قوات الامن الفلسطينية بدأت الانتشار حول مستوطنات قطاع غزة

انتهاء آخر لقاء بين الضباط الفلسطينيين والاسرائيليين لتنسيق انتشار القوات الفلسطينية* نصر يوسف وموفاز يناقشان، اليوم، جملة من القضايا العالقة

قوات الامن الفلسطينية بدأت الانتشار حول مستوطنات قطاع غزة
بدأت قوات الامن الفلسطينية، بعد ظهر اليوم الانتشار في المناطق الفاصلة بين المدن والبلدات الفلسطينية والمستوطنات الاسرائيلية في قطاع غزة، وذلك بعد التوصل الى اتفاق بهذا الشأن خلال اللقاء الذي عقد، ظهر اليوم، عند حاجز ايرز، على مدخل قطاع غزة الشمالي، بين ضباط من اجهزة الامن الفلسطينية ومن الجيش الاسرائيلي لتنسيق انتشار عناصر الامن الفلسطيني الذين يقدر عددهم بـ7500 عنصر.

وحسب مصدر اسرائيلي ستتولى القوات الفلسطينية منع اطلاق النيران على المستوطنات والقوات الاسرائيلية اثناء عمليات اخلاء المستوطنين.

وكانت سلطات الاحتلال قد علقت صباح اليوم، انتشار القوات الفلسطينية حول المستوطنات في قطاع غزة لعدة ساعات، على خلفية اصابة خمسة جنود اسرائيليين بنيران رفاقهم.

وستبدأ قوات الجيش الاسرائيلي، مساء غد الانتشار على حدود المناطق الفلسطينية داخل قطاع غزة على مسافة 200 م من مواقع القوات الفلسطينية. وستتولى هذه القوات الرد على النيران الفلسطينية في حالة انطلاقها، وخوض عمليات عسكرية ضد الفلسطينيين.

ويلتقى في وقت لاحق اليوم اللواء نصر يوسف، وزير الداخلية الفلسطيني وزير الأمن الاسرائيلي، شاؤول موفاز في مدينة تل ابيب الاسرائيلية.

وقالت مصادر امنية فلسطينية ان اللقاء سيتناول العديد من القضايا المطروحة بين الجانبين، وفي مقدمتها جملة من الطلبات الفلسطينية التي تتعلق بالتنسيق الفلسطيني - الإسرائيلي، وكذلك عرقلة اسرائيل لدخول التجهيزات والاحتياجات اللازمة لقوات الأمن والشرطة الفلسطينية.

ويشارك في هذا الاجتماع اللواء جمال أبو زايد، قائد قوات الأمن الوطني ومساعد وزير الداخلية، والجنرال موشيه كابلنسكي نائب رئيس هئية الأركان الإسرائيلي.

وكانت قوات الأمن الوطني الفلسطيني في جنوب قطاع غزة، قد كثفت من تواجدها العسكري بالقرب من المستوطنات الإسرائيلية، مساء امس، استعدادا لعملية الإخلاء المرتقبة من المستوطنات الثلاث المشمولة في المرحلة الاولى من خطة فك الارتباط وهي مستوطنات موراج، نتساريم، وكفار داروم.

وأضافت المصادر أن مئات من أفراد قوات الأمني قد وصلوا إلى مدينة رفح، والذين تم تدريبهم خصيصا لاستلام المواقع العسكرية والمستوطنات التي سيتم جلاء المستوطنين الإسرائيليين عنها، وفور وصول قوات الأمن إلى مدينة رفح عمدت إلى إجراء بعض التدريبات النهائية، والانتشار في العديد من المواقع لتولي مهامها.

وأكد مصدر مسؤول في قوات الأمن الوطني أن جميع العناصر الأمنية على أتم الاستعداد والجاهزية لتسلم أي مواقع يتم إخلاؤها من قبل الجانب الإسرائيلي، مشيرا إلى وجود وفد أمنى مصري في جنوب القطاع يقوم بعمليات الاستطلاع والتدقيق، لتحديد النقاط الهامة التي ستنتشر عندها قوات الأمن الوطني الفلسطيني.

