أسواق جنين تُجابه كورونا برمضان: "حركة شرائية بائسة وتبضُّع الضروريّات فقط"

حاولت مدينة جنين، مع بداية شهر رمضان، استعادة الحياة في أسواقها، وذلك بعد يوم واحد من تخفيف الإجراءات المشددة التي ما تزال الحكومة الفلسطينية، تفرضها، على المدينة، كغيرها من مدن الضفة الغربية المُحتلّة؛ بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد.

أسواق جنين تُجابه كورونا برمضان:

في أحد أسواق جنين (صورة خاصّة بـ"عرب 48")

حاولت مدينة جنين، مع بداية شهر رمضان، استعادة الحياة في أسواقها، وذلك بعد يوم واحد من تخفيف الإجراءات المشددة التي ما تزال الحكومة الفلسطينية، تفرضها، على المدينة، كغيرها من مدن الضفة الغربية المُحتلّة؛ بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد.

وقصدَ العديد من المواطنين، المدينة، من كافة قرى المحافظة، للتسوق والتحضير لشهر رمضان، غيرَ أن حالة الطوارئ "أرهقت" المدينة، وشلّت حركتها، إذ إن تدفُّق المئات للمدينة لم يكن كافيا لتعويض الشلل الذي دَبَّ في مفاصلها، منذ أكثر من شهرين.

وازدادَ الوضع سوءًا، بسبب الإجراءات التي فُرِضت في إسرائيل، والتي مُنع بموجبها، التنقل بين مدن وبلدات الداخل حتى، إلا بإذن خاص، ما أضرّ بمدينة جنين التي يعتبر كثيرون من فلسطينيي الداخل أنها مركز تسوّق مهم، وبخاصة بسبب قربها الجغرافي من مدن الداخل كالناصرة وبلدات المثلث.

إقبال ضعيف على الأسواق (صورة خاصّة بـ"عرب 48")

منذ الصباح الباكر من يوم الأحد حتى ساعات الظهيرة، لم تبلغ مبيعات بائع الخضار، سامر خمايسة (35 عامًا) 60 شيكلًا، فيما قُدّرت بضاعته التي عرضها للبيع بأكثر من أربعة الآف شيكل. وقد وقف طويلا أمام بسطته يحدق بالمارة الذين لم يتجاوز عددهم العشرات في سوق كان في السابق يشهد ازدحامًا، طوال أيام الأسبوع.

وقال خمايسة في حديث مع "عرب 48"، إن "الحركة الشرائية بائسة جدًا وكل الذين تراهم في السوق الآن يتبضعون حاجتهم الضرورية فقط، وقد نحّيتُ الفاكهة عن البسطة، واستبدلتها بأنواعٍ أخرى من الخضروات، المواطنون منذ حالة الطوارئ جالسون في بيتوهم بلا عمل، وقد بدت استعداداتهم للشهر، متواضعة، كما تلاحظ".

وأضاف: "تنتعش الأسواق في المدينة مع قدوم فلسطينيي الداخل، ومعظم زبائني منهم، لكن منذ (بدء) أزمة كورونا، وتوقفهم عن دخول جنين؛ تضاعف حجم الأزمة التي تعيشها أسواق المدينة".

الناس يتبضعون حاجتهم الضرورية (صورة خاصّة بـ"عرب 48")

وحتى الساعة الثانية والنصف من بعد الظهر، كان بائع القطايف، توفيق شلش (27عامًا) قد باع بمبلغ خمسين شيكلًا ، وقد حجز مكانًا صغيرًا أمام مدرسة فاطمة خاتون شرق مركز المدينة، حيث يضع فيه "بلاطة معدنية" يصب عليها عجينة القطايف، ويجهزها للبيع.

وفي العادة، يزداد في شهر رمضان إقبال المواطنين على شراء القطايف، ولا سيّما لسهولة تحضيرها ورخص ثمنها، غير أن الحال في رمضان الجاري، قد تغير، وهو ما دفع شلش لإبداء امتعاضه الشديد بسبب إقبال المواطنين الضعيف.

وقال شلش: "في رمضان الفائت كنا نبيع يوميا أكثر من أربعين كيلو قطايف، والناس كانوا يتهافتون علينا لأن القطايف التي نعدها مميزة عن غيرنا، (إلا أننا) منذ الصباح الباكر حتى هذه الساعة لم نبع سوى ستة كيلوات".

القطايف (صورة خاصّة بـ"عرب 48")

وأضاف شلش: "ربما أصبحت حلوى القطايف شيئًا ثانويا على موائد رمضان مع حالة الركود التي تشهدها الأسواق".

عند أحد متاجر المواد التموينية وسط المدينة، تدافع عشرات المواطنين، لشراء سلعٍ كالزيت والأرز والمعلبات، واللحوم المجمدة، وذلك عقب حملة تخفيض أسعار كان قد أعلن عنها صاحب المتجر بمناسبة حلول شهر رمضان.

وبحسب أحد العمال فإن تخفيض الأسعار جاء "مراعاةً للأوضاع الاقتصادية التي يعيشها المواطن نتيجة الإغلاق المستمر والمفروض على الوطن منذ تفشي فيروس كورونا".

أثناء إعداد القطايف (صورة خاصّة بـ"عرب 48")

واعتاد بائع المثلجات والعصائر، المعروف باسمه الأول؛ محمد، على الوقوف بعربته عند مدخلٍ فرعي في شارع البريد، حيث يشهد المكان على الدوام؛ ازدحامًا بالمتبضعين، وأصحاب المركبات.

وأوضح محمد، أنه "منذ إغلاق المدينة لم يخرج بعربته للسوق لبيع المثلجات، وقد تفاءل مع بداية شهر رمضان بإقبال الناس على شراء العصائر وبخاصة التمر لأنه يُعتبر من أساسيات المائدة الرمضانية لدى كثير من المواطنين"، غير أن "الإقبال في اليوم الأول كان ضعيفًا مقارنة برمضان العام الماضي وقبل إعلان حالة الطوارئ".

جانب من المدينة (صورة خاصّة بـ"عرب 48")

تخفيف القيود عن المدينة والسماح للمواطنين بدخولها ضمن شروط صحية أعلنت عنها المحافظة، لم يسعفها في استعادة الحياة في أسواقها، إذ انعكست ظلال الواقع الاقتصادي، على الحركة الشرائية للمواطنين، وإن رُفعت القيود عن المدن في وجوههم.

التعليقات