25/07/2015 - 14:30

المتحدث الرسمي باسم الأونروا: نعم فشلنا كثيراً في سوريا

سامي مشعشع: الأرقام التي لدينا كبيرة جداً، ونحن بصراحة لم نرتق إلى المستوى الذي كان ينتظره الفلسطينيون السوريون

المتحدث الرسمي باسم الأونروا: نعم فشلنا كثيراً في سوريا

مخيم اليرموك (صورة من الأرشيف)

لا ينكر الناطق الرسمي مدير الاتصال والإعلام في الوكالة الدولية لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، سامي مشعشع، وجود ما يصفه بالتقصير والفشل في بعض الأحيان، الذي شاب عمل الوكالة الدولية في مهامها تجاه الفلسطينين السوريين. ويرد مشعشع خلال حديثه مع عرب 48 على مجمل الاتهامات التي أطلقها مدنيون ناشطون وعاملون في مجال الإغاثة سواء من لبنان أو سوريا، بحق الوكالة الدولية التي تعرف اختصاراً بالـ "أونروا- UNRWA".

الغضب المباح

كانت السنوات الثلاث الماضية مشحونة بالنسبة للعاملين في الوكالة الدولية، يقول مشعشع مضيفاً "كما كانت صعبة للمدنيين أيضاَ، إذ لك أن تتصور أن 360 ألف مدني باتوا مشردين خلال ليلة وضحاها، اليوم قسم كبير من اللاجئين الفلسطينيين السوريين باتوا مشردين داخلياً وخارجياً، وكالتنا فقدت 17 موظفاً قضوا وهم يؤدون واجبهم الإنساني، فضلاً عن 30 موظفاً في الزنازين لا نعرف عنهم شيئاً، الأرقام التي لدينا كبيرة جداً، ونحن بصراحة لم نرتق إلى المستوى الذي كان ينتظره الفلسطينيون السوريون".

يرد مشعشع سبب ما يصفه بالفشل و التقصير إلى سببين، أولهما الظروف الأمنية الموضوعية، والثاني هو الأزمة المالية التي تعاني منها الوكالة.

ويضيف: "نصف اللاجئين مشردون داخلياً، طواقمنا تحاول أن تصل إليهم أينما كانوا في سوريا، في دمشق وحلب وريف العاصمة، لذلك نفشل كثيراً، بسبب واقع الصراع هناك، بالتأكيد علينا أن نلاحظ أن هناك 80 ألف فلسطيني سوري لجأوا إلى لبنان، والآلاف توجهوا إلى بلدان عربية أخرى، لك أن تتصور مثلاً أن الوكالة لم تحصل إلا على 25% من مبلغ هو 425 مليون دولار كانت طلبتها من أجل مخيم اليرموك. شح الموارد المالية بات جارحاً، نحن نعرف أن المأساة في سوريا عامة وشاملة، وهاجسنا هو الأطفال وصغار السن، لكننا لا زلنا نحاول رغم شح الموارد المالية".

خلال الاسبوعين الأخيرين تصاعدت اللهجة من إعلاميين وناشطين بحق الوكالة الدولية. ومن جهته لا يلوم مشعشع أية جهة أو شخص وجه اتهاما أو لوما أو عتباً للوكالة التي يتحدث باسمها.

يقول: "لا تلام الأم الفلسطينية حين تحاول أن تحمي ابنها، ولا تجد معيناً حقيقياً. قلنا منذ اليوم الأول أن الوضع صعب، نحن نتفهم هذا الغضب المشروع، ولا نحاول التبرير، لكن هناك برودة في التجاوب مع احتياجات الوكالة المالية الطارئة. أعيد أن الرقم الذي طلبناه كان قليلاً، وهو 425 مليون دولار، لكن استجابة المجتمع الدولي كانت فاضحة، بالتالي التقصير ليس ذاتياً بل موضوعياً ومفروضاً علينا، نحن ضمن مقدراتنا استجبنا ضمن المعيقات التي ذكرتها، وقدمنا المساعدات هنا وهناك، لكنني أدرك أن التقصير كبيرا والغضب مشروع".

