جريمة إعدام المقعد إبراهيم خلف الله:"هدية" إسرائيلية للمجتمع الدولي!

جريمة إعدام المقعد إبراهيم خلف الله:

لم يستجب جنود الاحتلال الإسرائيلي، لصراخ واستغاثة الحاجة عيدة خلف الله (60عاماً) التي لم يتسنى لها حمل زوجها المقعد إلى خارج المنزل، حتى قامت الجرافات بهدم المنزل وسوته بالأرض على زوجها وهو حيّ.

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي، توغلت فجر الاثنين معززة بعشرات الآليات العسكرية في منطقة الحي النمساوي غرب مدينة خانيونس، وسط إطلاق نار كثيف وبغطاء من طائرات الاباتشي، وشرعت بتجريف وهدم أكثر من 20 منزلاً دون سابق إنذار، لتترك أصحابها في العراء يتذوقون مرارة الهجرة من جديد.

وقالت الحاجة عيدة، زوجة الشهيد، والحزن يملأ قلبها على فراقه: إن المنطقة كانت هادئة عندما اجتاحت قوات الاحتلال المنطقة المحاذية للحي النمساوي من الناحية الغربية، وشرعت بهدم المنازل دون سابق إنذار.

وأوضحت خلف الله، والدموع تنهمر من عينيها أن زوجها أصيب بحروق في الوجه جراء إصابته بشظايا قذيفة اخترقت سقف المنزل في بداية التوغل الذي رافقه إطلاق نار كثيف، مضيفةً: "وبينما كنت أهم للخروج والاستغاثة بأحد الجيران لإسعاف زوجي، فوجئت بالجرافة تقترب من المنزل.. لحظتها عدت على وجه السرعة في محاولة مني لإنقاذ حياته ولكن دون جدوى".
وتابعت بصوت يكسوه الحزن: "خرجت، أنا وابنتي منى (35عاماً) نصرخ أمام الجرافة، وتوسلنا لأحد الجنود بأن يمهلنا خمسة دقائق حتى يتسنى لنا إخراج زوجي المقعد قبل أن يهدموا المنزل عليه، لكن لا حياة لمن تنادي, حيث لم يأبه الجنود لتوسلاتنا ولا حتى لصراخ زوجي، فهدمت الجرافات المنزل وسوته بالأرض على زوجي وهو حيّ!"...

توقفت الحاجة عيدة عن الكلام ولم تستطع المتابعة ليأتي صوت نجلها الأكبر باسم إبراهيم خلف الله (34عاماً) ليكمل لنا تفاصيل الجريمة البشعة التي ارتكبت بحق والده، وقال: "اتصلت بي أختي منى، وقالت لي أن الجرافات تهدم المنزل ووالدي بداخله، وعلى جناح السرعة توجهت أنا وعدد من الشبان إلى المنطقة وإذا بمنزلنا أصبح أثراً بعد عين".

وأضاف باسم: "كانت المنطقة مظلمة جداً، ولا يوجد كهرباء ولا حتى أي ضوء فقمنا بإنارة جوالاتنا لكي يتسنى لنا رؤية شيء في هذا الظلام، وبعد دقائق عدة أحضر لنا أحد الجيران فانوساً، وبحثنا عن والدي، لكن سرعان ما أمطرنا الجنود المتمركزين على بعد 150 متراً من المكان، برصاص من رشاشاتهم الثقيلة، فانبطحنا أرضاً بين أكوام الحجارة لمدة خمسة دقائق، ثم توقف إطلاق النار فعاودنا البحث عن والدي فلم نجده، ووجدنا أغراضه وحاجياته متفرقة في كل مكان وفي كل ناحية من المنطقة".

وتابع نجل الشهيد: "ثم عاود جنود الاحتلال بإطلاق نيران أسلحتهم الرشاشة باتجاهنا، وذلك لكي يجبرونا على مغادرة المنطقة. بعد لحظات توقف إطلاق النار وقمنا بالبحث ثانية أكثر من ساعة ونصف، وقمنا برفع أكوام الحجارة هنا وهناك حتى نستطيع رؤية والدي".

واستطرد قائلاً: "إنه وعلى بعد 40 متراً من موقع المنزل الذي كنا نسكن فيه، وجدنا جثة والدي تحت الأنقاض، حينها نظرت إليه فوجدت رأسه مهشمة وأطرافه مقطعة وأحشاءه ممزقة".

واستهجن باسم هذه الجريمة بحق والده المقعد، قائلاً: "إن عنجهية ووحشية الاحتلال وجرائمه لم تتوقف يوماً واحداً بحق أطفالنا وشبابنا ونسائنا وشيوخنا، مناشداً العالم وكافة المنظمات الأهلية وحقوق الإنسان بالتدخل لوقف المجازر اليومية التي ترتكب بحق أبناء شعبنا"

التعليقات