غزة... أسماك شاهدة على جرائم الاحتلال

يعاني أصحاب مزارع إنتاج الأسماك في قطاع غزة من أزمات متتالية، كان آخرها تكبّّد خسائر كبيرة جرّاء عدوان الاحتلال الإسرائيليّ الذي بدأ في 10 أيار/ مايو الماضي واستمر لمدة 11 يوما، بالإضافة إلى إغلاق سلطات الاحتلال الحاجز التجاري الوحيد بداية العدوان، بشكل

غزة... أسماك شاهدة على جرائم الاحتلال

أحد العاملين في مزارع السمك بغزة (الأناضول)

يعاني أصحاب مزارع إنتاج الأسماك في قطاع غزة من أزمات متتالية، كان آخرها تكبّّد خسائر كبيرة جرّاء عدوان الاحتلال الإسرائيليّ الذي بدأ في 10 أيار/ مايو الماضي واستمر لمدة 11 يوما، بالإضافة إلى إغلاق سلطات الاحتلال الحاجز التجاري الوحيد بداية العدوان، بشكل كامل، فيما عاودت فتحه جزئيا لعبور المواد الغذائية وبعض المساعدات، بينما تمنع التصدير كليًّا.

هذه الأزمات تبدأ من الأضرار المباشرة التي لحقت بمزارع الأسماك، جرّاء القصف الإسرائيلي الذي استهدف مواقع في محيطها، ما كبّد أصحابها خسائر كبيرة، أمر فاقمه استمرار إغلاق حاجز كرم أبو سالم، جنوبي القطاع، أكثر من شهر، ومنع التصدير.

(الأناضول)

ويضم قطاع غزة مزرعتين للأسماك فقط، أنشئتا للأغراض الاقتصادية والاستثمار، تنتجان نحو 500 طن سنويا، فيما يتواجد عدد آخر من "برك" الاستزراع السمكي، وفق وزارة الزراعة بغزة.

إغلاق الحاجز

وقال مدير الخدمات بالإدارة العامة للثروة السمكية في وزارة الزراعة، جهاد صلاح، إن إجمالي الخسائر المباشرة وغير المباشرة، التي لحقت بقطاع الثروة السمكية (صيد بحري أو مزارع)، جرّاء العدوان الإسرائيلي تزيد عن مليونين و650 ألف دولار أميركي.

وذكر صلاح لوكالة "الأناضول" للأنباء أن قيمة الخسائر المباشرة، التي لحقت بهذا القطاع، من أضرار بألواح الطاقة الشمسية، ومزارع الأسماك، ومراكب الصيادين، بلغت نحو 250 ألف دولار.

فيما بلغت قيمة الخسائر غير المباشرة، التي تكبّدها قطاع الثروة السمكية، جرّاء العدوان، حوالي 1.2 مليون دولار، يضاف إليها، بحسب صلاح، نحو 1.2 مليون دولار خسائر جرّاء وقف التصدير وإغلاق المعابر.

وأوضح أن قطاع غزة كان يصدّر بشكل أسبوعي، نحو 30 طن من الأسماك تشكل نحو 80 بالمئة من إنتاج المزارع.

وأضاف: "نصدّر بشكل أساسي ومباشر لأسواق الضفة".

(الأناضول)

وأشار إلى تراجع تسويق الأسماك محليا بغزة جرّاء انعدام القدرة الشرائية للمواطن الذي خرج من العدوان بخسائر كبيرة، بالتزامن مع استمرار إغلاق الحاجز التجاري ما أدى إلى حالة ركود في الأسواق.

خسائر وتخوفات

بدوره، قال سهيل الحاج، وهو مالك مسمكة البحّار، إن العدوان الإسرائيلي الأخير انتهى، لكن تداعياته ما زالت باقية وتؤثر بشكل كبير على المواطنين.

