الأسرى المبعدون سيستقبلون في غزة "لاحقا"، وخارجية السلطة تنتقد الصفقة

أكد القيادي في حركة المقاومة الاسلامية (حماس)، إسماعيل رضوان، أن الأسرى الذين سيتم إبعادهم إلى الخارج بعد إطلاق سراحهم، سيعودون إلى غزة "لاحقا"، وذلك ردا على وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، الذي انتقد صفقة التبادل مع إسرائيل "لأنها تشمل إبعاد بعضهم".

الأسرى المبعدون سيستقبلون في غزة

 

أكد القيادي في حركة المقاومة الاسلامية (حماس)، إسماعيل رضوان، أن الأسرى الذين سيتم إبعادهم إلى الخارج بعد إطلاق سراحهم، سيعودون إلى غزة "لاحقا"، وذلك ردا على وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، الذي انتقد صفقة التبادل مع إسرائيل "لأنها تشمل إبعاد بعضهم".

واعتبر رضوان في تصريحات نقلتها وكالة الصحافة الفرنسية، أن تصريحات المالكي "خارجة عن السياق الوطني المحتفي بهذا الإنجاز التاريخي الكبير للمقاومة بإطلاق سراح الأسرى".

وأوضح أن الأسرى الذين سيتم إبعادهم إلى الخارج "عددهم قليل، ولا يشكل سوى 5% من مجموع الصفقة، وسيتم إبعادهم بموافقتهم شخصيا وبمحض إرادتهم".

وذكر رضوان أن هؤلاء الأسرى المبعدين "لهم الخيار بالعودة لاحقا إلى غزة متى شاؤوا، أما باقي المبعدين فسينقلون إلى غزة، وهي جزء محرر من الوطن".

كما أوضح أن "الأسرى من ذوي المحكوميات العالية كانوا أمام خيارين: إما أن يبقوا في السجون حتى الموت، أو الإفراج عنهم ضمن الصفقة بإبعاد عدد قليل منهم، وهم يخرجون ليمارسوا حقهم في المقاومة ويواصلوا مسيرة نضالهم".

وفي رده على سؤال حول عدم تضمن الصفقة الإفراج عن قادة كبار مثل الأمين العام للجبهة الشعبية ، أحمد سعدات، والقيادي البارز في حركة فتح، مروان البرغوثي، قال رضوان: "الصفقة شملت إطلاق سراح قادة كبار مثل يحي السنوار، وروحي مشتهى، وأكرم منصور (حماس)، وأحمد أبو حصيرة، وفؤاد الرازم (من الجهاد الاسلامي بالقدس)، وسليم الكيالي، وأحلام التميمي، ومحمد سلامة أبو خوصة، إضافة إلى نائل البرغوثي عميد الأسرى".

وأشار رضوان إلى أن السلطة الفلسطينية كانت وافقت على إبعاد المحتجزين في كنيسة المهد ببيت لحم إلى الخارج عام 2002.

انتقادات السلطة الفلسطينية للصفقة على لسان المالكي

وكان المالكي قد قال في مقابلة مع قناة "فرانس 24" الفرنسية: "نحن مسرورون للإفراج عن 1027 أسيرا فلسطينيا، لكننا شعرنا بخيبة أمل كبيرة من أن عددا منهم سينقلون إلى غزة ولن يسمح لهم بالبقاء في منازلهم مع عائلاتهم في الضفة الغربية، وبعضهم الآخر سينفى إلى الخارج".

وفي وقت سابق, قال مسؤولون إسرائيليون إنه بموجب الصفقة بين اسرائيل وحماس سيتم الإفراج عن 1027 أسيرا، سيتم إبعاد أربعين منهم للخارج بينما سيتم إرسال 163 آخرين إلى قطاع غزة.

في هذه الأثناء، قال رئيس الحكومة الفلسطينية في غزة، إسماعيل هنية، إن الفرحة "لن تكتمل إلا بإطلاق سراح كافة الأسرى الفلسطينيين من السجون الاسرائيلية".

وقال هنية في خطبة الجمعة، أثناء وداع الدفعة الاولى من حجاج قطاع غزة: "نحن كنا على موعد يوم الثلاثاء مع عرس وطني ولحظة تاريخية ونحن نستقبل أبطالنا العائدين من سجون الاحتلال"، ووصف هنية الصفقة بـ"المباركة"، وأنها "ضمنت الإفراج عن كل الأسيرات الفلسطينيات، وعلى رأسهن المجاهدة أحلام التميمي، المحكومة 16 مؤبدا، وأخواتها".

وقال أيضا إن الصفقة التي "تشمل 320 أسيرا محكوما بالمؤبد ومدى الحياة، معناه أننا كأننا نخرج الناس من قبورهم، إنكم بصمودكم وصبركم منحتم لهؤلاء الأبطال الحياة الحرة الكريمة".

