قطاع غزة: "الحصار من أمامكم والبحر من خلفكم"..

-

قطاع غزة:
الحصار من أمامكم والبحر من خلفكم.. عبارة جسدت واقع مليون ونصف فلسطيني يعيشون في قطاع غزة، فأينما ذهبوا فالطريق مسدود بفعل الحصار وإغلاق المعابر، ولا يوجد منفذ لهم والوضع ينذر بالانفجار.

فالمريض والطالب والتاجر وكل محاصر في القطاع يتنقل ما بين المعبر إلى البحر، فلا يجد منفذ له للخروج، ولا يعرف ما تخبئ له الأيام القادمة من خطر داهم.. وكوارث قد تحل بغزة.

فقد اعتصم مئات المواطنين من شيوخ وشباب وأطفال بعد صلاة ظهر الجمعة، 9-11-2007، على شاطئ بحر غزة، تلبية لدعوة اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار ضمن فعاليتها المتواصلة لكسر حصار غزة.

ورفع المعتصمون الغاضبون من تواصل الحصار الجائر العلم الفلسطيني والعديد من اللافتات والشعارات منها "لا لحصار غزة.. افتحوا المعبر أريد أن أرى أبي.. ما ذنب المريض لتغلق المعابر في وجهه.. لماذا يسرق الاحتلال البسمة منا"..

المسيرة تكلمت عن واقع قطاع غزة فالبحر من خلفهم والسلك الشائك وأبوابه مغلقة المتواجد في المنطقة من أمامهم، وهم يمسكون فيه بأيديهم تعبيراً عن رفضهم لهذا الحصار ورغبتهم في تحطيمه لإنقاذ القطاع.

طفلة ارتدت الكوفية الفلسطينية ورفعت علم فلسطين وهي تمسك بيديها الصغيرتين السلك الشائك وتنظر بنظرات غريبة إلى البحر وقالت للصحفيين "جئنا إلى هنا من أجل رفع الحصار عن غزة.. جئنا لكسر الحصار"..

الحال لم يختلف كثيراً عند هذا الرجل المسن، بالكاد أسعفته قدميه على الوصول إلى شاطئ البحر ليشارك في التجمع، ويقول هو الآخر "حضرنا للتعبير عن رفضنا إغلاق المعابر ونريد فك الحصار".
ودعا الرجل المسن الدول العربية والإسلامية والغربية وكل المسؤولين مساندة قطاع غزة والوقوف إلى جانبه في هذه المحنة.

بدوره، قال النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية إن هذا التجمع يعبر عن أن الحياة في غزة لا تطاق بفعل الحصار، والواقع صعب ومرير، والأبواب مغلقة ولا دخول لمستلزمات الحياة الأساسية.

وأضاف أن المرضى يمنعون من المغادرة وقد توفي العديد منهم، إلى جانب منع دخول المواد الخام مما تسبب بإغلاق عشرات المصانع وتسريح مئات العمال على بند البطالة.

وحمل الخضري الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية الحصار، واعتبره عقابا جماعيا مخالفا لكل القوانين الدولية وحقوق المدنين الفلسطينيين في العيش بحرية وكرامة.

ودعا العالم إلى الوقوف إلى جانب شعب فلسطين، مناشداً كل من وقع على اتفاقيات جنيف الأربعة إلى الوقوف بجوار الشعب الفلسطيني ليتسنى له العيس بحرية واستقلال وكرامة مثل باقي الشعوب.

وأكد رئيس اللجنة الشعبية أن فعاليات اللجنة الإعلامية والميدانية والاعتصامات والزيارات والرسائل ومخاطبة المسؤولين مستمرة من أجل مواجهة الحصار وفضح الاحتلال.

التعليقات