الاستياء يسود قافلة التضامن في بورسعيد من المماطلة في تسييرها..

"الوضع أصبح حرجًا للغاية مع ازدياد تكلفة وجود القافلة وأعضائها، سواء من الناحية المادية أو المعنوية أو حتى انعكاساتها على علاقات دول أعضاء القافلة مع مصر"..

الاستياء يسود قافلة التضامن في بورسعيد من المماطلة في تسييرها..
تسود حالة من الاستياء بين أعضاء قافلة "أميال من الابتسامات" الموجودة الآن في مدينة بورسعيد المصرية بعد مماطلة السلطات المصرية في تسيير القافلة وتسهيل إجراءاتها، رغم أكثر من وعد برد نهائي لتسهيل إجراءات دخول القافلة قطاع غزة المحاصر.

وبدأت حالة من القلق تسود بعض السفارات الأوروبية التي لها وفود بالقافلة بعد تعطلها فترة أطول مما هو متوقع؛ ما دفع هذه السفارات إلى التواصل مع أعضاء القافلة للاطمئنان على سلامتهم. كما تواصلت أيضًا مع الخارجية المصرية لمعرفة موعد انطلاق القافلة التي لم تأتِ مصر إلا بعد الاتفاق مع وزارة الخارجية المصرية عبر سفاراتها في الدول الأوروبية التي انطلقت منها.

وقالت مصادر في القافلة صباح اليوم، الأربعاء إن الوضع أصبح حرجًا للغاية مع ازدياد تكلفة وجود القافلة وأعضائها، سواء من الناحية المادية أو المعنوية أو حتى انعكاساتها على علاقات دول أعضاء القافلة مع مصر؛ ما أدى إلى حالة من القلق والتوتر بين أعضاء الوفود ورؤسائها في القافلة لوجود ارتباطات أخرى لديهم، ووجود انطباع سلبي لديهم عن التعامل الرسمي المصري معهم عكس ما كان متوقعًا، خاصة أن السفارات المصرية في الخارج أكدت لهم موافقة السلطات في مصر على دخول القافلة قطاع غزة، والتزم القائمون على القافلة بإحضار المعونات التي تسمح مصر بدخولها عبر معبر رفح، كما أن السفارات المصرية أكدت حرص السلطات في مصر على مد يد العون إلى الشعب الفلسطيني وتسهيل إجراءات قوافل الإغاثة القادمة من الخارج.

من جهته أكد زاهر بيراوي الناطق باسم القافلة أن السلطات المصرية المختصة وعدته بردّ نهائي حول موعد تسيير القافلة إلى قطاع غزة اليوم الأربعاء، مضيفاً أن تعطل القافلة يؤدي إلى زيادة النفقات والالتزامات المالية دون سبب واضح، رغم تأكد حرص السلطات المصرية على وصول هذه المعونات المهمَّة إلى أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وأوضح بيراوي أن القائمين على القافلة، وخاصة من ذوي الأصول العربية منهم، يهمهم صورة مصر أمام أعضاء الوفود الأجانب المشاركين فيها؛ حتى لا تظهر بعض التعقيدات -التي نظن أنها غير متعمَّدة- وكأنها مقصودة لتعطيل القافلة وإعاقتها عن الوصول إلى هدفها أو تعطيلها رغم إنسانية أهدافها هي والقائمين عليها.

يذكر أن هناك حوالي 60 حاوية تحمل أكثر من 100 سيارة تحمل مساعدات للشعب الفلسطيني، وخاصة الأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة؛ حيث تتضمَّن القافلة 275 كرسيًّا متحركًا للمعاقين وأجهزة حاسب آلي للمدارس المتضرِّرة من العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة في كانون الثاني (يناير 2009) يرافقها هناك 115 متضامنًا أوروبيًّا، وعددٌ من الشخصيات الأوروبية والعربية، علاوة على ممثلين للمؤسَّسات المشاركة في الحملة؛ من بينهم "نيلس ليتورين" NILS LITTORIN القيادي في أحد الأحزاب السويدية و"دان أوليف جرادين" DAN OLOF GRADIN المسؤول في إحدى المؤسسات الخيرية الكبرى.

وكانت المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين كارين أبو زيد قد حثَّت السلطات المصرية على تسهيل مهمة الحملة الدولية للتضامن مع أطفال غزة، ووجَّهت رسالة إلى وزارة الخارجية المصرية والجهات الأمنية في القاهرة؛ جاء فيها أن قطاع غزة في أمسِّ الحاجة إلى المساعدات التي تحملها القافلة، وخاصة المعدات الطبية والكراسي الإلكترونية المتحرِّكة المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، وبالأخص الأطفال منهم.

التعليقات