يُشار إلى أنه بعد الإفراج عن الأسرى، سيبقى في السجون الاسرائيلية نحو ستة آلاف معتقل فلسطيني، وفق مسؤولي حماس.

ترتيبات التنفيذ ومراحله

كان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، قد بحث في القاهرة مع رئيس جهاز الاستخبارات المصري، مراد موافي، في وقت سابق، سبل تنفيذ صفقة التبادل، بينما أعلنت حماس بعض أسماء من سيفرج عنهم.

 وقد غادر مشعل القاهرة عائدا إلى دمشق مع الوفد المرافق له، اليوم الجمعة، بعد أن قدم شكره لمصر على دورها المحوري في إنهاء الصفقة.

وتوقعت مصادر إسرائيلية رسمية أن تبدأ الإجراءات الخاصة بالإفراج عن شاليط الأسبوع القادم، بعد الإفراج عن الدفعة الأولى من المعتقلين الفلسطينيين، وذلك عبر نقله من غزة إلى مصر، ومن ثم تسليمه إلى إسرائيل.

وكانت صحيفة يديعوت أحرونوت قد نشرت في عددها الصادر اليوم الجمعة، ما أسمته بسيناريو تنفيذ صفقة تبادل الأسرى، والمسار الذي سيسلكه الجندي غلعاد شاليط من قطاع غزة، إلى شمال إسرائيل، حيث منزل عائلته.

ويبدأ السيناريو مساء السبت القادم، حيث من المتوقع أن يقوم الرئيس الاسرائيلي شمعون بيرس، ورئيس الاركان، وقائد المنطقة الوسطى التابعة للجيش، بتوقيع وثائق "العفو" الذي سيمهد الطريق أمام الأسرى المنوي إطلاق سراحهم نحو الحرية .

مساء السبت أيضا، سيصل المنسق الاسرائيلي دافيد ميدان، القاهرة، على متن رحلة جوية بهدف الانتهاء من آخر الترتيبات الفنية المتعلقة بالصفقة .

مساء الاثنين تنتهي الفترة الزمنية الممنوحة للاسرائيليين لتقديم اعتراضاتهم على الأسماء والشخصيات المنوي إطلاق سراحها، وذلك من خلال التوجه للمحكمة العليا .

فعليا يبدأ تنفيذ الصفقة يوم الثلاثاء، وذلك بإطلاق سراح 27 أسيرة فلسطينية، على أن تتسلم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة شاليط .

يقوم الصليب الأحمر فور تسلمه شاليط بنقله إلى مصر عن طريق معبر رفح، ويبقى شاليط لفترة معينة داخل إحدى القواعد العسكرية المصرية شمال سيناء .

وفي الخطوة الرابعة يجري نقل شاليط إلى إسرائيل برا أو جوا برحلة جوية خاصة، تنطلق من سيناء، ليصل إلى إحدى القواعد الجوية الاسرائيلية وسط إسرائيل، حيث سيلتقي بعائلته .

مساء الثلاثاء ينقل شاليط وأفراد عائلته إلى كيبوتس "متسبيه هيلا" في الشمال، حيث يجري استقباله من العائلة وجيرانها ونشطاء حملة شاليط، التي مارست الكثير من الضغوط لإجبار الحكومة الاسرائيلية على توقيع الصفقة وإطلاق سراحه.

هل هناك نقاط سرية في الصفقة؟

من ناحية أخرى، كشف موقع "قضايا مركزية" الناطق بالعبرية، نقاطا قال إنها سرية في صفقة التبادل التي جرى التوقيع عليها الثلاثاء الماضي.

وبحسب الموقع، فإن رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو، طلب عدم نشر هذه النقاط وإبقائها سرية، وهذا ما يفسر تراجع نتنياهو عن طرح الصفقة أمام الكنيست الاسرائيلي للمصادقة عليها، كما وعد بعد فوزه بالانتخابات وتشكيل الحكومة الاسرائيلية.

وبحسب ما نشر الموقع اليوم، فقد أخفى نتنياهو هذه النقاط حتى عن وزراء حكومته اللذين صوتوا لصالح الصفقة، وتشمل هذه النقاط التي اتفق عليها مع حركة حماس، وتعتبر جزءًا من الصفقة، التالي: تتعهد إسرائيل برفع الحصار بشكل كامل عن قطاع غزة، وتتعهد كذلك بعدم التعرض لأي أسير أفرج عنه في هذه الصفقة، وكذلك أفراد عائلته، وفي حال عاد بعض المفرج عنهم "للنشاط" ضد إسرائيل، فإنه يتوجب على إسرائيل إبلاغ المخابرات المصرية بنيتها "تصفيته"، ويوجد حق للمخابرات المصرية للاعتراض على قرار إسرائيل.

