أربعة أسباب جعلت إسرائيل توافق على صفقة تبادل الأسرى

التفسير الثاني، حسب "هآرتس" والذي كرره نتنياهو ومساعدوه أكثر من مرة، مرتبط بالتحولات في العالم العربي وتضاؤل الفرص لإنجاز الصفقة في المستقبل، بمعنى أن تكون المخابرات المصرية بعد بضعة أشهر منشغلة بقضايا مصر الداخلية ولا تلتفت لمثل تلك القضايا

أربعة أسباب جعلت إسرائيل توافق على صفقة تبادل الأسرى

توقيت صفقة تبادل الأسرى هو السؤال الذي يحير المحللون والمراقبون في إسرائيل، خاصة أن الجندي جلعاد شاليط يقبع في الأسر منذ خمس سنوات تقريبا، ومحاولات ومفاوضات إطلاق سراحه بدأت بعد أشهر من أسره. وخلال تلك الفترة تغيرت أكثر من حكومة في إسرائيل ومرت تحولات كبيرة على مجمل المنطقة.


معلقا صحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل وآفي يسسخاروف، حاولا الإجابة على السؤال المطروح على الساحة الإسرائيلية، أكثر من غيره من الأسئلة المرتبطة بالصفقة، لماذا الآن؟ هارئيل ويسسخاروف، وجدا أربعة اجوبة أو تفسيرات لهذا التساؤل، اثنان منهما رسميان كما يقولان، الأول يتعلق بالمرونة التي طرأت على موقف حماس، في حزيران من هذه السنة والمتعلقة بإمكانية مساومة حماس على شرطين من اشتراطاتها السابقة، الأول يتعلق بالأسرى الرموز، مثل سعدات والبرغوثي والثاني يتعلق بالأسرى الذين سيتم إبعادهم. بالمقابل أدخلت إسرائيل الى القائمة بعض الأسماء القيادية مشترطة إبعادهم عن الضفة الغربية، بالإضافة الى ادخال بعض الأسماء لأسرى من داخل الخط الاخضر والقدس، جاء ذلك بالتزامن مع زيادة مصر من تدخلها في الوساطة، حيث عقدت في تلك الفترة ست جولات من المفاوضات في القاهرة.


رئيس "الشاباك" يورام كوهين، كما تقول "هآرتس"، عزا التحول في موقف حماس لتضافر عدة عوامل ترتبط بوصولها لنتيجة مفادها أن إسرائيل لن تتنازل في موضوع القيادات وبالضغط المصري و بالأوضاع في سوريا وبحاجتها لتقديم إنجاز بموازاة الإنجاز الذي حققه أبو مازن في الأمم المتحدة.


التفسير الثاني، حسب "هآرتس" والذي كرره نتنياهو ومساعدوه أكثر من مرة، مرتبط بالتحولات في العالم العربي وتضاؤل الفرص لإنجاز الصفقة في المستقبل، بمعنى أن تكون المخابرات المصرية بعد بضعة أشهر منشغلة بقضايا مصر الداخلية ولا تلتفت لمثل تلك القضايا.

التفسير الثالث، الذي لا يعلن عنه رسميا حسب "هآرتس" يتعلق بالضائقة السياسية التي يمر بها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي يتعرض لإنتقادات حادة من وسائل الإعلام حول تردده وعدم قدرته على الحسم وكسر الجمود من جهة ومشاكله الداخلية مع الاحتجاجات الاجتماعية من جهة ثانية.
 

"هآرتس" تشبه وضعه بهذا المعنى شبيه بوضع شارون خلال صفقة الحنان طننباوم، وأولمرط في صفقة جثتي الجنديين إيهود غولدفاسر وإلداد ريجيف، ما يفيد أن رؤساء حكومات إسرائيل وافقوا على صفقات تبادل لتحسين أوضاعهم الداخلية.


أما السبب الرابع حسب "هآرتس" فهو ما يبدو أنه تنظيف الطاولة استعدادا لتحديات كبيرة قادمة وفي مقدمتها ما يسمى في إسرائيل بـ"الخطر الإيراني".


"هآرتس" ترى بالصفقة انتصارا لوزير الأمن، إيهود براك، الموجود في وضع لا يحسد عليه داخليا بعد انشقاقه عن حزب العمل وملف الخلاف بينه وبين قائد الأركان السابق غابي أشكنازي الذي وصل إلى القضاء. براك كان مؤيدا لانجاز صفقة تبادل الأسرى منذ سنوات وإنجازها في هذا التوقيت بالذات يعزز من موقعه مثلما عزز موقع نتنياهو، وأظهره بأنه قادر على اتخاذ القرارات المصيرية وهو يؤشر إلى تحالف بين الرجلين لمواجهة أكبر هي القضية الإيرانية كما يعتقد بعض المراقبين. 

التعليقات