الطريق إلى المخيم

يعرف الفلسطيني السوري أن الوكالة تعاني من شح مالي، فهو يتابع الأخبار حول ذلك، لكن ما لا يزال موضع تساؤل تحول فيما بعد إلى مظاهرات في قلب مخيم اليرموك، كان حول وقف الوكالة لنشاطها بشكل تام في المخيم، ثم سلكها طرقاً تعرض المدنيين المحتاجين للمساعدات إلى مخاطر الاعتقال والقتل.

يرد مشعشع بالقول "لقد بذلنا جهوداً كبيرة للوصل إلى مخيم اليرموك، ونجحنا أحياناً وفشلنا في أحيان كثيرة،ولكي أكون صادقاً، فإن الأطراف الأخرى كان عليها أن تعلب الدور بشكل كامل في عملية إيصال المساعدات، فهناك أطراف معنية كثيرة من اللاجئين في سوريا، لم تضطلع بمهامها لمساعدة طواقمنا في الوصول إلى داخل المخيم، نحن ناشدنا مراراً للنأي بالمخيم عن الصراع الحالي في سوريا، البعض دخل في معمعات سياسية، كنا بحاجة لضمانات واضحة من أجل سلامة عاملينا، وهذا حدث سابقاً، كنا نطالب بالمرور الآمن لموظفينا وللاجئين، لكننا وصلنا إلى قناعة بعد التجربة أنه لا يمكن أن نعرض أحدا للخطر، لا من اللاجئين ولا من العاملين في الوكالة".

ليتها كذلك

أصدر مجلس الأمن الدولي في شباط/فبراير 2014 القرار رقم 2139 الخاص بإيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا، وبحسب نصه فإن الجهات الدولية العاملة في مجال الإغاثة لا تحتاج لأذونات أو موافقات من أي جهات في البلاد، وهذا يناقد ما يقوله مشعشع عن عدم تجاوب أطراف في داخل سوريا ومحيط المخيمات فيها. ويضيف أنه كان يتمنى لو أن الوضع على الأرض سهل لهذه الدرجة.

ويتابع: "لا يمكن للوكالة أن تثبت الأمر الواقع كما تشتهيه، أقصى ما تستطيع الوكالة الدولية أن تفعله هو مهامها فقط، فهي مؤسسة إنسانية تؤكد على حقها في الدخول إلى مخيمات اللاجئين، وتقوم برفع التقارير والمناصرة والرصد، وتقدم كل هذا إلى الجهات المعنية، وبالذات إلى الطرف السياسي في الجهات الدولية. لا نستطيع أن نتخذ قراراً ونجبر جميع الأطراف على تنفيذه، في العالم الواقعي قدراتنا محدودة ومربوطي اليدين كما هو الحال في الأراضي الفلسطينية المحتلة مثلاً، نحن حتى اليوم لم نستطع إعادة بناء منزل واحد هدم في غزة".

الرواتب والأجور

نشر إعلاميون فلسطينيون في بيروت ما قالوا إنه تسريب لما طرح في اجتماع خاص للوكالة في العاصمة اللبنانية، مفاده أن سبب العجز هو الرواتب الكبيرة للموظفين الأجانب في الوكالة، ومصاريف السفر والتنقل والإقامة في الفنادق، قبل ذلك كانت الفكرة منتشرة في أوساط اللاجئين الفلسطينيين حول رواتب الموظفين من غير العرب، بالذات في دمشق، حيث يقيم عدد من الموظفين في فنادق خمس نجوم في العاصمة السورية.

يقول مشعشع "هذا الموضوع طالما يطرح، وهذه فرصة لنشرح ذلك، كل رواتب العاملين الدوليين في الأونروا تأتي من مكتب السكريتير العام للأمم المتحدة، وليس من ميزانية الأونروا، ميزانية المنظمة هي طوعية تأتي من تبرع الدول الأعضاء في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وتذهب مباشرة لللاجئين، ومنها تقتطع رواتب 30 ألف مدرس فلسطيني، بالنسبة لموضوع الفنادق، يجب أن أقول إن عدد من يقطنون في فنادق في دمشق هو محدود جداً، ولا يتعدى أصابيع اليدين، هناك أسباب أمنية مفروضة علينا بشأن إقامتهم من قسم السلامة والأمن والأمان في الأمم المتحدة، فهي من تحدد أين يجب أن تكون إقامتهم وإلا يغادرون سوريا، ونحن لا نريد لهم أن يغادروا البلاد".

التعليقات