ووفقا للموقع، فإن نتنياهو لم يستطع انتزاع موافقة من حركة حماس بوقف نشاطها لخطف جنود اسرائيليين في المستقبل، حيث خضع لموقف حماس بأنها سوف تستمر في السعي لخطف جنود والقيام بعمليات لتحرير باقي الأسرى في السجون الاسرائيلية.

وذكر أيضا أن وزير الخارجية الاسرائيلية أفيغدور ليبرمان، كان على علم بالنقاط السرية أو كافة تفاصيل الصفقة، وهو الذي قام بتسريب هذه النقاط للمقربين منه، والتي وصلت بالنهاية إلى موقع "قضايا مركزية".

الأسباب التي دفعت نتنياهو للتوقيع على الاتفاقية

أما عن الأسباب التي دفعت نتنياهو إلى تغيير موقفه، والموافقة على الصفقة التي وقعت، فقد قالت صحيفة "هآرتس"، إن هذا التغير يعود لـ 4 أسباب، وهي مرونة حركة حماس، وأن مخزون الفرص بدأ بالتلاشي، وبسبب الوضع الاسرائيلي الداخلي، وإدراك ضرورة تنظيف الطاولة قبل تحرك ممكن ضد إيران.

وبحسب الصحيفة، فإن السبب الأول يتعلق بالمرونة التي قدمتها حركة حماس في شهر تموز من هذا العام، وتمثلت في نقطتين، الأولى التنازل عن إصرارها في الإفراج عن الصف الأول من قادة كتائب عز الدين القسام "عبد الله البرغوثي، وعباس السيد، وإبراهيم حماد، وحسن سلامة"، بالإضافة إلى مروان البرغوثي وأحمد سعدات.

وجاء هذا التغيير الذي طرأ على موقف قيادة حماس حسب جهاز "الشاباك"، لقناعتهم بأن ممارسة مزيد من الضغوطات على إسرائيل لن يدفعها للإفراج عنهم، والموقف الثاني الذي أظهرت فيه مرونة، يتعلق بعدد الأسرى المنوي إبعادهم عن مناطق الضفة الغربية، حيث كان موقف حماس في المفاوضات التي استمرت خمس سنوات الموافقة على عدد بسيط من الأسرى، ولكن خلال المفاوضات الأخيرة وافقت على عدد أكبر، مما سمح بالتوصل إلى اتفاق وتوقيع الصفقة.

السبب الثاني هو ما ذكره رئيس الحكومة الاسرائيلية نتنياهو في بداية اجتماع الحكومة الاسرائيلية الثلاثاء الماضي، حين وضح أن مخزون الفرص بعودة جلعاد شاليط حيا بدأ بالتلاشي، وهذا سبب مهم للتوقيع على هذه الصفقة، والتي وصفها بالصعبة جدا، والثمن الكبير الذي ستدفعه إسرائيل لإتمام هذه الصفقة.

السبب الثالث يتعلق بالوضع الداخلي الاسرائيلي، حيث أراد نتنياهو تغيير اتجاه الاهتمامات لدى المجتمع الاسرائيلي، خاصة في ظل تصاعد الأزمات المختلفة، والتهديد بالإضراب الشامل في إسرائيل.

واستفاد نتنياهو من التجارب السابقة التي حصلت لحكومة شارون عام 2004 في صفقة الإفراج عن حنان تنلبوم، وكذلك حكومة إيهود أولمرت مع حزب الله عام 2008، والتي أدت إلى تسليم جثتي الجنديين الاسرائيليين اللذين اختطفا عام 2006، بحيث أصبح موضوع التبادل هو العنوان الأساسي في الصحافة الاسرائيلية، وتراجعت الانتقادات لشارون وكذلك ليهود أولمرت، وهذا الوضع ما كان يبحث عنه اليوم نتنياهو، فلا أحد يسمع اليوم بما يصرح به منظمو الاحتجاجات المطالبة بالعدالة الاجتماعية، إلى جانب إظهار نتنياهو بالشخص الذي يستطيع اتخاذ القرارات المصيرية والضرورية، وتظهر قدرته على القيادة.

السبب الرابع يرتبط بالثالث، حيث يريد نتنياهو خلق صورة جديدة له، والخروج من المأزق الذي يعانيه داخل المجتمع الاسرائيلي، وكذلك بدا واضحا توجهه نحو "تنظيف الطاولة" في مقدمة لإمكانية تحرك ضد إيران، وهذا الموضوع حسب الصحيفة قد نسمع عنه الكثير في المرحلة القادمة، في إيحاء واضح أنه قد يكون أهم الاسباب لإنهاء ملف شاليط.

التعليقات