قريب الشهيد لافي لـ"عرب 48": قتلوه بعيار ناري استقر قرب قلبه

تسود قرية أبو ديس شرق مدينة القدس المحتلة، أجواء حزينة في أعقاب استشهاد الشاب محمد محمود لافي (18 عاما) متأثرا بجراحه الخطيرة إثر تعرضه لإطلاق نار خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في "جمعة الغضب".

قريب الشهيد لافي لـ

الشهيد محمد محمود لافي

تسود قرية أبو ديس شرق مدينة القدس المحتلة، أجواء حزينة في أعقاب استشهاد الشاب محمد محمود لافي (18 عاما) متأثرا بجراحه الخطيرة إثر تعرضه لإطلاق نار خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في "جمعة الغضب".

واستهل قريب الشهيد، زياد لافي، حديثه لـ"عرب 48"، بالقول إن "الشهيد كان قد أنهى مؤخرا دراسته بمرحلة التوجيهي بنجاح، ثم تقدم بطلب التسجيل والتخصص بالشؤون العسكرية في جامعة الاستقلال بأريحا تلبية لرغبته، إلا أنه ولسوء الحظ فقد حصل في اليوم الذي تلا استشهاده، السبت، على القبول من الجامعة ذاتها".

وأشار إلى أن "الشهيد شارك قبل يوم من استشهاده في حفل أقيم لطلبة التوجيهي في أبو ديس على شرف نجاحهم، وقد شوهد خلال الحفل وهو يرقص ويرفع علامة النصر، كما أنه قام بتوديع زملائه من على مقاعد الدراسة وكأنه كان على علم باستشهاده".

وأكد أن "الشهيد كان في مقدمة المواجهات التي اندلعت في القرية، وعلى أثر ذلك قامت القوات الإسرائيلية باستهدافه ومباغتته إلى أن أقدم أحد عناصر الاحتلال على إطلاق عيار ناري ليخترق ظهره ويستقر قرب قلبه، ما أسفر عن حدوث نزيف داخلي حاد أسفر عن استشهاده بوقت لاحق".

وأضاف قريب الشهيد لافي أن "عملية نقل الشهيد للمركز الطبي استغرقت نحو ساعتين، في ظل سعي طواقم الإسعاف من أجل إيصاله لأقرب نقطة طبية ممكنة مزودة بوجبات دم، دون أن تعترض القوات الإسرائيلية طريقها. خلال هذا الوقت فقد الشهيد كمية كبيرة من الدم إلى أن وصل لأحد المشافي، عندها اضطر الأطباء لإخضاعه لعملية جراحية في غرفة الطوارئ نفسها في محاولة للسيطرة على النزيف الداخلي، إلا استشهد بين أياديهم بعد أن باءت كافة محاولات إنقاذ حياته بالفشل".

وعن معرفتهم باستشهاد قريبه، قال لافي إنه "في بادئ الأمر تلقينا نبأ حول إصابته بجراح طفيفة في ظهره ناتجة عن استهدافه بعلبة غاز، إلا أنه مع وصولنا إلى المشفى فوجئنا بأنه تعرض لعيار ناري وأن إصابته كانت خطيرة".

وأكد أن "أهل الشهيد لم يستوعبوا ما حصل بعد خصوصًا والدته التي كانت متعلقة به بشكل لا يوصف، وربطتها به علاقة أكبر من كونه ابنها، لكن في الوقت ذاته ينتابهم شعور بالفخر والاعتزاز، لا سيما أن ابنهم لطالما طلب الشهادة وقد نالها، مع الإشارة إلى أنه عرف بخدمته وطاعته لكل من عرفه، ومن ناحية أخرى كان يشعر بالألم والحرقة تجاه ما يجري بحق المسجد الأقصى المبارك، ولم يتوان في يوم من الأيام عن المشاركة في المظاهرات المختلفة نصرة لقضية شعبه".

وختم لافي بالقول إن "السلطات الإسرائيلية مع الأسف الشديد تستفرد بنا وبمقدساتنا في ظل صمت حكام الدول العربية، وهذه المشكلة بحد ذاتها، فمع كل ذلك نحن شعب كتب الله علينا ذلك، وسنواصل الدفاع عن مقدساتنا، وسنبقى شرفا للأمة العربية شاء من شاء وأبى من أبى".

التعليقات