وأضاف أنه أسس أول مزرعة لإنتاج الأسماك، في مسمكته، عام 2014، للقفز عن الظروف التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي من ملاحقة الصيادين أثناء أداء مهامهم، ومن إغلاق متكرر للبحر.

وتابع: "هذه الإجراءات كانت تحرم المواطن من الحصول على الأسماك التي تشكل عنصر غذاء مهم من السلة الغذائية الآمنة، بالإضافة إلى قلة الوفرة السمكية في بحر غزة".

وأوضح أن مزرعة الأسماك تكبّدت خسائر كبيرة جدا جراء العدوان وإغلاق المعابر، تزيد عن 77 ألف دولار أميركي.

(الأناضول)

وذكر أنه كان يصدّر حوالي 5-6 أطنان من الأسماك أسبوعيا، إلى أسواق الضفة الغربية، لكن اليوم هذه الأطنان تتكدس داخل المزرعة موقعة "خسائر باهظة".

وأشار إلى أن كل يوم يمرّ في ظل استمرار إغلاق الحاجز ، يكبّدهم المزيد من الخسائر، في ظل تكدّس أطنان الأسماك داخل المزرعة، وعدم اتساعها لاستيعاب السمك الجديد.

وأشار أنهم قبل نحو 4 سنوات، أنشأوا مختبرا (حضانة) لتفقيس الأسماك من نوع "دنيس"، بعد أن كانوا يستوردوه.

وقال عن ذلك: "كنا نستورد أسماك الدنيس الصغيرة (بذرة) عبر المعبر التجاري، لكن هذا أيضا كان يكبدنا خسائر كبيرة، حيث مكوث الأسماك على المعبر لمدة تزيد عن 15 ساعة، يؤدي إلى موتها؛ علما أنها باهظة الثمن".

ولحل تلك المشكلة، لجأوا إلى إنشاء المختبر المختص بتفقيس صغار سمك الدنيس.

وقال إن هناك فوجا جديدا من الأسماك، التي لا يعرف أين سيعتني بها، في ظل تكدّس الأسماك في المزارع، وعدم وجود مزارع فارغة.

وأعرب عن تخوفاته من نفوق الأسماك، لافتا إلى أنه لجأ للعروض التجارية خلال الفترة السابقة، خوفا من الكساد، الأمر الذي عاد عليه بخسائر أيضا.

(الأناضول)

تراجع المبيعات المحلية، ووقف التصدير، أنهكا الحاج ماليا سيما وأنه ملتزم بدفع "مصاريف تشغيلية كبيرة جدا لإدارة المزرعة".

من جانب آخر، يقول إن العام الماضي الذي تزامن مع جائحة كورونا، تسبب بأزمة اقتصادية كبيرة.

وتابع: "أثرت الجائحة بشكل سلبي على عملنا، وعلى كمية الإنتاج والمبيعات، كما أغلقنا المكان بشكل شبه دائم".

ولفت إلى وجود تخوفات من توقّف عجلة الإنتاج في المزرعة وإغلاقها، في ظل وقف التصدير وتتابع الأزمات.

وفي 13 نيسان/ أبريل الماضي، تفجرت الأوضاع في فلسطين جراء اعتداءات "وحشية" للاحتلال الإسرائيلي بمدينة القدس المحتلة، وامتد التصعيد إلى الضفة الغربية والمناطق العربية داخل إسرائيل، ثم تحول إلى عدوان عسكري في غزة انتهى بوقف لإطلاق النار فجر 21 أيار/ مايو الماضي.

وأسفر العدوان الإسرائيلي عن 290 شهيدا في غزة والضفة، بينهم 69 طفلا و40 سيدة و17 مسنا، وأكثر من 8900 مصاب.

كما تسبب العدوان بتدمير آلاف الوحدات السكنية، "كليا أو جزئيا"، بالإضافة إلى إلحاق أضرار فادحة بالبنية التحتية والقطاعات الإنتاجية الزراعية والسمكية والصناعية.

التعليقات