19/09/2015 - 14:30

الرجل الثاني في أكناف بيت المقدس: لا زلنا نقاتل داعش

أهل مخيم اليرموك مساكين لأن من يقول الحق في المخيم اليوم بوجه داعش أو النصرة يعتبر مرتداً أو خائناً، كنت ألومهم في السابق، لكن اليوم لا لوم عليهم صراحة

الرجل الثاني في أكناف بيت المقدس: لا زلنا نقاتل داعش

'أهل مخيم اليرموك مساكين لأن من يقول الحق في المخيم اليوم بوجه داعش أو النصرة يعتبر مرتداً أو خائناً، كنت ألومهم في السابق، لكن اليوم لا لوم عليهم صراحة'، يقول الرجل الثاني في كتائب أكناف بيت المقدس نضال أبو العلا 'أبو همام' شارحاً لعرب 48، عتبه القديم على أهل المخيم، فيما يؤكد اليوم أن الأكناف لا تزال تمتلك نقاط قتال في المخيم، وأن الحل الوحيد لأزمة اليرموك، هو العسكري.

لم نجرح مدنيين

عرف أبو همام كمقاتل تحدى مع عناصره تنظيم الدولة الاسلامية داعش في مخيم اليرموك منذ نيسان الماضي. أبو همام ظهر في تسجلات صوتية أو أخرى مصورة، متحدثاً عن تطهير المخيم، وتحريره من التنظيم الذي اجتاحه آنذاك، قبل أن ينتهي القتال وتغادر الأكناف سريعاً إلى مربع أمني واحد، ومن ثم مغادرتها للمخيم بشكل كامل، باتجاه مناطق يلدا وبيت سحم المجاورتين، إلا أن أكناف بيت المقدس عادت منذ أيام لتقول إنها لا تزال تقاتل التنظيم لطرده من المخيم.

أدت عمليات قصف نفذتها الأكناف باتجاه المخيم بالهاون، وفقاً لمقاطع مصورة بثت عبر الإنترنت، مباشرة بعد إغلاق معبر 'العروبة- يلدا' الذي يصل اليرموك بمناطق يلدا وببيلا وبيت سحم، بحسب ناشطين داخل المخيم، إلى إصابات في صفوف المدنيين، وليس في صفوف التنظيم، ورفع سكان المخيم لافتات في إحدى المظاهرات، تلوم الأكناف على عمليات قصفها.

يرد أبو همام بالنفي التام على وجود إصابات في صفوف المدنيين، ويقول: 'كل ما يقال ليس صحيحاً. نعم تم قصف مربع النصرة من جهة المشفى، ولكن لا يوجد مدنيون وهو مربع أمني للنصرة وداعش، ولكن أكذب حتى تصدق، وهل من المعقول أن نقصف أهلنا ومن قمنا لحمايتهم والدفاع عنهم؟'.

رغم أن المخيم يقع اليوم تحت سيطرة جبهة النصرة وتنظيم الدولة بشكل كامل، يؤكد أبو همام أن أكناف بيت المقدس، لا تزال ترابط في المخيم في عدة نقاط 'الأكناف لها نقطة عسكرية بالجهة الجنوبية للمخيم في المشفى بالقرب من دوار فلسطين، ونسعى للدخول إلى المخيم إن شاء الله، ولانرى حلاً لوضع اليرموك إلا العسكري لتطهير المخيم ممن احتلوه بالغدر والخيانة'.

نعم هناك من ذهب للنظام

لا ينفي أبو همام خلال حديثه مع عرب 48، إن بعضاً من عناصر الأكناف قد التحقوا بالفعل بميليشا 'الدفاع الوطني' التي تقاتل إلى جانب النظام السوري وتساهم في حصار المخيم، يقول عن ذلك 'عندما حوصرنا في المربع الأمني، محور الشهداء- ثانوية اليرموك،  نعم هناك من بقي من العناصر برضاه، وهناك من ذهب والتحق بالدفاع الوطني وهذا أمر كان خارج سيطرتنا في ذاك الوقت'.

يرى أبو همام أن المشهد العسكري في المخيم اليوم، مرتبط بالتحالف بل والمبايعة، بين جبهة النصرة وتنظيم الدولة: 'المشهد العسكري هو احتلال داعش للمخيم بالاتفاق مع النصرة، وهم بالنسبة لداعش ليس لهم أي نقطة رباط في المخيم، فقط للنصرة نقطة واحدة وباقي نقاط الرباط هي للمجموعات التي وقفت على الحياد بالمخيم، وهي مجموعات فلسطينية، واليوم هم أضعف ما يكون بالنسبة للقوة العسكرية، لأن كثيرين من عناصر النصرة بايعت داعش، وهذا أضعف النصرة تماما'.

إشارة أبو همام لمجموعات فلسطينية، يقصد بها مقاتلين أعلنوا مبايعة التنظيم في الأول من نيسان، ومباشرة بعد اجتياح المخيم، حيث انشق بعض عناصر الأكناف على الفور، وقاتلوا تحت راية التنظيم، منهم الكراعنة.

والبعض إلى داعش

مباشرة بعد اجتياح التنظيم للمخيم، أعلنت كتائب المعارضة السورية، أنها ستساهم في العمل العسكري مع الأكناف ضد تنظيم داعش، إلا أن هذا لم يتم، شعر السكان أن الكتائب المحسوبة على الثورة السورية، قد خذلتهم وخذلت المخيم. أبو همام يرى هذا صحيحاً، لكن علاقة الأكناف مع هذه الكتائب لا تزال جيدة.

يقول أبو همام 'صحيح أن أكثر الكتائب لا تأخذ المخيم بعين الاعتبار لخصوصيته الدولية، ونعم هناك من خذل المخيم من الكتائب العسكرية، مع هذا فإن علاقتنا جيدة مع أكثر الكتائب العسكرية، ولكن كل له خصوصيته بعمله وقتاله'.

لا تزال أكناف بيت المقدس، وعلى لسان رجلها الثاني أبو همام، تنفي أي علاقة لها بحركة حماس، رغم أن أعلام الحركة كنت ترفع من مقاتلي الأكناف حين كانت موجودة في المخيم. يقول أبو همام 'ليس هناك اي علاقة بين كتائب الأكناف وحركة حماس، غير أن بعض قادة الأكناف كانوا بحركة حماس قبل خروجها من سوريا'.

في الماضي

قبل أن تغادر أكناف بيت المقدس المخيم، أو ترابط فقط في محيطه، كما يقول أبو همام، كانت هي القوة العسكرية الأساسية في مخيم اليرموك، إذ أن جميع عناصرها من الفلسطينين السوريين، الذي تمكنوا من حماية المخيم أولاً من كتائب مناطق مجاورة امتهنت السرقة والخطف والقتل، ثم من النظام، أذ تصدت الحركة طول سنوات لمحاولات النظام التغلغل في المخيم من جهته الشمالية، وصدت الفصائل الفلسطينية التي تقاتل مع النظام، إلا أن المشهد العسكري الخاص بها تغير تماماً، بعد أن أجبرت أو أضطرت على مغادرة المخيم بشكل تام.

 

التعليقات