات الطبية إلى قطاع غزة، من قبل السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي.

القدرة لـ

(عرب 48)

حذر الناطق بلسان وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، دكتور أشرف القدرة، من وقوع كارثة بشرية، مع استمرار وقف المستحقات الطبية إلى قطاع غزة، من قبل السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي.

وأكد القدرة في حديثه لـ"عرب 48" أنه "خلال الأيام الماضية توفي أربعة أطفال في قسم الحضانات بمشافي غزة، ليصل عدد المتوفين إلى 13 طفلا منذ بدأ الأزمة، آخرهم الشهيد بسام العطار، وإذا ما استمر الوضع على ما هو عليه، فإن الكثير من الأرواح سوف تتعرض لخطر الوفاة".

وأشار القدرة إلى أن "قطع المستحقات الطبية هو استهداف صريح من السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي لضرب الجبهة الداخلية الصامدة في غزة بوجه الاحتلال من سنين، عن طريق إضعاف وزارة الصحة بداية".

وقال إن "175 صنفا من الأدوية والمستهلكات الطبية نفذت بالفعل، إضافة إلى نفاذ 35% من الأدوية الأساسية والتخصصية، لا سيما 90% من أدوية السرطان و40% من المستهلكات الطبية الهامة".

وأوضح القدرة أن "مجمل الخدمات الصحية تعاني نقصا حادا في الأدوية، ما جعل العديد من المرضى وخاصة مرضى السرطان والدم والكلى والقلب والأمراض النفسية، في حالة هوسٍ وخوفٍ حقيقي على مستقبل حياتهم التي تعتمد على أنواع خاصة من الأدوية’.

وحذر من "استمرار هذه الأزمة الخانقة التي تمر بها وزارة الصحة في غزة، ما يضع آلاف المرضى في خطر محدق، والتي سوف تتسبب بكارثة بشرية".

وطالب القدرة، كافة الجهات المحلية والإقليمية والدولية، "بالتحرك العاجل لإنقاذ القطاع الصحي وحماية المنظومة الصحية في غزة من خطر الانهيار".

وحمّل القدرة السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي مسؤولية استمرار الأزمة وقال، إن "هذا الوضع لا يُحتمل، كافة المستشفيات والمراكز الصحية أصبحت عاجزة بشكل كبير عن تقديم الخدمة الصحية المطلوبة لكثير من المرضى في غزة، وذلك بسبب الحصار والسياسيات التي تستهدف الحقوق العلاجية في القطاع".

كما حذر القدرة من "نفاذ منحة الوقود الدولية الأخيرة، والتي تستخدم لتشغيل المولدات الكهربائية في المشافي والمراكز الطبية، واستنزاف كميات كبيرة منها جراء انقطاع الكهرباء لساعات طويلة تصل في بعض الأحيان لـ20 ساعة يوميا".

وناشد القدرة جميع الجهات المحلية والإقليمية والدولية بالتحرك العاجل لدعم احتياجات المرضى من أدوية ومستهلكات طبية ووقود داخل قطاع غزة.

وخلص بالقول إن منظومة الصحة في قطاع غزة صمدت 20 عاما دون أن تسجل فيها حالة موت واحدة بسبب انقطاع الكهرباء، لكن هذه الأيام تشهد غزة خطرا حقيقيا لم تشهده منذ عشرات السنين. نحن نحذر من مجزرة قد تحصل، إذا لم تصل المستحقات في أقرب وقت ممكن".

بدوره، أكد رئيس الوفود الطبية في منظمة أطباء لحقوق الإنسان، ومسؤول العيادات الطبية في المنظمة، صلاح حاج يحيى، لـ"عرب 48"، أن "الوضع الراهن هو الأصعب والأخطر منذ الحصار ومنذ بدء الأزمة المالية والتي تتمثل بانقطاع الكهرباء وشح الغاز ونقص الدواء ووقف التحويلات الطبية للمرضى خارج القطاع".

وأضاف حاج يحيى أن "الحالات الصعبة بالآلاف، خاصة مع استمرار إغلاق معبر رفح والاقتصار على حاجز إيرز، في ظل إجراءات شديدة وصعبة يفرضها الحصار والاحتلال، والقيود التي يضعها الجانب الإسرائيلي ورفضه لأعداد كبيرة من تصاريح المرضى بحجج امنية، وإننا إذ نحذر من استمرار الأزمة الحالية وإزهاق أرواح مرضى أبرياء.’

وأوضح أن "هناك نقصًا هائلا بالأدوية والمعدات الطبية لغرف الطوارئ وللعمليات الجراحية، 190 طن دواء ونحو370 طن مستهلكات طبية رصيدهما صفر الآن، ومن دونها لا يمكن إجراء عمليات جراحية، وهذا الأمر له تداعيات خطيرة على المرضى خاصة بعد حرمانهم الخروج من القطاع بسبب عدم منحهم تصاريح ونفقات مالية للعلاج من سلطة رام الله’.

وخلص بالقول إن، "وفد منظمة أطباء لحقوق الإنسان قدم شحنة من المساعدات، وأجريت عمليات جراحية في مستشفى الشفاء وتم فحص المئات من المرضى، ومن أكثر المتضررين في غزة في ظل الأزمة الراهنة، مرضى C.F التليف الكيسي عند الأطفال، وعددهم 321 طفلا، ونقص دواء الكريون يزيد من معاناة المئات".

 

التعليقات