وأضاف المصدر أن الشرطة العسكرية انتشرت امس في مدينة رفح، وقامت بإجراء بعض التدريبات والعروض النهائية أمام وفد أمني كندي كان يقوم بزيارة لمقر الأمن الوطني بمدينة رفح.
وحسب المراقبين فانة من المحتمل أن يتم تسليم مستوطنة موراج والمستوطنات الأخرى (نتساريم وكفار داروم ) للفلسطينيين صباح يوم غد الاثنين.



على الصعيد ذاته، أكد رئيس الوزراء الفلسطيني، احمد قريع على ضرورة استثمار الانسحاب وجلاء الاحتلال الاسرائيلي عن قطاع غزة وشمال الضفة، من اجل تطوير السلطة الوطنية الفلسطينية وتحسين اوضاع شعبنا على كافة الأصعدة ، مشددا على ضرورة ان يمر هذا الانسحاب بهدوء ودون مشاكل.

وعبر قريع عن رضاه وسعادته بالتحضيرات الفلسطينية لاستقبال الاراضى المحررة ومستوى التعاطي والتفاعل الجماهيري مع الاحتفالات المدنية التي اعدت لهذه المناسبة، داعيا كافة ابناء شعبنا الى المشاركة الفعالة في معركة البناء القادمة من اجل مستقبل افضل لشعبنا الفلسطيني .

جاء ذلك خلال مشاركة قريع في اجتماع للجان الدعم الجماهيري بحضور وزير الشئون المدنية محمد دحلان وأعضاء مكتب التعبئة والتنظيم، ومفوض الإعلام عبد الحكيم عوض، إضافة إلى أعضاء ومفوضي اللجان وذلك في مقر اللجنة الحركية العليا لحركة فتح.

الى ذلك اتهمت الحكومة الفلسطينية إسرائيل بالتباطؤ والتكلؤ فى تحديد موقف نهائي لها تجاه القضايا التي تتعلق بالمعابر الحدودية وآلية العمل فيها بعد الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، موضحة ان هناك ضغط دولي علي اسرائيل من اجل انهاء هذه القضايا قبل الانسحاب من القطاع.

وقال سمير حليلة أمين عام مجلس الوزراء، "ان معظم القضايا الفنية تم التنسيق فيها"، مشيرا الى ان اجتماعا عقد امس للطواقم الفنية التي انهت استعداداتها بشكل كامل لليوم الذى سيلي الانسحاب من القطاع .

وقال ان القضايا التي لا زالت عالقة هي القضايا ذات الطابع السياسي وهي التي تتعلق بالمعابر موضحا ان هذه القضايا لا زالت ترواح مكانها وذلك فى ظل عدم وجود موقف اسرائيلي نهائي تجاه هذه القضايا .

واضاف حليلة فى تصريحات إذاعية " ان ضغطا دوليا وفلسطينيا يمارس على اسرائيل من اجل انهاء هذه القضايا قبيل تنفيذ خطة فك الارتباط

وعلى صعيد اللقاءات الفلسطينية الفلسطينية اكد حليلة ان اللقاءات التي تعقد سواء من خلال لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والاسلامية، او اللقاءات الثنائية هي لقاءات ايجابية من اجل تهدئة الاجواء خلال عملية الانسحاب والتاكيد على اننا سنظهر بموقف واحد فى مواجهة خروج المحتلين.

وعبر عن تفاؤله من نتائج هذه اللقاءات موضحا ان "الجميع سيشارك فى بناء المرحلة التي ستلي عملية الانسحاب ولا ضرورة لوجود اية خلافات ". وقال " هناك وقت لنتفاهم على موضوع السلاح وشرعيته وقضايا اخرى لا زالت محل خلاف".

التعليقات